قال المصنف رحمه الله تعالى : الثاني : توجيه الأمر و النهي إلى العبد , ولو لم يكن له اختيار وقدرة لكان توجيه ذلك إليه من التكليف بما لا يطاق , وهو أمر تأباه حكمة الله تعالى ورحمته وخبره الصادق في قوله : << لا يكلف الله نفسا إلا وسعها >> [ البقرة : 286 ] . حفظ
الشيخ : " الثاني : توجيه الأمر والنهي إلى العبد ". توجيه الأمر والنهي إلى العبد. (( أقيموا الصلاة )) (( لا تقربوا الزنى )) موجه لمن؟ للعبد. " ولو لم يكن له اختيار وقدرة لكان توجيه ذلك إليه من التكليف بما لا يطاق، وهو أمر تأباه حكمة الله تعالى ورحمته وخبره الصادق في قوله : (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )) ".
لو وجه الأمر إلى من لا إرادة له لكان هذا تكليفا بما لا يطاق، ولو وجه الأمر لمن يعجز عنه، لكان تكليفا بما لا يطاق.
وهذا يقول : " تأباه حكمة الله تعالى " لأن الله أحكم من أن يأمر العبد بما لا يمكن أن يفعله، إذ أن أمر العبد بما لا يمكن أن يفعله يعتبر ايش؟ سفها.
لو وجهت إلى امرأة عجوز ضعيفة البدن، قلت: يلا احملي الصندوق وعاء الدراهم الثقيل، يسمونه صندوق ايش؟ الصندوق ايش؟ التجوري. عجوز امرأة ما تقل ولا ثيابها تقول يلا احملي صندوق التجوري ويش يعد هذا؟ حكمة ولا سفه؟ سفه لا شك، فلولا أن الإنسان يعمل باختياره وإرادته لكان توجيه الأمر إليه سفها تأباه الحكمة. طيب.
أيضا تأباه الرحمة، لأن الله أرحم بعبده أن يكلفه ما لا يطيق.
ثالثا : يأباه خبره الصادق، خبر من؟ الله في قوله تعالى : (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )).
انتبهوا لهذا الوجه فإنه وجه جيد جدا.
لو لم يكن للعبد إرادة واختيار لكان توجيه الأمر إليه ايش؟ تكليفا بما لا يطاق، وهو أمر أيضا تأباه الحكمة، إذ أن أمر من لا يستطيع أن يفعل سفه، أليس كذلك؟ طيب. أنت الآن لو لو قلت لامرأة عجوز كبيرة في السن احملي صندوق التجوري لقال الناس ايش هذا؟ هذا جنون. نعم. ولو قلت لواحد في السوق يلا امش شف الكتيبة الفلانية مرهم أن يفعلوا كذا وكذا، قاله عامي مثله، ويش يكون هذا؟ أنتم فاهمين هالكلام هذا؟ إنسان في السوق واجه إنسان في السوق، قال: شف الكتيبة الفلانية يلا مرها أن تذهب إلى الجهة الثانية، ويش يكون هذا؟ سفه، هذا سفه، لأن هذا لا يمكن، فحكمة الله تأبى أن يكلف من لا يستطيع أن يريد ولا يفعل تأبى أن تأمره بأمر.
كذلك رحمته، أرحم الراحمين لا يمكن أن يلزم عباده بما ليس في استطاعتهم.
يأباه أيضا خبره الصادق في قوله : (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )).
وهذا وجه جيد واضح، لو كان الناس ليس لهم إرادة ولا اختيار لكان الأمر كما سمعتم.
هذا الوجه نرد به على من؟
الطالب : على الجبرية.
الشيخ : على الجبرية، وهو رد واضح.