قال المصنف رحمه الله تعالى : أما الكتاب السابقة فإنها مؤقتة بأمد ينتهي بنزول ما ينسخها , و يبين ما حصل فيها من تحريف وتغيير , و لهذا لم تكن معصومة منه , فقد وقع فيها التحريف و الزيادة و النقص << فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون >> [ البقرة : 79 ] , << قل من أنزل الكتاب الذي جآء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا >> [ الأنعام : 91 ] , << و إن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب و يقولون هو من عند الله وما هو من عند الله و يقولون على الله الكذب وهم يعلمون * ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب و الحكم و النبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله >> [ آل عمران : 78 _ 79 ] , << يآأهل الكتاب قد جآءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب >> [ المائدة : 15 ] , إلى قوله << لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم >> [ المائدة : 72 ] . حفظ
الشيخ : نحن بصدد إيش؟ الإيمان بالكتب، وذكرنا أن الكتب السابقة مؤقتة بوقت، ما هو الوقت؟ وقت دوام الرسالة بالنسبة للرسول الذي نزل عليه الكتاب، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة ). "ينتهي بنزول ما ينسخها ويبين ما حصل فيها من تحريف وتغيير. و لهذا لم تكن معصومة منه - أي من التحريف والتغيير - فقد وقع فيها التحريف والزيادة والنقص " في الكتب السابقة، لأن أصلها ليس نازلة للدوام، بل هي مؤقتة. وذكرنا الأدلة على ذلك (( من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه )) (( من الذين هادوا )) هذه فيها شيء محذوف، والتقدير: من الذين هادوا قوم يحرفون الكلم عن مواضعه، والذين هادوا من هم؟ اليهود، واليهود أجرأ الناس على الله ورسله، يصفون الله بالنقص والعيب، ويقتلون الأنبياء بغير حق، ويحرفون الكلم عن مواضعه. لما قيل لهم قولوا حطة قالوا حنطة، فهم أجرأ الناس على الله ورسله وكتبه، قاتلهم الله أنّى يؤفكون.
" وقال تعالى : (( فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله )) " وهم كذبة لكنهم يشترون به ثمنا قليلا. ما هو الثمن القليل؟ أن يبقى لهم جاه لدى الملوك. يكتب للملوك ما يريد ثم يقول: هذا من عند الله، فيمشي الملك على ذلك، أو تمشي العامة على ذلك ليبقى لهم الجاه والرئاسة.
هل في هذه الأمة من عمل هذا العمل؟ نعم، في هذه الأمة من يحرف نصوص الكتاب والسنة إرضاء للرؤساء والسلاطين. وهؤلاء يسمون علماء الدولة، لأن العلماء فيما نرى ثلاثة أقسام: عالم دولة، وهو الذي ينظر ما تشتهيه الدولة فيلوي أعناق النصوص إلى ما تريد. والثاني: عالم أمة، وهو الذي ينظر ما يصلح للناس ويروق لهم فيحرفوا النصوص من أجل أن يوافق أهواء الناس، وهذا كثير. الثالث: عالم ملة وهو الذي يقول بالملة وينتصر لها. وهذا الأخير هو العالم الرباني. طيب.
هؤلاء (( الذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا )) من أي الأصناف الثلاثة؟
الطالب : الدولة.
الشيخ : والأمة أيضا. الدولة والأمة، ينظرون ما يصلح للناس فيحرفون الكلم عن مواضعه من أجله.
(( فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون )) توعدهم الله تعالى على الفعل وعلى نتائج الفعل، على الفعل في قوله: (( فويل لهم مما كتبت أيديهم ))، وعلى نتائجه (( وويل لهم مما يكسبون )) لأن هذا الذي كتبت أيديهم سيكون له نتائج سيئة، سينصرف الناس عن الدين ويأخذون بما كتب هؤلاء. الشاهد من هذا قوله : (( يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله )) وهذا يدل على أن الكتب السابقة قد حصل فيها ما حصل.
وقال تعالى: (( قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا )) هذا أيضا فيه كتم علماؤهم لما نزلت به التوراة، مما يدل على أن التوراة ليست ايش؟ ليست محفوظة.
وقال تعالى : (( وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله )) هذه الآية نتكلم عليها لفظا ثم معنى (( وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب )) هنا يحسن الوقف ثم تبتدئ فتقول: (( وما هو من الكتاب ))، لأن قوله : (( وما هو من الكتاب )) رد لقوله: (( لتحسبوه من الكتاب )).
(( ويقولون هو من عند الله )) قف أيضا (( وما هو من عند الله )) ابتدئ.
أما معنى الآية (( وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب )). والليُّ نوعان : ليٌّ معنوي وهو التحريف المعنوي. وليٌّ لفظي وهو التحريف اللفظي.
