قال المصنف رحمه الله تعالى : ومن الشهادة بالوصف الشهادة لكل مؤمن أو تقي . حفظ
الشيخ : " ومن الشهادة بالوصف الشهادة لكل مؤمن أو تقي ".
كل مؤمن نشهد له بالجنة، كل تقي نشهد له بالجنة، قال الله تعالى في الجنة : (( أعدت للمتقين )) فكل متق فهو في الجنة، لكن هل نشهد لفلان الذي رأيناه في ظاهر حاله متقيا نشهد بأنه من أهل الجنة؟ لا، لكن نقول: نرجو له أن يكون من أهل الجنة، أما أن نشهد له فلا، لأن الرجل قد يعمل بعمل أهل الجنة فيما يظهر للناس وهو من أهل النار، كما ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال : ( إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار ) سبب هذا الحديث: أن رجلا كان مع الرسول عليه الصلاة السلام في غزوة وكان شجاعا مقداما لا يدع للعدو شاذة ولا فاذة إلا قضى عليها، فقال الرسول عليه الصلاة والسلام ذات يوم: ( إنه من أهل النار )، فعظم ذلك على الصحابة وخافوا وقالوا في أنفسهم: كيف يكون هذا الرجل من أهل النار؟ إذن أين نكون نحن؟ فقال أحد الصحابة : ( والله لألزمنه ) وش معنى ألزمنه؟ يعني أتابعه وألازمه، فكان النهاية أنه أصيب بسهم هذا الرجل الشجاع، وتعرفون أن الرجل الشجاع إذا أصيب صار ذلك عنده ايه؟ عظيما كبيرا، هو عظم ذلك عليه فجزع، فأخذ بسيفه فاستله، ثم وضعه على صدره واتكأ عليه حتى خرج من ظهره، والعياذ بالله، فقتل نفسه. فأصبح الرجل غاديا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ( يا رسول الله أشهد أنك رسول الله. قال بم؟ ) الرسول قال : بم؟ لا ليشهد له بذلك، لكن ليبين الآية التي دلت على أنه رسول الله قال: إن الرجل الذي ذكرت أنه من أهل النار فعل كيت وكيت. فقال الرسول عليه الصلاة والسلام: ( إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار ). أسأل الله أن لا يجعلنا وإياكم منهم.
المسألة خطيرة، ولكن أبشروا أن الله لن يخذل عبده المخلص أبدا، متى كان الإنسان مخلصا لله مبتغيا لمرضاته فلن يخذله، لأن الله أكرم من أن يخذل عبده المؤمن، وإذا كان الله يقول: ( من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ) لا يمكن أن يخذل، لكن قد يكون في القلب _أجارنا الله وإياكم وأعاذنا وإياكم_ قد يكون في القلب سريرة خبيثة باطنة ككراهة الحق أو لبعض الحق وحقد على المؤمنين وغل وما أشبه ذلك من الأمور التي تهوي به في مكان سحيق، والعياذ بالله.
ولهذا أنا أكرر دائما، أكرر دائما أن يركز الإنسان على تطهير القلب (( ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا )) طهر قلبك من الشرك والغل والحقد وكراهة ما أنزل الله، حتى ولو كان في أمر سهل، لا تكره شيئا مما شرع الله أبدا، لأنه ربما يختم للإنسان _أجارنا الله وإياكم_ بسوء الخاتمة.
نحن نقول: بالنسبة للشهادة لا نشهد بالجنة للرجل للذي رأيناه متقيا ظاهرا، لكن نقول نرجو أنه من أهل الجنة.
