قال المصنف رحمه الله تعالى : ب ) الإنجيل : الذي أنزله الله تعالى على عيسى صلى الله عليه وسلم , وهو مصدق للتوراة , ومتمم لها << وءاتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين >> [ المائدة : 46] , << ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم >> [ آل عمران : 50 ] حفظ
الشيخ : " الثاني : الإنجيل الذي أنزله الله على عيسى " وهذا الكتاب متمم للتوراة، لأن الأمة في كتب بني إسرائيل هي التوراة.
يقول : " وهو مصدق للتوراة ومتمم لها ". واستدل لذلك بقوله تعالى : (( وآتيناه الإنجيل )) أي: أعطيناه إياه (( فيه هدى ونور )).
إذا قال قائل: آتينا، وأنت تقول إن الإنجيل منزل؟ فالجواب؟
الطالب : ما يمنع.
الشيخ : كيف ما؟ تأملوا يا إخوان (( وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان )).
نقول: في القرآن التصريح بأن الله تعالى أنزل الإنجيل كما أنزل التوراة والقرآن. وكونه أعطاه إياه فهو كقوله تعالى : (( وآتينا داود زبورا )) وما أشبه ذلك مما يذكر الله تعالى إيتاءه.
(( وأتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه )). كيف قال (( ومصدقا )) مع أنه وصف، ولا يعطف الوصف على أصله؟ يعني لو قال قائل: الإنجيل ومصدقا. ومصدقا عطف على الإنجيل قلنا: لا، لا يصح، لكنها حال معطوفة على الجملة الحالية قبلها، أين الجملة الحالية؟ فيه هدى ونور؟ وإنما جعلنا هذه الجملة حالا، لأن الذي قبلها معرفة، والقاعدة في اللغة العربية أن الجمل بعد المعارف أحوال، وبعد النكرات صفات، أنتم معنا في هذه القاعدة؟ الجمل بعد المعارف أحوال، وبعد النكرات صفات. نعم.
(( ومصدقا )) يعني: وحال كونه مصدقا لما بين يديه من التوراة، والتصديق لما بين يديه له معنيان، المعنى الأول : أنه يشهد بصدق ما سبقه. والمعنى الثاني: أنه يشهد بتصديقه، أن إنزاله شهادة بتصديق ما سبق.
أنتم معنا؟ التصديق الذي بين يديه تضمن معنيين، المعنى الأول: أنه مصدق لما سبقه، يعني: حاكم بصدقه.
والمعنى الثاني: أنه وقع تصديقا له، واضح؟ واضح الفرق؟ طيب. على الوجه الأول أنه نزل مصدقا لما سبقه، يعني: حاكما بتصديقه أن يكون ما سبقه قد أخبر به، وقال سينزل كتاب على عيسى مثلا، فيكون نزول هذا الكتاب على عيسى تصديقا للخبر الذي نزل في الكتاب الأول.
أما الثاني أنه يحكم بأن ما سبقه صدق، فهذا سواء تعرض له الكتاب الأول، أم لم يتعرض، يكون يشهد بأن الكتاب السابق حق وصدق.
وهكذا نقول في وصف القرآن بأنه مصدق لما بين يديه، مصدق لما بين يديه، يعني ايش؟ يقول: إن التوراة حق والإنجيل حق، مصدقا لما بين يديه، يعني: نزل تصديقا له، لأن التوراة قالت سينزل قرآن على محمد، والإنجيل قال سينزل قرآن على محمد، بل ظاهر قوله تعالى : (( وإنه لفي زبر الأولين )) أن هذا الإخبار كان في ايش؟ في جميع الكتب، والمسألة هذه تحتاج إلى تأمل، لأنه قال : (( وإنه لفي زبر الأولين أو لم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بنو إسرائيل )). قد يقول قائل : إن المراد بزبر الأولين هنا؟ ايش؟ التوراة والإنجيل، لقوله : (( أو لم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بنو إسرائيل )).
على كل حال أنا أحب أن تعرفوا كلمة مصدقا لما بين يديه، أحمد؟
الطالب : لها معنيان .
الشيخ : نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : وقع تصديقا لما أخبر به الكتاب الأول. طيب. هذا هو؟ طيب هل تعرفون الفرق؟ صالح؟
الطالب : المعنى الأول أنه وقع تصديقه.
الشيخ : المعنى الثاني سواء ذكر الكتاب الأول هذا الكتاب الثاني أم لم يذكره. طيب.
الإنجيل نزل مصدقا لما بين يديه من التوراة.
(( وهدى وموعظة للمتقين )) هدى دلالة، موعظة توفيق. والهدى هنا يكون بمعنى الدلالة لأن الموعظة هي الامتثال. وقوله: (( للمتقين )) لأنهم هم المنتفعون بهم.
وقال تعالى في وصف عيسى : (( ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم )) إذن فهو مكمل، ولهذا أحل الله بالإنجيل بعض ما كان محرما على بني إسرائيل