قال المصنف رحمه الله تعالى : هـ ) القرآن العظيم : الذي أنزله الله على نبيه محمد خاتم النبيين << هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان >> [ البقرة : 185 ] , فكان << مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمناعليه >> [ المائدة : 48 ] , فنسخ الله به جميع الكتب السابقة , وتكفل بحفظه عن عبث العابثين وزيغ المحرفين << إنا نحن نزلنا الذكر وإننا له لحافظون >> [ الحجر : 9 ] لأنه سيبقى حجة على الخلق أجمعين إلى يوم القيامة . حفظ
الشيخ : الرابع ، " الخامس : القرآن العظيم الذي أنزله الله على نبيه محمد خاتم النبيين (( هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان )) (( مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه )). فنسخ الله به جميع الكتب السابقة، وتكفل بحفظه عن عبث العابثين وزيغ المحرفين (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )) لأنه سيبقى حجة على الخلق أجمعين إلى يوم القيامة ".
هذا الكتاب المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، أسأل الله أن يجعلني وإياكم من أهله التالين له حق تلاوته، هذا الكتاب هو أشرف الكتب وأعم الكتب وأنفعها وأقومها، قال الله تعالى: (( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ))، ويروى أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في يد عمر بن الخطاب صحيفة من التوراة فغضب عليه الصلاة والسلام، لأنه لا يمكن يوجد أهدى من القرآن وفيه كفاية عن كل ما سواه.
نقول : (( هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان )) هدى للناس كلهم، ولكن هنا نقول : إن الله تعالى تارة يقول : (( هدى للناس )) وتارة يقول : (( هدى للمتقين )) فما الجمع؟ نقول: أما الأول فهي هداية الدلالة، هدى للناس كلهم. وأما الثانية فهي هداية التوفيق. بارك الله فيكم.
(( وبينات من الهدى والفرقان )) أي: علامات واضحات بينات من الهدى والفرقان.
الهدى يعني العلم النافع. الفرقان ما يفرق به بين الحق والباطل، وبين الصدق والكذب، وبين الجور والعدل، وبين أولياء الله وأعداء الله. ولهذا لا تجد فرقانا أكثر مما في القرآن الكريم. والإنسان إذا آتاه الله الكتاب أعني القرآن حصل له من الفرقان ما يكون إشكالا كبيرا في حق غيره. وإذا رأدت أن تزول عنك الإشكالات فعليك بالقرآن، فإن القرآن فرقان يفرق بين الحق والباطل، والصدق والكذب، والجور والعدل، وأولياء الله وأعداء الله. فلا شيء أعظم من فرقان القرآن أبدا، لكن بسبب إعراض الناس عنه وانشغالهم بغيره صاروا لا يجدون ذلك الفرقان الذي يتبين لهم به الحق، لأنهم معرضون، وإلا والله لو رجعوا للقرآن الكريم لوجدوا الفرقان الذي يفرقون به بين الحق والباطل. بل إن الله يجعل في قلب العبد نورا يمكن أن يهتدي بما يكرمه الله به من العلم.
" وقال أيضا فكان (( مصدقا لما بين يديه من الكتاب )) " كتاب واحد؟ المراد الجنس. (( من الكتاب )) أي من الكتب. كل ما بين يديه من الكتب فإنه يكون مصدقا لها، وعرفتم قبل قليل معنى ايش؟ التصديق لما بين يديه.
(( ومهيمنا عليه )) وهذه الأخيرة فيها دليل على أن القرآن ناسخ لما قبله، وأن كل ما خالف القرآن في الكتب السابقة فالقرآن حاكم ببطلانه. معنى الهيمنة؟ السيطرة والسلطة التامة، وهذا يقتضي أن جميع ما في الكتب السابقة ايش؟ منسوخ بهذا القرآن الكريم.
وقد أجمع العلماء رحمهم الله أن شريعة من قبلنا إذا ورد شرعنا بخلافها فهي منسوخة.
واختلفوا فيما إذا لم يرد شرعنا بخلافها، فقيل: إنها شرع لنا وقيل: لا. والمسألة مبسوطة في أصول الفقه. نعم.