وكذلك أيضا الشهادة، لو أن رجلا قتل في صف المسلمين، قتله الكفار وهو مجاهد، هل نشهد له بالشهادة؟ لا أبدا. وقد ترجم البخاري رحمه الله لهذه المسألة بقوله في الصحيح : " باب لا يقال فلان شهيد "، واستدل لذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( ما من مكلوم يكلم في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله ) فجعل العلم في ذلك إلى من؟ إلى الله عز وجل، لا إلى الظاهر. ( إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دما، اللون لون الدم والريح ريح المسك ). وذكر في الفتح أثرا عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: ( إنكم تقولون فلان شهيد وفلان شهيد ولعله أن يكون فعل كذا وكذا ) يعني غلّ ( ولكن قولوا : من مات أو قتل في سبيل الله فهو شهيد ) شف ( من مات ) هذه عامة ولا خاصة؟
الطالب : عامة.
الشيخ : عامة، إذن قل كل من قتل في سبيل الله فهو شهيد، لكن لا تقل فلان شهيد، لأنه قد يكون في قلبه أنه يدافع عن حمية عصبية وما أشبه ذلك. لكن مع الأسف الشديد أن كلمة شهيد اليوم صارت رخيصة كما كانت كلمة شيخ، الآن كلمة شيخ رخيصة ولا لا؟ كم تتباع ؟ قرشين ولا ببلاش؟ بلا شيء يعني: يقال للإنسان الي ما يعرف شيء كما قلنا في الليلة الماضية ما يعرف كوعه من كرسوعه يقال له شيخ، لكن تجده يجلس في مجلس كله عوام، ثم يقوم تكلم بكلام فصيح بين وعن شجاعة فيقولون هذا العالم هذا الجهبذ الذي لا نظير له، فيكون عندهم شيخ الشيوخ.
وكذلك أيضا سهلت كلمة إمام الآن، لو يصنف الإنسان كتابا مختصر من أبسط ما يكون وأقل ما يكون، قالوا: هذا إمام، سبحان الله! الإمام لا بد أن يكون جهبذا عالما كبيرا متبوعا مهو كل إنسان مؤلف يسمى إماما، ولهذا لما اختلفت المفاهيم هنا صارت الألقاب تشوش. عندما تقرأ كتاب صغير ألفه واحد يقول قال الإمام فلان بن فلان، ماذا يظن السامع؟ أنه إمام من أكبار العلماء، وهذا لا يجوز أن نصف الإنسان بما لا يستحق، هذا فيه شيء من الكذب.
طيب. على كل حال الآن رخصت كلمة شهيد، حتى يقال للإنسان إذا قتل نفسه إنه شهيد.
الذين يضعون المتفجرات في بطونهم ويموتون بها يقال عند بعض الناس إنه ايش؟ إنه شهيد.
ونحن نقول: إنه يعذب بما قتل به نفسه في نار جهنم، لكننا لا نعينه، نبرأ إلى الله من هذا، لكن نقول: كل إنسان قتل نفسه فإنه يعذب بما قتل به نفسه في جهنم، أما هذا الرجل لا نقول لهذا الرجل لأنه قد يفعل ذلك متأولا ظانا أن هذا حق، فهذا لا يعذبه الله عز وجل.
أرأيت أسامة بن زيد رضي الله عنه قتل مشركا بعد أن أدركه هاربا فقال المشرك: لا إله إلا الله، فقتله. متأول ولا غير متأول؟ يظن أنه قالها تعوذا من القتل وخوفا منه، ونحن لو وقعت هذه لكنا نظن كما ظن أسامة أنه قال ذلك تعوذا من القتل. لكن الرسول وبخه وقال وجعل يكرر عليه: ( أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله ) حتى قال أسامة : ( تمنيت أني لم أكن أسلمت حتى يكون هذا الذنب مما يغفر لي بالإسلام ).
فالمهم يا جماعة المهم أن الشهادة أمر مهم خطير جدا، إذا فعل الإنسان فعلة مؤمن تقي فقل: أحسبه كذلك والله حسيبه، وأرجو له التوفيق، أرجو له الجنة، أرجو له الثواب حتى تسلم. والحمد لله أنا أقول لكم: هل يضره إذا لم نشهد له بأنه شهيد لو كان شهيدا عند الله؟ لا يضره. وهل ينفعه إذا شهدنا له وليس شهيدا عند الله؟ لا، إذن ما الفائدة أن نعرض أنفسنا لشيء محرم علينا لأجل إرضاء بعض الناس. نعم.
