قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بأن المفضول من هؤلاء قد يتميز بخصيصة يفوق فيها من هو أفضل منه لكنه لا يستحق بها الفضل المطلق على من فضله , لأن موجبات الفضل كثيرة متنوعة . حفظ
الشيخ : " ونؤمن بأن المفضول من هؤلاء قد يتميز بخصيصة يفوق فيها من هو أفضل منه ".
نعم. المفضول من هؤلاء ربما يكون له خصيصة يتميز بها عن غيره، لكن الفضل المقيد لا يستلزم الفضل المطلق.
وهذه مسألة يا إخواني انتبهوا لها حتى يزول عنكم إشكالات كثيرة.
الفضل المطلق شيء، والمقيد شيء، فلا يتعارضان، فلا يلزم من ثبوت الفضل المقيد أن يثبت الفضل المطلق، ولا يلزم من الفضل المطلق أن ينتفي الفضل المقيد.
فمثلا: من الصحابة من هؤلاء من له ميزة خاصة، مثلا الشيطان يفرّ من عمر، أليس كذلك؟ ولكنه لم يرد مثل ذلك في أبي بكر، مع أن أبا بكر أفضل منه.
عثمان رضي الله عنه قال له الرسول عليه الصلاة والسلام حينما جهز جيش العسرة : ( ما ضرّ عثمان ما فعل بعد اليوم ). وقال : ( من يشتري بئر رومة وله الجنة ) فاشتراها عثمان، وتزوج عثمان اثنتين من بنات الرسول عليه الصلاة والسلام ولم يحصل ذلك لغيره، فله ميزات. هل نقول: يلزم من ذلك أن يكون أفضل من عمر؟ لا، لأن عمر فضله مطلق وهذا فضل مقيد.
علي بن أبي طالب رضي الله عنه له ميزات أيضا، قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم خيبر : ( ليعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه ) فميزه بالمحبة وبأنه يفتح على يديه. ( وحين سأل عنه قالوا إنه يشتكي عينيه، فأمر به فأتى فبصق في عينينه فبرأ كأن لم يكن به وجع، ثم أعطاه الراية وقال: انفذ على رسلك، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم ) هذه خصيصة لم تكن لأبي بكر ولا لعمر، لكن هل يلزم من ذلك أن يكون علي أفضل منهما؟ لا.
كذلك أيضا لما خلفه في غزوة تبوك وجزع رضي الله عنه قال: ( تخلفني في النساء والذرية ) أو كلمة نحوها، قال: ( أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ). وهذه خصيصة له، لأنه خلفه في أهله كما خلف هارون موسى في قومه.
المهم أن الخصيصة المقيدة لا تنافي الفضيلة ايش؟ المطلقة.
بل أعظم من ذلك ( أمر النبي عليه الصلاة والسلام من أدرك أويس القرني أن يطلب منه الدعاء ) هل هذه الخصيصة صارت لأحد من الصحابة؟ أبدا، مع أن الصحابة أفضل من أويس، أبو بكر وعمر وعثمان وابن مسعود وابن عباس وغيرهم أفضل من أويس بلا شك، لكن هذه خصيصىة له، ولم يأمر الرسول أحدا أن يطلب من أبي بكر ولا من عمر ولا من عثمان ولا من علي ولا من غيرهم أن يدعو له. طيب. فهل نقول: هذه الخصيصة تقتضي أن يكون أويس أفضل؟ لا.
بل إن الرسول أخبر ( بأن العاملين في أيام الصبر للواحد منهم أجر خمسين من الصحابة ) فهل يلزم من هذا أن يكون هؤلاء أفضل من الصحابة؟ لا، لا يلزم، هذه خصيصة مقيدة بهذا الزمن الصعب الضنك، لأنك إذا رأيت المجتمع لا يعمل بعبادة الله ثقل عليك أن تعبد الله وحدك، وأيضا ربما تتخذ ايش؟ هزوا فتصبر وتتحمل، فنالوا هذه الخصيصة بسبب ما يعانونه من الضيق والمضايقة، لكن لا يلزم من هذا أن يكونوا أفضل من الصحابة.
وهذه قاعدة تنفعك: أن الفضل منه مطلق ومنه مقيد، ولا يلزم من الفضل المقيد أن يكون أفضل من المطلق، ولا يلزم من الفضل المطلق أن لا يكون للمفضول فضل مقيد.
