قال المصنف رحمه الله تعالى : ومنهم : ملك الجبال الموكل بها . حفظ
الشيخ : " ومنهم: ملك الجبال الموكل بها ". الجبال لها ملك؟ نعم، لها ملك، كما جاء في الحديث الصحيح حين رجع النبي صلى الله عليه وسلم من أهل الطائف بعد أن دعاهم، ولم يفق إلا في قرن الثعالب، لأن أهل الطائف أساؤوا معاملتهم إياه، اصطفوا صفين وجعلوا يهتفون بالسخرية به، وجعل سفهاؤهم يرمونه بالحجارة حتى أدموا عقبه عليه الصلاة والسلام. طرد مشردا على هذا الوجه أمر صعب أكثر مما فعل أهل مكة به عند الهجرة، لم يفق يقول صلى الله عليه وسلم إلا في قرن الثعالب، ( فأتاه جبريل، وسلم عليه، وقال: هذا ملك الجبال، يعني مره بما تشاء فإن شئت أن يطبق عليهم الأخشبين فعل. فقال النبي عليه الصلاة والسلام مع هذه الشدة العظيمة : ( بل أستئني بهم لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله ) اللهم صل على محمد. وهذا يدل على أنه صلى الله عليه وسلم أبعد الناس عن الانتقام لنفسه، إذ لو كان يريد الانتقام لنفسه لكان هذه فرصة أن تطبق عليهم الأخشبان ويهلكوا جميعا لكنه عليه الصلاة والسلام ليس يدعو الناس لنفسه وإنما هو كما أمره ربه: (( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن )).
ومن هنا ننطلق إلى أنه يجب على الداعية أن يشعر نفسه بأنه يدعو إلى الله، لا إلى فرض السيطرة، أو إتمام الكلمة، أو إبراد الغيرة، لأن هذا خطأ (( ادع إلى سبيل ربك )) أيُّ وسيلة يحصل بها المقصود ولو فيها غضاضة عليك فاعملها اعملها، حتى لو شاهدت الرجل يفعل المنكر أمامك لكن ترجو أن يصلح فاصبر، لأن المقصود ليس أن تطفئ حرارة الغيرة أو أن تنتقم لنفسك، المقصود إصلاح هذا الرجل إلى دين الله عز وجل. لا تكن ممن يدعو إلى نفسه، بل كن ممن يدعو إلى ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، حتى لو أفضى الحال إلى أن تضحك بوجه هذا الفاسق من أجل إدخال السرور عليه واستعداده لقبول ما تقول فافعل، لا يضر. لقد تنازل النبي عليه الصلاة والسلام عن حق كبير كبير كبير رجاء الإصلاح، وذلك في غزوة الحديبية، أكثركم يعرف ما الذي حصل. حصل من جملة الشروط الثقيلة أن يرد هذا الذي جاء معتمرا إلى بيت الله عز وجل، يرد عنه، بينما لو يجيء أعرابي من أخبث الناس شركا ليدخل يعتمر يرد أو لا يرد؟ لا يرد، هذه غضاضة عظيمة. التزم عليه الصلاة والسلام بأن لا يكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، لما قال أملى على الكاتب: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم، قالوا: ما يمكن، ما نعرف الرحمن، ويش اكتب؟ اكتب بسمك اللهم. قال: لا، اكتب الرحمن لأنه رحمان؟ أجيبوا يا جماعة؟ لا، قال: اكتب باسمك اللهم، مع أن الرسول يعلم أن الله سبحانه وتعالى هو الرحمن.
لما قال: هذا ما قضى عليه رسول الله، قالوا: لا تكتب رسول الله، لو نعلم أنك رسول الله ما قتلناك ولا صددناك، ايش أكتب؟ قالوا: اكتب محمد بن عبد الله، كتب ولا ما كتب؟ ولكنه قال: ( والله إني لرسول الله وإن كذبتموني ) حتى لا يفهم فاهم زوال وصف الرسالة له. تنازل. كم؟ ثلاثة: الصد ومنع، الرحمن، ومنع رسول الله.
