قال المصنف رحمه الله تعالى : ونقول له أيضا : نراك إذا أصبت بمرض جسمي طرقت باب كل طبيب لعلاجك ، وصبرت على ما ينالك من ألم عملية الجراحة ، وعلى مرارة الدواء ، فلماذا لا تفعل مثل ذلك في مرض قلبك بالمعاصي ؟ حفظ
الشيخ : " ونقول أيضا : نراك إذا أصبت بمرض بمرض جسمي طرقت باب كل طبيب لعلاجك، وصبرت على ما ينالك من ألم عملية الجراحة، وعلى مرارة الدواء. فلماذا لا تفعل مثل ذلك في مرض قلبك بالمعاصي؟ " سبحان الله! هذا وجه جيد. الإنسان لو يصاب بزكام فهؤلاء المترفون إذا أصيبوا بالزكام ايش؟ تجدهم ترتعش جلودهم خوفا من الموت، ويطلبون كل طبيب ليداويهم من هذا المرض، لكن مرض القلب لا يبالي به، مرض القلب الذي أظلم قلبه بآثامه ومعاصيه لا يهتم به، لا يذهب يوم من الأيام إلى عالم يقول: علمني أنا والله أعمل، كيف أصلي كيف أزكي كيف أصوم، ولا يذهب لرجل عابد يجلس معه ساعة يزداد قلبه رقة وخشوعا. ولهذا كان بعض السلف إذا لقي أخاه يقول : " يا فلان اجلس بنا نؤمن ساعة، اجلس بنا نؤمن ساعة " يعني نتذاكر أمر الآخرة أمر الأعمال أمر الجزاء، هل نحن مفرطون؟ هل نحن مستقيمون؟ وما أشبه ذلك لا يحاول هذا أبدا. لكن في أمراض الأجسام ها؟ ما شاء الله، يكون كالبرق في السبق إليها، يطلب كل طبيب من أجل أن يعالجه وينظر ما فيه، وبعضهم أيضا في الصباح والمساء شيء ما أقول لكن لا ... علي. عنده ميزان في البيت يزن نفسه في الصباح وفي المساء، كأنه قطعة لحم ينباع، نعم؟ هل هذا مناسب هذا؟ ما هو مناسب، الرسول عليه الصلاة والسلام ذم الذين يظهر فيهم السمن ذمهم، فتجده إذا كان نحيفا ثم نقص وش أقول؟ أقل تقدير جرام، نعم، يقول لا حول ولا قوة إلا بالله ليش اليوم نقصت جرام، لا بد نعوض هذا النقص. وإذا كان ثقيلا ويريد أن يخفف ذهب يرجم، ومعنى الترجيم الاقتصار على أقل ما يحفظ الرمق علشان ايش؟ يخف يخف، لازم يكون على وتيرة واحدة. طيب، كم معدل من له ثلاثون سنة، كم معدله في الوزن؟ قالوا المعدل مثلا خمسين كيلو، نعم؟ هو وجد نفسه إنه زائد كيلو، إذن يقول لا بد من سبب، ارجع للطبيب قال السبب ليش إني زدت كيلو اليوم، يمكن زاد خبزة على الأكل وزاد كيلو، الله أعلم.
على كل حال أنا أقول إن هؤلاء الذين يحتجون بالقدر على المعاصي لو خاطبتم في مسائل الدنيا لوجدتهم ايش؟ لا يستدلون بالقدر ولا كأن شيئا مقدورا نعم. طيب فلماذا لا تفعل مثل ذلك في مرض قلبك بالمعاصي؟ وانتهى، فصار العاصي لا حجة له في معصيته بايش؟ بقدر الله عز وجل.
