قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بالصراط المنصوب على جهنم يمر الناس عليه على قدر أعمالهم , فيمر أولهم كالبرق ثم كمر الريح ثم كمر الطير وشد الرجال , و النبي صلى الله عليه وسلم قائم على الصراط يقول : يارب سلم سلم , حتى تعجز أعمال العباد فيأتي من يزحف , و في حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة تأخذ من أمرت به , فمخدوش ناج ومكردس في النار . حفظ
الشيخ : " ونؤمن كذلك بالصراط المنصوب على جهنم يمر الناس عليه على قدر أعمالهم، فيمر أولهم كالبرق، ثم كمر الريح، ثم كمر الطير، وشد الرجال "
الطالب : ...
الشيخ : نعم؟ لا، الرجال.
" والنبي صلى الله عليه وسلم قائم على الصراط يقول : ( يارب سلم سلم )، حتى تعجز أعمال العباد، فيأتي من يزحف، وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة تأخذ من أمرت به فمخدوش ناج ومكردس في النار ". نسأل الله العافية.
الطالب :
الشيخ : هاه؟ كيف؟ مخدوش بالخاء.
الطالب : ... .
الشيخ : كيف؟
الطالب : ... .
الشيخ : " مأمورة تأخذ من أمرت به فمخدوش ناج ".
الطالب : ... .
الشيخ : ومكردس.
الطالب : ... .
الشيخ : لا لا ومكردس. مكردس في النار. مكردس.
طيب. يقول : " نؤمن بالصراط المنصوب على جهنم " يعني ينصب صراط على متن جهنم يعني فوق ظهرها.
وهذا الصراط اختلف العلماء فيه: هل هو صراط على ظاهره أي طريق يمر الناس به، بدليل أن على حافتيه كلاليب وأنه كشوك السعدان، كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام، وأنه دحض ومزلة، وكل هذا يدل على أنه يعني طريق حسّي واضح، أو أنه أدق من الشعر وأحد من السيف، وأن الناس يمرون عليه على هذا الطريق الذي هو كالشعرة أدق من الشعرة؟
في هذا خلاف بين علماء السنة: منهم من قال بالثاني، ومنهم من قال بالأول، وليس هناك أدلة واضحة تفصل بين القولين. فمعتقدنا في ذلك أن نقول الله أعلم، لكن نؤمن بهذا الصراط. يمر الناس فيه على قدر أعمالهم في الدنيا، المسارع في الخيرات يكون سريعا فيه، والبطيء في الخيرات يكون بطيئا فيه.
يقول: " فيمر أولهم كالبرق " وأسرع ما يكون ومضا هو البرق فيما نشاهد.
" ثم كمر الريح " أي مرورها، ولا شك أن الريح في ذلك الوقت أسرع ما يكون تصورا. لكن في الوقت الحاضر وجد ما هو - سلمان - ما هو أسرع. طيب.
" ثم كمر الطير وشد الرجال " يعني وأشد الرجال.
" والنبي صلى الله عليه وسلم قائم على الصراط يقول : ( يا رب سلم سلم ) صلوات الله وسلامه عليه. قائم عليه، هل هو في أسفله أو أعلاه؟ الله أعلم، المهم أنه قائم عليه يدعو الله يقول: ( يا رب سلم يارب سلم ) مما يدل على عظمة الأمر، لأن الصراط دحض مزلة وخطر عظيم، ما الذي تحتك لو سقطت؟ النار، نسأل الله أن يجيرنا وإياكم منها. ليس الأمر بالهين، ولهذا خاتم الرسل وإمام المتقين وإمام الموقنين يقول: ( يا رب سلم سلم ) ".
" حتى تعجز أعمال العباد فيأتي من يزحف " يزحف زحفا لا يستطيع القيام على قدميه، لأن عمله ايش؟ لا يحمله على أن يقوم.
" وعلى حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة تأخذ من أمرت به ". الكلاليب معروفة، فوق الصراط كلاليب تؤمر أن تأخذ فلان حين مروره تلقيه في النار.
ولهذا قال : " فمخدوش ناج " مخدوش منين؟ من هذه الكلاليب، " ومكردس في النار ". أعوذ بالله من ذلك. ثم المكردس في النار إنما هو من عصاة المؤمنين، لا يخلد فيها، لأن الكافرين لا يمرون على هذا الصراط أصلا، ولا يمتحنون به، لأن مأواهم النار، تعرض يؤتى بها تجر بسبعين ألف زمام، كل زمام يجره سبعون ألف ملك قبل الصراط، ويذهب أهل النار إلى النار والعياذ بالله. أما العصاة فهم الذين يمرون، العصاة وغير العصاة من المؤمنين يمرون على هذا الصراط.
المكردس في النار لا يخلد فيها. ثم هل يلقى في النار التي هي النار نار الكافرين أو في نار أخرى؟
في هذا قولان للسلف، منهم من قال: إنه يكردس في نار جهنم التي هي نار الكافرين، لكن أعضاء السجود لا تأكلها النار. حرم الله على النار أن تأكل أعضاء السجود يعني ايش؟ الجبهة والأنف والكفين والركبتين وأطراف القدمين.
لكن بعض العلماء يقول هي نار ليست كالنار الأم وهي نار هي التي تفنى. وأما النار التي هي النار الأم فلا تفنى. وهذا ظاهر كلام ابن القيم رحمه الله في الوابل الصيب أن النار التي تفنى هي نار المعذبين بذنوبهم فقط، لا نار الكافرين، نار الكافرين لا تفنى، وأشد عذابا من هذه النار وأشد حرارة، هذا قول لبعض العلماء. والقول الثاني أن هؤلاء الذين يكردسون في النار عند مرورهم على الصراط يكردسون في نار جهنم، ولكن الله على كل شيء قدير، يمكن أن تكون نار جهنم لهؤلاء بردا وسلاما، ولهؤلاء شديدة الحرارة.
إنما نحن نؤمن بأن هذا الصراط على جهنم، وأن الناس يعبرون عليه، وأن منهم من يكردس ويلقى في النار. وظاهر النص أنها النار التي للكافرين، لكن من الجائز أن تكون سلاما وبردا على غير الكافرين، والله على كل شيء قدير. والله أعلم.