قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بحوض رسول الله صلى الله عليه وسلم , ماؤه أشد بياضا من اللبن , و أحلى من العسل , وأطيب من رائحة المسك , طوله شهر و وعرضه شهر , وآنيته كنجوم السماء حسنا وكثرة , يرده المؤمنون من أمته , من شرب منه لم يظمأ يعد ذلك . حفظ
الشيخ : قال : " ونؤمن بحوض رسول الله صلى الله عليه وسلم ماؤه أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، وأطيب من رائحة المسك، طوله شهر و وعرضه شهر، وآنيته كنجوم السماء حسنا وكثرة، ويرده المؤمنون من أمته، من شرب منه لم يظمأ بعد ذلك " يعني أبدا.
الحوض المورود للرسول عليه الصلاة والسلام موجود الآن، لأن النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس وأخبر أنه يرى حوضه، وأن منبره على حوضه، فهو موجود، لكنه من عالم الغيب، وعالم الغيب لا يمكن أن يكون شهادة، كما أن الملائكة موجودون ومع ذلك لا نشاهدهم ولا نراهم.
فالحوض موجود لكن يكون منظورا ومحسوسا وملموسا إذا كان يوم القيامة.
( ماؤه أشد بياضا من اللبن ) أشد بياضا من اللبن، هل هناك شيء أشد بياضا من اللبن؟ نعم؟ فيما نرى لا، لكن في يوم القيامة ماء حوض الرسول عليه الصلاة والسلام أشد بياضا من اللبن، وهذا يدل على طيب منظره.
( وأحلى من العسل ) يدل على طيب مذاقه وطعمه.
( وأطيب من رائحة المسك ) يدل على؟ على طيب رائحته. أما سعته فقال: ( طوله شهر وعرضه شهر ). طوله شهر وعرضه شهر، وهذا يدل على أنه كان مستديرا، لأنه لو كان غير مستدير لزادت زواياه على شهر إذ أن المربع لا بد أن يكون بين زاوية ومقابلتها أكثر من مسطحه، وعلى هذا فيكون حوضه مستديرا، وهذا هو الغالب أن الحياض مستديرة، حياض الإبل عندما تورد عليها تكون مستديرة. ( طوله شهر وعرضه شهر ) بسير ايش؟ إذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام : ( طوله شهر وعرضه شهر ) وما أشبه ذلك فالمراد سير الإبل المحملة، في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ما في ساعات ولا سيارات ولا طائرات، فيحمل ما جاء فيه التقدير على ما كان معروفا مألوفا.
( آنيته كنجوم السماء ) حسنا وكثرة. الأحاديث الواردة في ذلك منها ما لفظه : ( آنيته كنجوم السماء ) ومنها ما لفظه : ( آنيته عدد نجوم السماء ). فنأخذ بأي اللفظين؟ بالأول ( كنجوم السماء ) ليشمل ذلك العدد والحسن. فآنيته مضيئة لامعة كثيرة لا تحصى كما أن نجوم السماء لا تحصى، ولكنها ليست كنجوم السماء في الحجم، لكن في منظر الناس نجوم السماء حسنة نجوم السماء مضيئة نجوم السماء كثيرة، ( كنجوم السماء ) حسنا وكثرة.
طيب. من أين يستمد هذا الحوض؟ يستمد من الكوثر وهو النهر العظيم الكثير الذي أعطيه النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، ينطلق منه ميزابان يصبان في هذا الحوض. سبحان الله! يعني أهل الجنة اللهم اجعلنا وإياكم منهم، يذوقونها قبل دخولها بواسطة هذا الحوض، لأن هذا الحوض يصب فيه ميزابان من الكوثر الذي في الجنة.
من يرده؟ قال: " يرده المؤمنون من أمته " من أمته خاصة.
وهل لبقية الأنبياء أحواض؟ ورد في الترمذي أن لهم أحواضا : ( لكل نبي حوض ) لكن من المعلوم أن الحوض الكبير الواسع الأعظم هو حوض النبي عليه الصلاة السلام، لأن أمته أكثر الأمم، هم ثلثا أهل الجنة أي ثمانون في مائة وعشرين، فهم أكثر الناس، فحوضهم أعظم الحياض وأوسعها وأكبرها، يرده المؤمنون من أمته، وسهولة ورودهم عليه كسهولة ورودهم على شرعه. انتبه، جزاء وفاقا. من كان وروده على سنة الرسول وشرعه سهلة وينقاد للشرع ويطبقه ما استطاع فسيكون وروده لهذا الحوض سهلا ميسرا، والعكس بالعكس.
( من شرب منه لم يظمأ بعد ذلك أبدا ) مع أن الناس يردون عليه وهم عطاش، في أشد ما يكون من الضرورة إليه، فإذا شربوا منه فلا ظمأ لا في عرصات القيامة، ومن المعلوم أيضا ولا في الجنة.
إذن نؤمن بهذا الحوض.
السؤال : هل هو حسي أو معنوي؟
الطالب : حسي.
الشيخ : حسي لا شك. له آنية ؟
الطالب : نعم.
الشيخ : لمائه طعم؟
الطالب : نعم.
الشيخ : وشم؟
الطالب : نعم.
الشيخ : طيب.