يقول: " فنسخ الله به جميع الكتب السابقة، وتكفل بحفظه عن عبث العابثين وزيغ المحرفين ". بينما الكتب السابقة لم يتكفل الله بحفظها، ولهذا وقع فيها التحريف والكتمان. نعم. (( قل ما أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا )). لكن هذا القرآن محفوظ، لأنه لا يوجد كتاب أعظم تواترا منه، لا يوجد كتاب أعظم تواترا منه، ولا كتاب يقرؤه الصغير والكبير من الأمة. ولهذا نجد العامي لو أن أكبر عالم زاد في القرآن لرد عليه وهو عامي. وهذه من نعمة الله عز وجل وحفظه لهذا القرآن الكريم.
وبهذا نعرف عظم ضلال الرافضة الذين زعموا أن في القرآن ما ليس منه، وأنه حذف ما هو منه، فكذبوا على الله، وكذبوا على الأمة الإسلامية، وهم يدّعون أنهم هم المسلمون، وكل دعوى بلا بينة فإنها باطلة. هل يمكن أن يكون في كتاب الله الذي أنزله على محمد وقال فيه : (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )) هل يمكن أن يحذف منه شيء لا تعلم به الأمة؟ لا يمكن. أو أن يزاد فيه شيء لا تعلم الأمة بزيادته؟ هذا لا يمكن إطلاقا. فهم إما أن يقولوا هذا القرآن الذي بين أيدينا هو كلام الله، وهو الذي نزل على محمد، أو ينكروه رأسا. أما أن يقروا بأنه كتاب الله، ثم يقولوا إنه وقع فيه الحذف أو الزيادة فهذا غير ممكن، لأنهم إذا أقروا أن هذا كلام الله لزمهم أن يقولوا ايش؟ لا زيادة ولا نقص، لأن كلام الله محفوظ، تكفل الله بحفظه، لا يزاد فيه ولا ينقص.
فإن قال قائل : نجد التحريف في كتاب الله؟
قلنا : الحمد لله، لكن هل وجدت تحريفا لم يرد عليه؟ كل تحريف لكتاب الله قيض الله من يبطله ويبينه. نعم. فلا ينافي الحفظ، بل قد يكون هذا أبلغ في حفظه أن يعتدي معتد عليه بالتحريف ثم يقيض الله له من ايش؟ من يبين بطلانه، لأن الله تعالى قد يسلط على شرعه أو بعضه من ينكره حتى يقوم قائم لينصره ويتبين ذلك الحق من الباطل. طيب.
يقول: (( إنا نحن نزلنا الذكر )) .. هذه الآية الكريمة في غاية ما يكون من العظمة (( إنا نحن نزلنا )) (( وإنا له لحافظون )) الأولى فيها توكيد بإن والضمير ضمير الفصل نحن. ولهذا لو كانت الآية إنا نزلنا لاستقام الكلام، لكن قال نحن إشارة إلى التوكيد أنه نزل من عند الله لا من عند غيره، ثم جاءت بصيغة العظمة إشارة إلى عظمة منزله عز وجل، ثم أكد حفظه بقوله : (( وإنا )) وهذه للتوكيد (( لحافظون )) اللام للتوكيد أيضا. وقدم المعمول له على العامل حافظون إشارة إلى العناية به، وإلا فإن الله يحفظ القرآن وغيره، لكن تخصيصه بالذكر إشارة إلى العناية بحفظه.
قال: " لأنه سيبقى حجة على الخلق أجمعين إلى يوم القيامة ".
قوله " إلى يوم القيامة " يعني: إلى قرب يوم القيامة، لأنه قد جاء في الآثار : ( أن القرآن ينزع في آخر الزمان ينزع من الصدور ومن المصاحف حتى يصبح الناس ليس في مصاحفهم حرف من القرآن ) يمحى، وحتى يؤخذ من الصدور، وهذا والله أعلم إذا أعرض الناس عن كتاب الله ولم يعملوا به ولم يرفعوا به رأسا، فحينئذ سيبقى في مجتمع ليسوا أهلا له، في مجتمع أهانوه فيرفعه الله عز وجل حماية لكتابه من الإهانة، كما أن هذه الكعبة شرفها الله حفظت من الفيل ومنع من الوصول إليها، وسيسلط عليها رجل من الحبشة قصير القامة أفحج الرجلين فينقضها حجرا حجرا، الله أكبر! الفيل يصد عنها، وهذا الرجل القصير المهين يسلط عليها. هذا والله أعلم يكون إذا أهان الناس بيت الله بالمعاصي والفسوق والفجور وغير ذلك، حتى يصبح بيت الله لا مقام له فيهم، فيسلط عليه هذا الرجل ينقضه حجرا حجرا.
إذن قولنا " إلى يوم القيامة " أي ايش؟ إلى قرب قيام الساعة.