كل مؤمن نشهد له بالجنة، كل تقي نشهد له بالجنة، قال الله تعالى في الجنة : (( أعدت للمتقين )) فكل متق فهو في الجنة، لكن هل نشهد لفلان الذي رأيناه في ظاهر حاله متقيا نشهد بأنه من أهل الجنة؟ لا، لكن نقول: نرجو له أن يكون من أهل الجنة، أما أن نشهد له فلا، لأن الرجل قد يعمل بعمل أهل الجنة فيما يظهر للناس وهو من أهل النار، كما ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال : ( إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار ) سبب هذا الحديث: أن رجلا كان مع الرسول عليه الصلاة السلام في غزوة وكان شجاعا مقداما لا يدع للعدو شاذة ولا فاذة إلا قضى عليها، فقال الرسول عليه الصلاة والسلام ذات يوم: ( إنه من أهل النار )، فعظم ذلك على الصحابة وخافوا وقالوا في أنفسهم: كيف يكون هذا الرجل من أهل النار؟ إذن أين نكون نحن؟ فقال أحد الصحابة : ( والله لألزمنه ) وش معنى ألزمنه؟ يعني أتابعه وألازمه، فكان النهاية أنه أصيب بسهم هذا الرجل الشجاع، وتعرفون أن الرجل الشجاع إذا أصيب صار ذلك عنده ايه؟ عظيما كبيرا، هو عظم ذلك عليه فجزع، فأخذ بسيفه فاستله، ثم وضعه على صدره واتكأ عليه حتى خرج من ظهره، والعياذ بالله، فقتل نفسه. فأصبح الرجل غاديا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ( يا رسول الله أشهد أنك رسول الله. قال بم؟ ) الرسول قال : بم؟ لا ليشهد له بذلك، لكن ليبين الآية التي دلت على أنه رسول الله قال: إن الرجل الذي ذكرت أنه من أهل النار فعل كيت وكيت. فقال الرسول عليه الصلاة والسلام: ( إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار ). أسأل الله أن لا يجعلنا وإياكم منهم.
المسألة خطيرة، ولكن أبشروا أن الله لن يخذل عبده المخلص أبدا، متى كان الإنسان مخلصا لله مبتغيا لمرضاته فلن يخذله، لأن الله أكرم من أن يخذل عبده المؤمن، وإذا كان الله يقول: ( من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ) لا يمكن أن يخذل، لكن قد يكون في القلب _أجارنا الله وإياكم وأعاذنا وإياكم_ قد يكون في القلب سريرة خبيثة باطنة ككراهة الحق أو لبعض الحق وحقد على المؤمنين وغل وما أشبه ذلك من الأمور التي تهوي به في مكان سحيق، والعياذ بالله.
ولهذا أنا أكرر دائما، أكرر دائما أن يركز الإنسان على تطهير القلب (( ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا )) طهر قلبك من الشرك والغل والحقد وكراهة ما أنزل الله، حتى ولو كان في أمر سهل، لا تكره شيئا مما شرع الله أبدا، لأنه ربما يختم للإنسان _أجارنا الله وإياكم_ بسوء الخاتمة.
نحن نقول: بالنسبة للشهادة لا نشهد بالجنة للرجل للذي رأيناه متقيا ظاهرا، لكن نقول نرجو أنه من أهل الجنة.
وكذلك أيضا الشهادة، لو أن رجلا قتل في صف المسلمين، قتله الكفار وهو مجاهد، هل نشهد له بالشهادة؟ لا أبدا. وقد ترجم البخاري رحمه الله لهذه المسألة بقوله في الصحيح : " باب لا يقال فلان شهيد "، واستدل لذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( ما من مكلوم يكلم في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله ) فجعل العلم في ذلك إلى من؟ إلى الله عز وجل، لا إلى الظاهر. ( إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دما، اللون لون الدم والريح ريح المسك ). وذكر في الفتح أثرا عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: ( إنكم تقولون فلان شهيد وفلان شهيد ولعله أن يكون فعل كذا وكذا ) يعني غلّ ( ولكن قولوا : من مات أو قتل في سبيل الله فهو شهيد ) شف ( من مات ) هذه عامة ولا خاصة؟
الطالب : عامة.
