قال المصنف رحمه الله تعالى : ونقول له أيضا : لو عرض عليك وظيفتان : إحداهما ذات مرتب أكثر فإنك سوف تعمل فيها دون الناقصة ، فكيف تختار لنفسك في عمل الآخرة ما هو الأدنى ثم تحتج بالقدر ؟ حفظ
الشيخ : " ونقول له أيضا : لو عرض عليك وظيفتان، إحداهما ذات مرتب أكثر، فإنك سوف تعمل فيها دون الناقصة. فكيف تختار لنفسك في عمل الآخرة ما هو الأدنى ثم تحتج بالقدر؟ ".
هذا نخاطب به حتى المؤمن الكسول، يعني هذا لا نخاطب الكافر فقط حتى المؤمن الكسول نخاطبه. لو عرض عليك وظيفتان إحداهما مرتبة المرتب لها عشرة آلاف، والثاني خمسة آلاف، أيهما تختار؟ عشرة آلاف ما في إشكال، ولهذا حتى الي يختار خمسة آلاف أو لا يحصل له إلا خمسة آلاف كلما جاء وقت الترقية ايش يعمل؟ يطالب يتعب في المطالبة.
فالمهم أنا أقول هكذا باعتبار الواقع لا باعتبار الموافقة، أنا لا أرى أن الموظف يطلب الترقية، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه، وما لا فلا تتبعه نفسك ) لا تطلب ترقية إن رقوك فهذا المطلوب وإلا فاسكت، لأن المال في الحقيقة ما هو مال الدولة، المال مال من؟ مال المسلمين عموما، فأنت إذا ظلمت درهما لا تظن أنك ظلمت الدولة أو مجلس الوزراء أو ما أشبه ذلك، لا، ظلمت أدنى عجوز في خبائها، لأن المال مال المسلمين عموما. طيب. لا نشطح كثيرا. نقول لهذا الرجل الكسول لو عرض عليك وظيفتان إحداهما أكثر مرتبا أخذت الأكثر. فكيف تختار الأفضل في أمر الدنيا ولا تختار الأفضل في أمر الآخرة؟ طيب. هذا أيضا دليل واضح. العجيب أن هؤلاء المحتجين بالقدر تجدهم أكثر الناس مسابقة في أمور الدنيا، ولا يمكن يوم من الأيام أن يحتجوا بالقدر. الفساق والعصاة الآن أليسوا يطالبون بالترقيات ويختارون الوظائف الكثيرة ؟ نعم لا شك في هذا، فهم يحتجون بالقدر في شيء ولا يحتجون به في شيء آخر. طيب.