قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بأن جميع الرسل بشر مخلوقون , ليس لهم من خصائص الربوبية , قال الله تعالى عن نوح وهو أولهم << ولآأقول لكم عندي خزآئن الله و لآأعلم الغيب و لآ أقول إني ملك >> [ هود : 31 ] , و أمر الله تعالى محمدا وهو آخرهم أن يقول : << لآ أقول لكم عندي خزآئن الله و لآاعلم الغيب و لآ أقول لكم إني ملك >> [ الأنعام : 50 ] , و أن يقول << قل إني لآ أملك لكم ضرا ولا رشدا * قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا >> [ الجن : 21 _ 22 ] حفظ
الشيخ : قال : " ونؤمن بأن جميع الرسل بشر " يعني لا ملائكة " مخلوقون " يعني لا أرباب، ولولا رحمة لله بنا لما أرسل الرسل، لما قالوا : (( لولا أنزل إليه ملك )) ماذا قال الله؟ قال: (( ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا )) فعادت المشكلة، لأنه لا يمكن أن يرسل ملك إلى بشر، لو كان الذين في الأرض ملائكة لكان الأمر كما قال الله تعالى : (( قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين )) ايش؟ (( لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا )) لكن الذين يمشون في الأرض مطمئنين هم البشر، فالحكمة والرحمة تقتضي أن لا يرسل إليهم إلا بشر.
إذن فالأنبياء بشر لا ايش؟ لا ملائكة، ولا يليق بالحكمة والرحمة الإلهية أن ينزل إلى هؤلاء البشر أحد من الملائكة. طيب. مربوبون، نعم، " مخلوقون " يعني وليسوا خالقين، بل هم مربوبون لهم رب. نعم.
" ليس لهم من خصائص الربوبية شيء ". خصائص الربوبية التي لرب العالمين لا يملكها الأنبياء ولا غير الأنبياء، إنما هي لله. حتى إن رجلا قال للرسول صلى الله عليه وسلم: ما شاء الله وشئت، أنكر عليه، قال له : ( أجعلتني لله ندا، بل ما شاء الله وحده ) فأنكر عليه ماشاء الله وشئت، وأرشده إلى العبارة السليمة، وهي ما شاء الله وحده.
" قال الله تعالى عن نوح وهو أولهم (( ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إني ملك )) ". (( لا أقول لكم )) يعني من؟ قومه (( لا أقول لكم عندي خزائن الله )) أي: خزائن رزقه ورحمته، ما هي عندي، عند الله وحده، هو الذي يرزق.
(( ولا أعلم الغيب )) وإنما علم الغيب عند الله، قال الله تعالى: (( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول )) نعم.
(( ولا أقول إني ملك )) شف لم يقل ولست بملك، لأن هذا معلوم، كلهم يعرفون أن نوحا بشر ليس ملكا، لكن يقول : (( لا أقول )) يعني: لا أدعي أني ملك.
وقال عن محمد وهو آخرهم. " وأمر محمدا صلى الله عليه وسلم وهو آخرهم أن يقول: (( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله )) " وهذه الجملة هي الجملة التي قالها نوح.
" (( ولا أعلم الغيب )) " كذلك " (( ولا أقول لكم إني ملك )) " نفس الشيء، أمره الله أن يقول هذا، هل قالها؟
الطالب : نعم.
الشيخ : تشهدون؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم لا شك، الرسول عليه الصلاة والسلام أعبد الناس لله وأطوعهم له، فلا بد أنه قال ذلك.
إذن اتفقت كلمة الرسل أولهم وآخرهم على هذه الجمل، أنهم لا يعلمون الغيب، وليس عندهم خزائن الله، وليسوا من الملائكة.
وقال : " وأن يقول - يعني محمدا صلى الله عليه وسلم - : (( لا أملك لنفسي نفعا وضرا إلا ما شاء الله )) ".
(( لا أملك لنفسي )) يعني: لا أملك أن أنفع نفسي ولا أضرها (( إلا ما شاء الله )) وإلا هنا الظاهر أنها استثناء منقطع، يعني: لكن ما شاء الله أن يقع من نفع أو ضرّ فيقع. وليس المعنى لا أملك إلا ما شاء الله أن أملك، لا، الظاهر أنه منقطع، ويجوز أن يكون متصلا، لكن المقصود أن الرسول عليه الصلاة والسلام لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا.
فما رأيكم لو قيل: إنه لا يملك لنفسه، ولكن يملك لغيره؟
قلنا: هذا أبعد، من لا يملك أن ينفع نفسه ولا يضرها فعدم نفع غيره وضرره من باب أولى، لا شك.
اصبر يا أخي ما في سؤال.
قل، نعم، (( قل لا أملك لنفسي نفعا وضرا إلا ما شاء الله )). ايش؟
الطالب : ...