نعم. " أما الكتب السابقة فإنها مؤقتة بأمد ينتهي بنزول ما ينسخها، ويبين ما حصل فيها من تحريف وتغيير ". هذا لا يحتاج إلى شرح لأنه واضح.
" ولهذا لم تكن معصومة منه، فقد وقع فيها " طويل الكلام.
الطالب : شيخ.
الشيخ : نعم. أولا قدم لي أمس اقتراح بأن.
نحن بصدد ايش الإيمان بالكتب.
هذا الكتاب المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، أسأل الله أن يجعلني وإياكم من أهله التالين له حق تلاوته، هذا الكتاب هو أشرف الكتب وأعم الكتب وأنفعها وأقومها، قال الله تعالى: (( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ))، ويروى أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في يد عمر بن الخطاب صحيفة من التوراة فغضب عليه الصلاة والسلام، لأنه لا يمكن يوجد أهدى من القرآن وفيه كفاية عن كل ما سواه.
نقول : (( هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان )) هدى للناس كلهم، ولكن هنا نقول : إن الله تعالى تارة يقول : (( هدى للناس )) وتارة يقول : (( هدى للمتقين )) فما الجمع؟ نقول: أما الأول فهي هداية الدلالة، هدى للناس كلهم. وأما الثانية فهي هداية التوفيق. بارك الله فيكم.
(( وبينات من الهدى والفرقان )) أي: علامات واضحات بينات من الهدى والفرقان.
الهدى يعني العلم النافع. الفرقان ما يفرق به بين الحق والباطل، وبين الصدق والكذب، وبين الجور والعدل، وبين أولياء الله وأعداء الله. ولهذا لا تجد فرقانا أكثر مما في القرآن الكريم. والإنسان إذا آتاه الله الكتاب أعني القرآن حصل له من الفرقان ما يكون إشكالا كبيرا في حق غيره. وإذا رأدت أن تزول عنك الإشكالات فعليك بالقرآن، فإن القرآن فرقان يفرق بين الحق والباطل، والصدق والكذب، والجور والعدل، وأولياء الله وأعداء الله. فلا شيء أعظم من فرقان القرآن أبدا، لكن بسبب إعراض الناس عنه وانشغالهم بغيره صاروا لا يجدون ذلك الفرقان الذي يتبين لهم به الحق، لأنهم معرضون، وإلا والله لو رجعوا للقرآن الكريم لوجدوا الفرقان الذي يفرقون به بين الحق والباطل. بل إن الله يجعل في قلب العبد نورا يمكن أن يهتدي بما يكرمه الله به من العلم.
" وقال أيضا فكان (( مصدقا لما بين يديه من الكتاب )) " كتاب واحد؟ المراد الجنس. (( من الكتاب )) أي من الكتب. كل ما بين يديه من الكتب فإنه يكون مصدقا لها، وعرفتم قبل قليل معنى ايش؟ التصديق لما بين يديه.
(( ومهيمنا عليه )) وهذه الأخيرة فيها دليل على أن القرآن ناسخ لما قبله، وأن كل ما خالف القرآن في الكتب السابقة فالقرآن حاكم ببطلانه. معنى الهيمنة؟ السيطرة والسلطة التامة، وهذا يقتضي أن جميع ما في الكتب السابقة ايش؟ منسوخ بهذا القرآن الكريم.
وقد أجمع العلماء رحمهم الله أن شريعة من قبلنا إذا ورد شرعنا بخلافها فهي منسوخة.
واختلفوا فيما إذا لم يرد شرعنا بخلافها، فقيل: إنها شرع لنا وقيل: لا. والمسألة مبسوطة في أصول الفقه. نعم.
يقول: " فنسخ الله به جميع الكتب السابقة، وتكفل بحفظه عن عبث العابثين وزيغ المحرفين ". بينما الكتب السابقة لم يتكفل الله بحفظها، ولهذا وقع فيها التحريف والكتمان. نعم. (( قل ما أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا )). لكن هذا القرآن محفوظ، لأنه لا يوجد كتاب أعظم تواترا منه، لا يوجد كتاب أعظم تواترا منه، ولا كتاب يقرؤه الصغير والكبير من الأمة. ولهذا نجد العامي لو أن أكبر عالم زاد في القرآن لرد عليه وهو عامي. وهذه من نعمة الله عز وجل وحفظه لهذا القرآن الكريم.
