قال المصنف رحمه الله تعالى : ونرى أن من كفر برسالة محمد صلى الله عليه وسلم إلى الناس جميعا فقد كفر بجميع الرسل حتى برسوله الذي يزعم أنه مؤمن به متبع له , لقوله تعالى : << كذبت قوم نوح المرسلين >> [ الشعراء : 105 ] , فجعلهم مكذبين لجميع الرسل مع أنه لم يسبق نوحا رسول , وقال تعالى : << إن الذين يكفرون بالله ورسوله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله و يقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض و يريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا * أولآئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا >> [ النساء : 150 _ 151 ] حفظ
الشيخ : طيب يقول المؤلف : " ونرى أن من كفر برسالة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى الناس جميعا فقد كفر بجميع الرسل ".
من كفر برسالة الرسول كفر بجميع الرسل، ومن كفر بعموم رسالته فقد كفر بجميع الرسل، لأن محمدا صلى الله عليه وسلم لم يأت يقول إنه رسول، بل قال: إنه رسول، وإلى الناس جميعا، فمن كفر بأصل الرسالة فهو كافر، ومن كفر بعموم الرسالة فهو أيضا كافر، لأنه ما آمن برسالته على ما جاءت به، ثم من كفر به فهو كافر بجميع الرسل، حتى برسوله الذي يزعم أنه متبع له. فالنصارى مثلا إذا قالوا: نحن لا نؤمن بمحمد رسول إلى الخلق، قلنا: أنتم الآن كفرة بعيسى، أليس كذلك؟ كفرة بعيسى، ونقولها بملء أفواهنا، ونريد أن تصل إلى أسماعهم، إنهم كفار بعيسى، وأن عيسى لو خرج لقاتلهم. والعجب أن محمدا بشارة عيسى، ومع ذلك يكذبون به، عيسى يقول: (( يا بني إسرائيل إني رسول الله إليك مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد )) مبشرا به، هل يبشر بشيء لا يستفيد منه المبشَّر؟ لا، وكأنه يقول: آمنوا به فهو خير لكم، لأنه بشرهم، والبشارة الإخبار بما يسر. هم يقولون: إن الذي بشرنا به أحمد، والذي جاء محمد؟
الجواب على ذلك من وجهين :
الأول: هل تمنعون من تعدد الأسماء؟ اسمه أحمد واسمه محمد، كلاهما، ولا مانع .
ثانيا: أن الله قال: (( فلما جاءهم بالبينات )) فدل على أنه ليس هناك نبي منتظر (( فلما جاءهم )) وجاء فعل ماض، يعني جاء بني إسرائيل أحمد (( لما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين )).
طيب. إذن من كفر بمحمد فقد كفر بجميع الرسل إلا نوح؟نعم؟ جميع الرسل حتى بنوح؟ طيب.
فقد كفر بجميع الرسل إلا من ادعى أنه متبعه؟ لا أيضا ؟ نعم، نقول أنت كفرت بمن اتبعت.
الدليل؟ قوله تعالى: (( كذبت قوم نوح المرسلين )) مع أن نوحا لم يكذبوا ايه؟ مع، نعم، مع أن قوم نوح لم يكذبوا إلا نوحا، ولم يوجد رسول قبله. إذن كذبوا بالمرسلين الذين بعده (( كذبت قوم نوح المرسلين )) الذين بعده، وذلك لأن من كذب برسول فقد كذب بجميع الرسل إذ أن الوحي واحد نعم.
" فجعلهم مكذبين لجميع الرسل مع أنه لم يسبق نوحا رسول، وقال تعالى : (( إن الذين يكفرون بالله ورسوله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله )) فيؤمنون بالله ولا يؤمنون بالرسل أو يفرقون بين الرسل أيضا (( ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض و يريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا * أولئك هم الكافرون حقا )) "
(( أن يتخذوا بين ذلك )) أي بين الإيمان والكفر (( سبيلا )) أي طريقا يتخلصون به من هؤلاء وهؤلاء، وذلك صادق تماما على ايه؟ على المنافقين. المنافقون يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض، ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا (( أولئك هم الكافرون حقا )) أي أحق ذلك حقا (( وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا )).
انتبهوا لهاتين الفائدتين :
الأولى : أن من كذب رسولا واحدا فقد كذب جميع الرسل.
الثانية : أن من آمن ببعض وكفر ببعض فقد كفر بالجميع.
ويترتب على ذلك من آمن ببعض الشريعة دون بعض. من قال أنا أؤمن بأن الصلاة فرض ركن من أركان الإسلام، لكن لا أؤمن بأن الزكاة ركن من أركان الإسلام، هذا كفر بالجميع. قال الله تبارك وتعالى : (( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا )).
