الشيخ : يقول : " حجبهم الله عنا فلا نراهم، وربما كشفهم لبعض عباده ". ربما هذه للتقليل " كشفهم لبعض عباده فقد ( رأى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل على صورته له ستمائة جناح قد سد الأفق ) " ستمائة جناح لملك واحد.، قد سد الأفق كله، حتى كان الرسول عليه الصلاة والسلام في غار حراء لما رآه ما يرى السماء، لا يرى السماء إطلاقا، يعني قد انحجب السماء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بما شاهده من جبريل. ويحتمل أن يكون ( سد الأفق ) يعني الأفق الشرقي أو الغربي أو الشمالي أو الجنوب، لكن ظاهره الأول.
" قد سد الأفق، وتمثل جبريل لمريم بشرا سويا " أي: تاما، تام البشرية، كأنه إنسان تام.
يقول : " فخاطبته وخاطبها ". كما قال تعالى : (( فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا )) انتبه. لأهب أعطيك بدون ممازجة بدون مخالطة، فهنا صار خطاب بين من؟ بين جبريل ومريم، وشاهدته وكأنه بشر. نعم. " وأتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده الصحابة بصورة رجل لا يعرف ولا يرى عليه أثر السفر، شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر ". كما في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو مشهور معروف.
" فجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتي النبي صلى الله عليه وسلم ووضع كفيه على فخذيه. وخاطب النبي صلى الله عليه وسلم وخاطبه النبي صلى الله عليه وسلم. وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بأنه جبريل " .