الشيخ : عامة، إذن قل كل من قتل في سبيل الله فهو شهيد، لكن لا تقل فلان شهيد، لأنه قد يكون في قلبه أنه يدافع عن حمية عصبية وما أشبه ذلك. لكن مع الأسف الشديد أن كلمة شهيد اليوم صارت رخيصة كما كانت كلمة شيخ، الآن كلمة شيخ رخيصة ولا لا؟ كم تتباع ؟ قرشين ولا ببلاش؟ بلا شيء يعني: يقال للإنسان الي ما يعرف شيء كما قلنا في الليلة الماضية ما يعرف كوعه من كرسوعه يقال له شيخ، لكن تجده يجلس في مجلس كله عوام، ثم يقوم تكلم بكلام فصيح بين وعن شجاعة فيقولون هذا العالم هذا الجهبذ الذي لا نظير له، فيكون عندهم شيخ الشيوخ.
وكذلك أيضا سهلت كلمة إمام الآن، لو يصنف الإنسان كتابا مختصر من أبسط ما يكون وأقل ما يكون، قالوا: هذا إمام، سبحان الله! الإمام لا بد أن يكون جهبذا عالما كبيرا متبوعا مهو كل إنسان مؤلف يسمى إماما، ولهذا لما اختلفت المفاهيم هنا صارت الألقاب تشوش. عندما تقرأ كتاب صغير ألفه واحد يقول قال الإمام فلان بن فلان، ماذا يظن السامع؟ أنه إمام من أكبار العلماء، وهذا لا يجوز أن نصف الإنسان بما لا يستحق، هذا فيه شيء من الكذب.
طيب. على كل حال الآن رخصت كلمة شهيد، حتى يقال للإنسان إذا قتل نفسه إنه شهيد.
الذين يضعون المتفجرات في بطونهم ويموتون بها يقال عند بعض الناس إنه ايش؟ إنه شهيد.
ونحن نقول: إنه يعذب بما قتل به نفسه في نار جهنم، لكننا لا نعينه، نبرأ إلى الله من هذا، لكن نقول: كل إنسان قتل نفسه فإنه يعذب بما قتل به نفسه في جهنم، أما هذا الرجل لا نقول لهذا الرجل لأنه قد يفعل ذلك متأولا ظانا أن هذا حق، فهذا لا يعذبه الله عز وجل.
أرأيت أسامة بن زيد رضي الله عنه قتل مشركا بعد أن أدركه هاربا فقال المشرك: لا إله إلا الله، فقتله. متأول ولا غير متأول؟ يظن أنه قالها تعوذا من القتل وخوفا منه، ونحن لو وقعت هذه لكنا نظن كما ظن أسامة أنه قال ذلك تعوذا من القتل. لكن الرسول وبخه وقال وجعل يكرر عليه: ( أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله ) حتى قال أسامة : ( تمنيت أني لم أكن أسلمت حتى يكون هذا الذنب مما يغفر لي بالإسلام ).
فالمهم يا جماعة المهم أن الشهادة أمر مهم خطير جدا، إذا فعل الإنسان فعلة مؤمن تقي فقل: أحسبه كذلك والله حسيبه، وأرجو له التوفيق، أرجو له الجنة، أرجو له الثواب حتى تسلم. والحمد لله أنا أقول لكم: هل يضره إذا لم نشهد له بأنه شهيد لو كان شهيدا عند الله؟ لا يضره. وهل ينفعه إذا شهدنا له وليس شهيدا عند الله؟ لا، إذن ما الفائدة أن نعرض أنفسنا لشيء محرم علينا لأجل إرضاء بعض الناس. نعم.