ومن ذلك أيضا من يعتقد حل الحكم بغير ما أنزل الله، ويجعله قانونا مشروعا يرجع إليه عند التنازع دون الرجوع إلى الكتاب والسنة، ثم هو يصلي ويصوم ويزكي، نقول: إنه كافر ولو صلى وصام ولو زعم أنه مسلم، لأنه آمن ببعض وكفر ببعض.نعم.
من كفر برسالة الرسول كفر بجميع الرسل، ومن كفر بعموم رسالته فقد كفر بجميع الرسل، لأن محمدا صلى الله عليه وسلم لم يأت يقول إنه رسول، بل قال: إنه رسول، وإلى الناس جميعا، فمن كفر بأصل الرسالة فهو كافر، ومن كفر بعموم الرسالة فهو أيضا كافر، لأنه ما آمن برسالته على ما جاءت به، ثم من كفر به فهو كافر بجميع الرسل، حتى برسوله الذي يزعم أنه متبع له. فالنصارى مثلا إذا قالوا: نحن لا نؤمن بمحمد رسول إلى الخلق، قلنا: أنتم الآن كفرة بعيسى، أليس كذلك؟ كفرة بعيسى، ونقولها بملء أفواهنا، ونريد أن تصل إلى أسماعهم، إنهم كفار بعيسى، وأن عيسى لو خرج لقاتلهم. والعجب أن محمدا بشارة عيسى، ومع ذلك يكذبون به، عيسى يقول: (( يا بني إسرائيل إني رسول الله إليك مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد )) مبشرا به، هل يبشر بشيء لا يستفيد منه المبشَّر؟ لا، وكأنه يقول: آمنوا به فهو خير لكم، لأنه بشرهم، والبشارة الإخبار بما يسر. هم يقولون: إن الذي بشرنا به أحمد، والذي جاء محمد؟
الجواب على ذلك من وجهين :
الأول: هل تمنعون من تعدد الأسماء؟ اسمه أحمد واسمه محمد، كلاهما، ولا مانع .
ثانيا: أن الله قال: (( فلما جاءهم بالبينات )) فدل على أنه ليس هناك نبي منتظر (( فلما جاءهم )) وجاء فعل ماض، يعني جاء بني إسرائيل أحمد (( لما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين )).
طيب. إذن من كفر بمحمد فقد كفر بجميع الرسل إلا نوح؟نعم؟ جميع الرسل حتى بنوح؟ طيب.
فقد كفر بجميع الرسل إلا من ادعى أنه متبعه؟ لا أيضا ؟ نعم، نقول أنت كفرت بمن اتبعت.
الدليل؟ قوله تعالى: (( كذبت قوم نوح المرسلين )) مع أن نوحا لم يكذبوا ايه؟ مع، نعم، مع أن قوم نوح لم يكذبوا إلا نوحا، ولم يوجد رسول قبله. إذن كذبوا بالمرسلين الذين بعده (( كذبت قوم نوح المرسلين )) الذين بعده، وذلك لأن من كذب برسول فقد كذب بجميع الرسل إذ أن الوحي واحد نعم.
" فجعلهم مكذبين لجميع الرسل مع أنه لم يسبق نوحا رسول، وقال تعالى : (( إن الذين يكفرون بالله ورسوله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله )) فيؤمنون بالله ولا يؤمنون بالرسل أو يفرقون بين الرسل أيضا (( ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض و يريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا * أولئك هم الكافرون حقا )) "
(( أن يتخذوا بين ذلك )) أي بين الإيمان والكفر (( سبيلا )) أي طريقا يتخلصون به من هؤلاء وهؤلاء، وذلك صادق تماما على ايه؟ على المنافقين. المنافقون يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض، ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا (( أولئك هم الكافرون حقا )) أي أحق ذلك حقا (( وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا )).
انتبهوا لهاتين الفائدتين :
الأولى : أن من كذب رسولا واحدا فقد كذب جميع الرسل.
الثانية : أن من آمن ببعض وكفر ببعض فقد كفر بالجميع.
ويترتب على ذلك من آمن ببعض الشريعة دون بعض. من قال أنا أؤمن بأن الصلاة فرض ركن من أركان الإسلام، لكن لا أؤمن بأن الزكاة ركن من أركان الإسلام، هذا كفر بالجميع. قال الله تبارك وتعالى : (( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا )).
ومن ذلك أيضا من يعتقد حل الحكم بغير ما أنزل الله، ويجعله قانونا مشروعا يرجع إليه عند التنازع دون الرجوع إلى الكتاب والسنة، ثم هو يصلي ويصوم ويزكي، نقول: إنه كافر ولو صلى وصام ولو زعم أنه مسلم، لأنه آمن ببعض وكفر ببعض.نعم.