الشيخ : كيف؟ أمره أن يقول.
الطالب : ...
الشيخ : لا لا ما يضر، أخذنا بعض الآية.
مثل قوله وهو آخرهم أن يقول (( ولا أقول لكم عندي خزائن الله )) ما فيها شيء.
" وأمره أن يقول : (( قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا )) ضرا في أبدانكم، ولا رشدا في عقولكم وتصرفكم، لا أملك هذا (( قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا )) (( لن يجيرني )) أي أن يمنعني من الله لو أراد بي سوء لا أحد يمنعني من الله. (( ولن أجد من دونه ملتحدا )) يعني: لن أجد من دونه ملجأ وملاذا لو أرادني بسوء، فأنا لا أملك أن أدافع ولا أن أمتنع بأحد ".
هذا يقوله الرسول لمن؟ للأمة كلها.
والعجب أن قوما من الناس ادعوا محبة الرسول عليه الصلاة والسلام وكذبوه ضمنا في قوله : (( لا أملك لكم ضرا ولا رشدا )) فصاروا يدعون الرسول عليه الصلاة والسلام، يدعون الرسول بأن يجلب لهم الخير ويدفع عنهم الشر، ويقولون هذا من تعظيمه، هذا من محبته، وإذا نهوا عن ذلك، قالوا للناهي: أنت تبغض الرسول، أنت متنقص للرسول، وما أشبه ذلك، فأي الفريقين أحق بالصواب؟ النافي، أما المثبت فهو أعدى من يكون للرسول عليه الصلاة والسلام، لأنه كذبه ووقع فيما نهى عنه حيث قال: ( لا تغلوا في ) ولكن أبى إلا أن يغلو في الرسول عليه الصلاة والسلام.
فهمنا الآن، فما وظيفة الرسل إذا انتفت عنهم هذه الصفات؟ (( إنما عليك البلاغ )) فقط (( والله بصير بالعباد )). (( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد )). فوظيفتهم البلاغ أن يبلغوا ما أنزل إليهم، أما أن ينفعوا الناس أو يضروهم فلا.
لكن يأتي إنسان مشبه للعامة يقول: الرسول نفعني، دلني على الخير، وبين لي الخير، وحذرني من الشر، وبين لي طرق الشر فنفعني. ما الجواب؟
نقول: هذا للرسول ولغيره، حتى العلماء يفعلون مثل ذلك، لكن هل يملك الرسول أن يوفقك إلى أن تهتدي؟ لا يملك. وهذا هو بيت القصيد أن الرسول ما يملك، أما أن يبلغ الرسالة يملك هذا كغيره، حتى العلماء يملكون ذلك الشيء. لكن يملك أن يهديك ويوفقك؟ كلا. ما استطاع أن يهدي عمه الذي دافع عنه واستمات في المدافعة عنه، ما ملك أن ينفعه، وهو يدعوه عند موته في أضيق ما يكون ( قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله ) فعجز الرسول عن ذلك، عجز، آخر ما قال أبو طالب : " إنه على ملة عبد المطلب ".
إذن فالأنبياء بشر لا ايش؟ لا ملائكة، ولا يليق بالحكمة والرحمة الإلهية أن ينزل إلى هؤلاء البشر أحد من الملائكة. طيب. مربوبون، نعم، " مخلوقون " يعني وليسوا خالقين، بل هم مربوبون لهم رب. نعم.
" ليس لهم من خصائص الربوبية شيء ". خصائص الربوبية التي لرب العالمين لا يملكها الأنبياء ولا غير الأنبياء، إنما هي لله. حتى إن رجلا قال للرسول صلى الله عليه وسلم: ما شاء الله وشئت، أنكر عليه، قال له : ( أجعلتني لله ندا، بل ما شاء الله وحده ) فأنكر عليه ماشاء الله وشئت، وأرشده إلى العبارة السليمة، وهي ما شاء الله وحده.
" قال الله تعالى عن نوح وهو أولهم (( ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إني ملك )) ". (( لا أقول لكم )) يعني من؟ قومه (( لا أقول لكم عندي خزائن الله )) أي: خزائن رزقه ورحمته، ما هي عندي، عند الله وحده، هو الذي يرزق.
(( ولا أعلم الغيب )) وإنما علم الغيب عند الله، قال الله تعالى: (( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول )) نعم.
(( ولا أقول إني ملك )) شف لم يقل ولست بملك، لأن هذا معلوم، كلهم يعرفون أن نوحا بشر ليس ملكا، لكن يقول : (( لا أقول )) يعني: لا أدعي أني ملك.
وقال عن محمد وهو آخرهم. " وأمر محمدا صلى الله عليه وسلم وهو آخرهم أن يقول: (( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله )) " وهذه الجملة هي الجملة التي قالها نوح.