ولهذا قال : " ونؤمن بأن المفضول من هؤلاء قد يتميز بخصيصة يفوق فيها من هو أفضل منه، لكنه لا يستحق بها الفضل المطلق على من فضَلَه لأن موجبات الفضل كثيرة متنوعة ". فقد يثبت خصيصة منها لشخص دون آخر.
نعم. المفضول من هؤلاء ربما يكون له خصيصة يتميز بها عن غيره، لكن الفضل المقيد لا يستلزم الفضل المطلق.
وهذه مسألة يا إخواني انتبهوا لها حتى يزول عنكم إشكالات كثيرة.
الفضل المطلق شيء، والمقيد شيء، فلا يتعارضان، فلا يلزم من ثبوت الفضل المقيد أن يثبت الفضل المطلق، ولا يلزم من الفضل المطلق أن ينتفي الفضل المقيد.
فمثلا: من الصحابة من هؤلاء من له ميزة خاصة، مثلا الشيطان يفرّ من عمر، أليس كذلك؟ ولكنه لم يرد مثل ذلك في أبي بكر، مع أن أبا بكر أفضل منه.
عثمان رضي الله عنه قال له الرسول عليه الصلاة والسلام حينما جهز جيش العسرة : ( ما ضرّ عثمان ما فعل بعد اليوم ). وقال : ( من يشتري بئر رومة وله الجنة ) فاشتراها عثمان، وتزوج عثمان اثنتين من بنات الرسول عليه الصلاة والسلام ولم يحصل ذلك لغيره، فله ميزات. هل نقول: يلزم من ذلك أن يكون أفضل من عمر؟ لا، لأن عمر فضله مطلق وهذا فضل مقيد.
علي بن أبي طالب رضي الله عنه له ميزات أيضا، قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم خيبر : ( ليعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه ) فميزه بالمحبة وبأنه يفتح على يديه. ( وحين سأل عنه قالوا إنه يشتكي عينيه، فأمر به فأتى فبصق في عينينه فبرأ كأن لم يكن به وجع، ثم أعطاه الراية وقال: انفذ على رسلك، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم ) هذه خصيصة لم تكن لأبي بكر ولا لعمر، لكن هل يلزم من ذلك أن يكون علي أفضل منهما؟ لا.
كذلك أيضا لما خلفه في غزوة تبوك وجزع رضي الله عنه قال: ( تخلفني في النساء والذرية ) أو كلمة نحوها، قال: ( أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ). وهذه خصيصة له، لأنه خلفه في أهله كما خلف هارون موسى في قومه.
المهم أن الخصيصة المقيدة لا تنافي الفضيلة ايش؟ المطلقة.
بل أعظم من ذلك ( أمر النبي عليه الصلاة والسلام من أدرك أويس القرني أن يطلب منه الدعاء ) هل هذه الخصيصة صارت لأحد من الصحابة؟ أبدا، مع أن الصحابة أفضل من أويس، أبو بكر وعمر وعثمان وابن مسعود وابن عباس وغيرهم أفضل من أويس بلا شك، لكن هذه خصيصىة له، ولم يأمر الرسول أحدا أن يطلب من أبي بكر ولا من عمر ولا من عثمان ولا من علي ولا من غيرهم أن يدعو له. طيب. فهل نقول: هذه الخصيصة تقتضي أن يكون أويس أفضل؟ لا.
بل إن الرسول أخبر ( بأن العاملين في أيام الصبر للواحد منهم أجر خمسين من الصحابة ) فهل يلزم من هذا أن يكون هؤلاء أفضل من الصحابة؟ لا، لا يلزم، هذه خصيصة مقيدة بهذا الزمن الصعب الضنك، لأنك إذا رأيت المجتمع لا يعمل بعبادة الله ثقل عليك أن تعبد الله وحدك، وأيضا ربما تتخذ ايش؟ هزوا فتصبر وتتحمل، فنالوا هذه الخصيصة بسبب ما يعانونه من الضيق والمضايقة، لكن لا يلزم من هذا أن يكونوا أفضل من الصحابة.
وهذه قاعدة تنفعك: أن الفضل منه مطلق ومنه مقيد، ولا يلزم من الفضل المقيد أن يكون أفضل من المطلق، ولا يلزم من الفضل المطلق أن لا يكون للمفضول فضل مقيد.
ولهذا قال : " ونؤمن بأن المفضول من هؤلاء قد يتميز بخصيصة يفوق فيها من هو أفضل منه، لكنه لا يستحق بها الفضل المطلق على من فضَلَه لأن موجبات الفضل كثيرة متنوعة ". فقد يثبت خصيصة منها لشخص دون آخر.