ولا يجوز لنا أبدا أن نصادم الشرع بالقدر، الشرع والقدر كلاهما صنوان لا يكذب أحدهما الآخر بل يساعد أحدهما الآخر. والقدر كما قال بعض العلماء : " القدر سر مكتوم " وش معنى مكتوم؟ أي مكتوم على الخلق لا يعلمونه، لا يعلم ما في غد إلا الله، ولا تعلم نفس ماذا تكسب غدا. ولما قالت الجارية مع جواري يغنين ويندبن من قتل من آبائهن في أحد أو في بدر، دخل النبي عليه الصلاة والسلام عليهن فقالت إحداهن:
" وفينا رسول يعلم ما في غد " نهاها الرسول عليه الصلاة والسلام، قال : ( لا تقولي هكذا، لكن قولي بالذي تقولين ). أما هكذا فلا، شف فغلق عنها الرسول باب الشر وفتح لها باب المباح، ما قال لا تتكلمي أبدا، قال هذا ممنوع، وهذا جائز، وهذه طريقة القرآن والسنة إذا ذكر الممنوع ذكر المباح، لئلا ينسد الطريق أمام الإنسان، وتعرفون أن الإنسان لو كسح من أول الأمر وقيل لا تفعل كذا ولم يفتح له باب تضيق عليه نفسه.
أريد مثال من القرآن على أنه إذا ذكر الممنوع ذكر الجائز؟
الطالب : (( وأحل الله البيع وحرم الربا )) .
الشيخ : طيب. (( وأحل الله البيع وحرم الربا )) (( لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا )).
في السنة قال عليه : ( لاتقولوا ما شاء الله وشئت ولكن قولوا ما شاء الله وحده ) ( بع التمر بالدراهم ثم اشتر بالدارهم جنيبا ) أي تمرا طيبا، وكانوا يبيعون التمر بالتمر متفاضلا بناء على اختلاف الرداءة والجودة، فأرشدهم الرسول عليه الصلاة والسلام إلى المباح ومنع عنهم المحرم.
ونقف على هذا، ونسأل الله التوفيق.
الطالب : شيخ.
الشيخ : نعم.
على كل حال أنا أقول إن هؤلاء الذين يحتجون بالقدر على المعاصي لو خاطبتم في مسائل الدنيا لوجدتهم ايش؟ لا يستدلون بالقدر ولا كأن شيئا مقدورا نعم. طيب فلماذا لا تفعل مثل ذلك في مرض قلبك بالمعاصي؟ وانتهى، فصار العاصي لا حجة له في معصيته بايش؟ بقدر الله عز وجل.
ولا يجوز لنا أبدا أن نصادم الشرع بالقدر، الشرع والقدر كلاهما صنوان لا يكذب أحدهما الآخر بل يساعد أحدهما الآخر. والقدر كما قال بعض العلماء : " القدر سر مكتوم " وش معنى مكتوم؟ أي مكتوم على الخلق لا يعلمونه، لا يعلم ما في غد إلا الله، ولا تعلم نفس ماذا تكسب غدا. ولما قالت الجارية مع جواري يغنين ويندبن من قتل من آبائهن في أحد أو في بدر، دخل النبي عليه الصلاة والسلام عليهن فقالت إحداهن:
" وفينا رسول يعلم ما في غد " نهاها الرسول عليه الصلاة والسلام، قال : ( لا تقولي هكذا، لكن قولي بالذي تقولين ). أما هكذا فلا، شف فغلق عنها الرسول باب الشر وفتح لها باب المباح، ما قال لا تتكلمي أبدا، قال هذا ممنوع، وهذا جائز، وهذه طريقة القرآن والسنة إذا ذكر الممنوع ذكر المباح، لئلا ينسد الطريق أمام الإنسان، وتعرفون أن الإنسان لو كسح من أول الأمر وقيل لا تفعل كذا ولم يفتح له باب تضيق عليه نفسه.
أريد مثال من القرآن على أنه إذا ذكر الممنوع ذكر الجائز؟
الطالب : (( وأحل الله البيع وحرم الربا )) .
الشيخ : طيب. (( وأحل الله البيع وحرم الربا )) (( لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا )).
في السنة قال عليه : ( لاتقولوا ما شاء الله وشئت ولكن قولوا ما شاء الله وحده ) ( بع التمر بالدراهم ثم اشتر بالدارهم جنيبا ) أي تمرا طيبا، وكانوا يبيعون التمر بالتمر متفاضلا بناء على اختلاف الرداءة والجودة، فأرشدهم الرسول عليه الصلاة والسلام إلى المباح ومنع عنهم المحرم.
ونقف على هذا، ونسأل الله التوفيق.
الطالب : شيخ.
الشيخ : نعم.