" (( ولا أعلم الغيب )) " كذلك " (( ولا أقول لكم إني ملك )) " نفس الشيء، أمره الله أن يقول هذا، هل قالها؟
الطالب : نعم.
الشيخ : تشهدون؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم لا شك، الرسول عليه الصلاة والسلام أعبد الناس لله وأطوعهم له، فلا بد أنه قال ذلك.
إذن اتفقت كلمة الرسل أولهم وآخرهم على هذه الجمل، أنهم لا يعلمون الغيب، وليس عندهم خزائن الله، وليسوا من الملائكة.
وقال : " وأن يقول - يعني محمدا صلى الله عليه وسلم - : (( لا أملك لنفسي نفعا وضرا إلا ما شاء الله )) ".
(( لا أملك لنفسي )) يعني: لا أملك أن أنفع نفسي ولا أضرها (( إلا ما شاء الله )) وإلا هنا الظاهر أنها استثناء منقطع، يعني: لكن ما شاء الله أن يقع من نفع أو ضرّ فيقع. وليس المعنى لا أملك إلا ما شاء الله أن أملك، لا، الظاهر أنه منقطع، ويجوز أن يكون متصلا، لكن المقصود أن الرسول عليه الصلاة والسلام لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا.
فما رأيكم لو قيل: إنه لا يملك لنفسه، ولكن يملك لغيره؟
قلنا: هذا أبعد، من لا يملك أن ينفع نفسه ولا يضرها فعدم نفع غيره وضرره من باب أولى، لا شك.
اصبر يا أخي ما في سؤال.
قل، نعم، (( قل لا أملك لنفسي نفعا وضرا إلا ما شاء الله )). ايش؟
الطالب : ...
الشيخ : كيف؟ أمره أن يقول.
الطالب : ...
الشيخ : لا لا ما يضر، أخذنا بعض الآية.
مثل قوله وهو آخرهم أن يقول (( ولا أقول لكم عندي خزائن الله )) ما فيها شيء.
" وأمره أن يقول : (( قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا )) ضرا في أبدانكم، ولا رشدا في عقولكم وتصرفكم، لا أملك هذا (( قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا )) (( لن يجيرني )) أي أن يمنعني من الله لو أراد بي سوء لا أحد يمنعني من الله. (( ولن أجد من دونه ملتحدا )) يعني: لن أجد من دونه ملجأ وملاذا لو أرادني بسوء، فأنا لا أملك أن أدافع ولا أن أمتنع بأحد ".
هذا يقوله الرسول لمن؟ للأمة كلها.
والعجب أن قوما من الناس ادعوا محبة الرسول عليه الصلاة والسلام وكذبوه ضمنا في قوله : (( لا أملك لكم ضرا ولا رشدا )) فصاروا يدعون الرسول عليه الصلاة والسلام، يدعون الرسول بأن يجلب لهم الخير ويدفع عنهم الشر، ويقولون هذا من تعظيمه، هذا من محبته، وإذا نهوا عن ذلك، قالوا للناهي: أنت تبغض الرسول، أنت متنقص للرسول، وما أشبه ذلك، فأي الفريقين أحق بالصواب؟ النافي، أما المثبت فهو أعدى من يكون للرسول عليه الصلاة والسلام، لأنه كذبه ووقع فيما نهى عنه حيث قال: ( لا تغلوا في ) ولكن أبى إلا أن يغلو في الرسول عليه الصلاة والسلام.
فهمنا الآن، فما وظيفة الرسل إذا انتفت عنهم هذه الصفات؟ (( إنما عليك البلاغ )) فقط (( والله بصير بالعباد )). (( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد )). فوظيفتهم البلاغ أن يبلغوا ما أنزل إليهم، أما أن ينفعوا الناس أو يضروهم فلا.
لكن يأتي إنسان مشبه للعامة يقول: الرسول نفعني، دلني على الخير، وبين لي الخير، وحذرني من الشر، وبين لي طرق الشر فنفعني. ما الجواب؟
نقول: هذا للرسول ولغيره، حتى العلماء يفعلون مثل ذلك، لكن هل يملك الرسول أن يوفقك إلى أن تهتدي؟ لا يملك. وهذا هو بيت القصيد أن الرسول ما يملك، أما أن يبلغ الرسالة يملك هذا كغيره، حتى العلماء يملكون ذلك الشيء. لكن يملك أن يهديك ويوفقك؟ كلا. ما استطاع أن يهدي عمه الذي دافع عنه واستمات في المدافعة عنه، ما ملك أن ينفعه، وهو يدعوه عند موته في أضيق ما يكون ( قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله ) فعجز الرسول عن ذلك، عجز، آخر ما قال أبو طالب : " إنه على ملة عبد المطلب ".