قال المصنف رحمه الله تعالى : ونعتقد أن ما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم من الفتن فقد صدر عن تأويل اجتهدوا فيه , فمن كان منهم مصيبا كان له أجران , ومن كان منهم مخطئا فله أجر واحد , وخطؤه مغفور له . حفظ
الشيخ : " ونعتقد أن ما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم من الفتن فقد صدر عن تأويل اجتهدوا فيه ".
من قرأ تاريخ الصحابة رضي الله عنهم وجد فيه ما يحزنه من القتال بينهم والفتن، سواء كان مع عائشة والزبير ومن قابلهما، أو كان مع معاوية وعلي بن أبي طالب.
لكن نعلم أن ذلك صدر عن تأويل، وما صدر عن تأويل واجتهاد فإنه إن أصاب فاعله الحق فله أجران، وإن أخطأ فله أجر واحد.
ولا يمنع من هذا أن نقول أولاهم بالحق كذا وكذا فما في مانع، فمثلا القتال الجاري بين معاوية رضي الله عنه وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه القتال الجاري بينهما لا شك أن الأقرب إلى الحق فيه هو علي بن أبي طالب، لأن الرسول قال لعمار: ( ويل عمار تقتله الفئة الباغية ) وقد قتله أصحاب معاوية.
لكن مع ذلك لا يجوز أن نضمر لهم بغضا ولا كراهة، بل نقول: ما صدر منهم فهو صادر عن تأويل واجتهاد، وهم بين صاحب سعي مشكور أو اجتهاد مغفور، فمن أصاب فله أجران ومن أخطأ فله أجر.