رابعا: من جاء منهم مسلما وجب أن نرده إليهم، ومن ذهب منا إليهم لا يردونه. هذا من أثقل ما يكون، ومع ذلك قبل الرسول عليه الصلاة والسلام، لأنهم أبوا أن يجروا الصلح إلا على هذا، ما في تنازل منهم معاندون. وقد أقسم عليه الصلاة والسلام حين بركت الناقة أن لا يسألوه خطة يعظمون بها حرمات الله إلا أجابهم عليها، وإلا من يستطيع هذا، ومن ثَمَّ فعل عمر ما فعل نحو هذا الشرط.
على كل حال المقصود من هذا أن الإنسان ينبغي له أن يدعو إلى الله لله لا لنفسه.
انطلقنا من قول الرسول لملك الجبال : ( أستأني بهم لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله ). وهل هذا التوقع والرجاء هل تحقق؟ نعم، تحقق، خرج من أصلاب هؤلاء من جاهد في سبيل الله وقاتل في سبيل وعلا به دين الله عز وجل.
والمسألة مشهورة معروفة. طيب.
ومن هنا ننطلق إلى أنه يجب على الداعية أن يشعر نفسه بأنه يدعو إلى الله، لا إلى فرض السيطرة، أو إتمام الكلمة، أو إبراد الغيرة، لأن هذا خطأ (( ادع إلى سبيل ربك )) أيُّ وسيلة يحصل بها المقصود ولو فيها غضاضة عليك فاعملها اعملها، حتى لو شاهدت الرجل يفعل المنكر أمامك لكن ترجو أن يصلح فاصبر، لأن المقصود ليس أن تطفئ حرارة الغيرة أو أن تنتقم لنفسك، المقصود إصلاح هذا الرجل إلى دين الله عز وجل. لا تكن ممن يدعو إلى نفسه، بل كن ممن يدعو إلى ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، حتى لو أفضى الحال إلى أن تضحك بوجه هذا الفاسق من أجل إدخال السرور عليه واستعداده لقبول ما تقول فافعل، لا يضر. لقد تنازل النبي عليه الصلاة والسلام عن حق كبير كبير كبير رجاء الإصلاح، وذلك في غزوة الحديبية، أكثركم يعرف ما الذي حصل. حصل من جملة الشروط الثقيلة أن يرد هذا الذي جاء معتمرا إلى بيت الله عز وجل، يرد عنه، بينما لو يجيء أعرابي من أخبث الناس شركا ليدخل يعتمر يرد أو لا يرد؟ لا يرد، هذه غضاضة عظيمة. التزم عليه الصلاة والسلام بأن لا يكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، لما قال أملى على الكاتب: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم، قالوا: ما يمكن، ما نعرف الرحمن، ويش اكتب؟ اكتب بسمك اللهم. قال: لا، اكتب الرحمن لأنه رحمان؟ أجيبوا يا جماعة؟ لا، قال: اكتب باسمك اللهم، مع أن الرسول يعلم أن الله سبحانه وتعالى هو الرحمن.
لما قال: هذا ما قضى عليه رسول الله، قالوا: لا تكتب رسول الله، لو نعلم أنك رسول الله ما قتلناك ولا صددناك، ايش أكتب؟ قالوا: اكتب محمد بن عبد الله، كتب ولا ما كتب؟ ولكنه قال: ( والله إني لرسول الله وإن كذبتموني ) حتى لا يفهم فاهم زوال وصف الرسالة له. تنازل. كم؟ ثلاثة: الصد ومنع، الرحمن، ومنع رسول الله.
رابعا: من جاء منهم مسلما وجب أن نرده إليهم، ومن ذهب منا إليهم لا يردونه. هذا من أثقل ما يكون، ومع ذلك قبل الرسول عليه الصلاة والسلام، لأنهم أبوا أن يجروا الصلح إلا على هذا، ما في تنازل منهم معاندون. وقد أقسم عليه الصلاة والسلام حين بركت الناقة أن لا يسألوه خطة يعظمون بها حرمات الله إلا أجابهم عليها، وإلا من يستطيع هذا، ومن ثَمَّ فعل عمر ما فعل نحو هذا الشرط.
على كل حال المقصود من هذا أن الإنسان ينبغي له أن يدعو إلى الله لله لا لنفسه.
انطلقنا من قول الرسول لملك الجبال : ( أستأني بهم لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله ). وهل هذا التوقع والرجاء هل تحقق؟ نعم، تحقق، خرج من أصلاب هؤلاء من جاهد في سبيل الله وقاتل في سبيل وعلا به دين الله عز وجل.
والمسألة مشهورة معروفة. طيب.