قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بأتهم عبيد من عباد الله أكرمهم الله تعالى بالرسالة , ووصفهم بالعبودية في أعلى مقاماتهم وفي سياق الثناء عليهم فقال في أولهم نوح : << ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا >> [ الإسراء : 3 ] , وقال عن آخرهم محمد صلى الله عليه وسلم : << تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا >> [ الفرقان : 1 ] وقال في رسل آخرين : << واذكر عبادنآ إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي و الأبصار >> [ ص : 45 ] , << واذكر عبدنا داوود ذا الأيد إنه أواب >> [ ص : 17 ] , << ووهبنا لداوود سليمان نعم العبد إنه أواب >> [ ص : 30 ] , وقال في عيسى بن مريم << إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرآئيل >> [ الزخرف : 59 ] . حفظ
الشيخ : قال : " ونؤمن بأنهم عبيد من عباد الله أكرمهم الله تعالى بالرسالة ". نعم. نؤمن بهذا أنهم عبيد من عباد الله، أكرمهم الله بالرسالة. ولا شك أن الله منّ عليهم بالرسالة أعظم منة، وأن الرسالة من أكبر النعم، بل هي أكبر النعم بعد الهداية للإسلام. وحينئذ نقول: من ورث الأنبياء في علمهم ودعوتهم إلى الله واستقامة حاله فقد أكرمه الله. كل مسألة يمنّ الله عليك بعلمها فهي إكرام من الله لك، لأنك زدت على الجاهل، زدت عليه مرتبة. فيجب على طالب العلم أن يشعر بأن الله تعالى أكرمه بما منّ الله عليه من طلب العلم، كما أكرم الرسل بالرسالة.
طيب. " أكرمهم الله تعالى بالرسالة ووصفهم بالعبودية في أعلى مقاماتهم وفي سياق الثناء عليهم ".
استمع. " فقال في أولهم نوح : (( ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا )) ". فوصفه الله بالعبودية في مقام الثناء. (( إنه كان عبدا شكورا )).
" وقال تعالى في آخرهم محمد صلى الله عليه وسلم : (( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا )) ". فوصف الرسول صلى الله عليه وسلم بالعبودية في أعلى المقامات وهي مقام الرسالة.
" وقال في رسل آخرين : (( واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار )) " أولي الأيدي أي القوة في دين الله. طيب. (( اذكر عبادنا إبراهيم )) إبراهيم هو الثاني من البشر في الفضيلة، (( وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار )) هؤلاء أيضا من الرسل وصفوا بالعبودية.
" (( واذكر عبدنا داوود ذا الأيد )) " أي: ذا القوة " (( إنه أواب )) ". " (( ووهبنا لداوود سليمان نعم العبد إنه أواب )). وقال في عيسى بن مريم (( إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل )) ". واضح يا جماعة؟
إذن العبودية وصف للرسل عليهم الصلاة والسلام، وهو من مناقبهم وفضائلهم.
يقول العاشق لمعشوقته :
" لا تدعني إلا بيا عبدها *** فإنه أشرف أسمائي ".
نعوذ بالله، يقول: إذا أردت أن تدعوني بأحب الأسماء إلي وأشرف الأسماء إلي فقل يا عبد فلانة، لأنه يحبها حبا شديدا فقلبه معبد بها.
وقال الشاعر :
" ومما زادني شرفا وتيها *** وكدت بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي *** وأن صيرت أحمد لي نبيا "
.
نعم. شف الكلام.
" ومما زادني شرفا وتيها *** وكدت بأخمصي - أي بقدمي - أطأ الثريا " فأكون فوقها أو تحتها؟ فوقها.
" دخولي تحت قولك يا عبادي *** وأن صيرت أحمد لي نبيا ".
أي يا عبادي، عباد الشرع ولا عباد القدر؟ الشرع. نعم.