وجعل بعض العلماء من الليّ اللفظي أن تتلو النصوص غير القرآنية بتلاوة النصوص القرآنية، يعني: مثلا تقرأ الحديث وكأنما تقرأ القرآن، لأنك إذا قرأت الحديث بنغمة قراءة القرآن أوهم السامع أنه قرآن فيدخل ضمن قوله: (( يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب )).
قال : (( ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب )) يعني أنه أنزل هذا، والله لم ينزله، وهم يعلمون أنهم كاذبون.
" وقال تعالى : (( ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم و النبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله )) ". لا يمكن هذا. وهذه الآية رد على من؟ النصارى، النصارى الذين قالوا: إن عيسى ابن الله، أو إن الله ثالث ثلاثة، وزعموا أن المسيح أتاهم بذلك، فقال الله تعالى : (( ما كان لبشر ))، وإذا جاء في القرآن (( ما كان )) فهو نفي إما لانتفائه شرعا، وإما لانتفائه كونا، وإما لانتفائه شرعا وكونا.
" وقال تعالى : (( فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله )) " وهم كذبة لكنهم يشترون به ثمنا قليلا. ما هو الثمن القليل؟ أن يبقى لهم جاه لدى الملوك. يكتب للملوك ما يريد ثم يقول: هذا من عند الله، فيمشي الملك على ذلك، أو تمشي العامة على ذلك ليبقى لهم الجاه والرئاسة.
هل في هذه الأمة من عمل هذا العمل؟ نعم، في هذه الأمة من يحرف نصوص الكتاب والسنة إرضاء للرؤساء والسلاطين. وهؤلاء يسمون علماء الدولة، لأن العلماء فيما نرى ثلاثة أقسام: عالم دولة، وهو الذي ينظر ما تشتهيه الدولة فيلوي أعناق النصوص إلى ما تريد. والثاني: عالم أمة، وهو الذي ينظر ما يصلح للناس ويروق لهم فيحرفوا النصوص من أجل أن يوافق أهواء الناس، وهذا كثير. الثالث: عالم ملة وهو الذي يقول بالملة وينتصر لها. وهذا الأخير هو العالم الرباني. طيب.
هؤلاء (( الذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا )) من أي الأصناف الثلاثة؟
الطالب : الدولة.
الشيخ : والأمة أيضا. الدولة والأمة، ينظرون ما يصلح للناس فيحرفون الكلم عن مواضعه من أجله.
(( فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون )) توعدهم الله تعالى على الفعل وعلى نتائج الفعل، على الفعل في قوله: (( فويل لهم مما كتبت أيديهم ))، وعلى نتائجه (( وويل لهم مما يكسبون )) لأن هذا الذي كتبت أيديهم سيكون له نتائج سيئة، سينصرف الناس عن الدين ويأخذون بما كتب هؤلاء. الشاهد من هذا قوله : (( يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله )) وهذا يدل على أن الكتب السابقة قد حصل فيها ما حصل.
وقال تعالى: (( قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا )) هذا أيضا فيه كتم علماؤهم لما نزلت به التوراة، مما يدل على أن التوراة ليست ايش؟ ليست محفوظة.
وقال تعالى : (( وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله )) هذه الآية نتكلم عليها لفظا ثم معنى (( وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب )) هنا يحسن الوقف ثم تبتدئ فتقول: (( وما هو من الكتاب ))، لأن قوله : (( وما هو من الكتاب )) رد لقوله: (( لتحسبوه من الكتاب )).
(( ويقولون هو من عند الله )) قف أيضا (( وما هو من عند الله )) ابتدئ.
أما معنى الآية (( وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب )). والليُّ نوعان : ليٌّ معنوي وهو التحريف المعنوي. وليٌّ لفظي وهو التحريف اللفظي.
وجعل بعض العلماء من الليّ اللفظي أن تتلو النصوص غير القرآنية بتلاوة النصوص القرآنية، يعني: مثلا تقرأ الحديث وكأنما تقرأ القرآن، لأنك إذا قرأت الحديث بنغمة قراءة القرآن أوهم السامع أنه قرآن فيدخل ضمن قوله: (( يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب )).
قال : (( ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب )) يعني أنه أنزل هذا، والله لم ينزله، وهم يعلمون أنهم كاذبون.
" وقال تعالى : (( ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم و النبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله )) ". لا يمكن هذا. وهذه الآية رد على من؟ النصارى، النصارى الذين قالوا: إن عيسى ابن الله، أو إن الله ثالث ثلاثة، وزعموا أن المسيح أتاهم بذلك، فقال الله تعالى : (( ما كان لبشر ))، وإذا جاء في القرآن (( ما كان )) فهو نفي إما لانتفائه شرعا، وإما لانتفائه كونا، وإما لانتفائه شرعا وكونا.