وبهذا نعرف عظم ضلال الرافضة الذين زعموا أن في القرآن ما ليس منه، وأنه حذف ما هو منه، فكذبوا على الله، وكذبوا على الأمة الإسلامية، وهم يدّعون أنهم هم المسلمون، وكل دعوى بلا بينة فإنها باطلة. هل يمكن أن يكون في كتاب الله الذي أنزله على محمد وقال فيه : (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )) هل يمكن أن يحذف منه شيء لا تعلم به الأمة؟ لا يمكن. أو أن يزاد فيه شيء لا تعلم الأمة بزيادته؟ هذا لا يمكن إطلاقا. فهم إما أن يقولوا هذا القرآن الذي بين أيدينا هو كلام الله، وهو الذي نزل على محمد، أو ينكروه رأسا. أما أن يقروا بأنه كتاب الله، ثم يقولوا إنه وقع فيه الحذف أو الزيادة فهذا غير ممكن، لأنهم إذا أقروا أن هذا كلام الله لزمهم أن يقولوا ايش؟ لا زيادة ولا نقص، لأن كلام الله محفوظ، تكفل الله بحفظه، لا يزاد فيه ولا ينقص.
فإن قال قائل : نجد التحريف في كتاب الله؟
قلنا : الحمد لله، لكن هل وجدت تحريفا لم يرد عليه؟ كل تحريف لكتاب الله قيض الله من يبطله ويبينه. نعم. فلا ينافي الحفظ، بل قد يكون هذا أبلغ في حفظه أن يعتدي معتد عليه بالتحريف ثم يقيض الله له من ايش؟ من يبين بطلانه، لأن الله تعالى قد يسلط على شرعه أو بعضه من ينكره حتى يقوم قائم لينصره ويتبين ذلك الحق من الباطل. طيب.
يقول: (( إنا نحن نزلنا الذكر )) .. هذه الآية الكريمة في غاية ما يكون من العظمة (( إنا نحن نزلنا )) (( وإنا له لحافظون )) الأولى فيها توكيد بإن والضمير ضمير الفصل نحن. ولهذا لو كانت الآية إنا نزلنا لاستقام الكلام، لكن قال نحن إشارة إلى التوكيد أنه نزل من عند الله لا من عند غيره، ثم جاءت بصيغة العظمة إشارة إلى عظمة منزله عز وجل، ثم أكد حفظه بقوله : (( وإنا )) وهذه للتوكيد (( لحافظون )) اللام للتوكيد أيضا. وقدم المعمول له على العامل حافظون إشارة إلى العناية به، وإلا فإن الله يحفظ القرآن وغيره، لكن تخصيصه بالذكر إشارة إلى العناية بحفظه.
قال: " لأنه سيبقى حجة على الخلق أجمعين إلى يوم القيامة ".
قوله " إلى يوم القيامة " يعني: إلى قرب يوم القيامة، لأنه قد جاء في الآثار : ( أن القرآن ينزع في آخر الزمان ينزع من الصدور ومن المصاحف حتى يصبح الناس ليس في مصاحفهم حرف من القرآن ) يمحى، وحتى يؤخذ من الصدور، وهذا والله أعلم إذا أعرض الناس عن كتاب الله ولم يعملوا به ولم يرفعوا به رأسا، فحينئذ سيبقى في مجتمع ليسوا أهلا له، في مجتمع أهانوه فيرفعه الله عز وجل حماية لكتابه من الإهانة، كما أن هذه الكعبة شرفها الله حفظت من الفيل ومنع من الوصول إليها، وسيسلط عليها رجل من الحبشة قصير القامة أفحج الرجلين فينقضها حجرا حجرا، الله أكبر! الفيل يصد عنها، وهذا الرجل القصير المهين يسلط عليها. هذا والله أعلم يكون إذا أهان الناس بيت الله بالمعاصي والفسوق والفجور وغير ذلك، حتى يصبح بيت الله لا مقام له فيهم، فيسلط عليه هذا الرجل ينقضه حجرا حجرا.
إذن قولنا " إلى يوم القيامة " أي ايش؟ إلى قرب قيام الساعة.
نعم. " أما الكتب السابقة فإنها مؤقتة بأمد ينتهي بنزول ما ينسخها، ويبين ما حصل فيها من تحريف وتغيير ". هذا لا يحتاج إلى شرح لأنه واضح.
" ولهذا لم تكن معصومة منه، فقد وقع فيها " طويل الكلام.
الطالب : شيخ.
الشيخ : نعم. أولا قدم لي أمس اقتراح بأن.
نحن بصدد ايش الإيمان بالكتب.