ما رأيكم في قول بعض الأشاعرة نحن نثبت صفة اليد مثلا ولكن نؤول عند العوام حتى لا يتوهوا التشبيه ؟ حفظ
السائل : بعض الأشاعرة قال لي يعني أنه هو يؤمن أن يد الله حقيقة بدون تمثيل ولا تعطيل، لكن إذا خاطب عاميا أو خاطب رجلا يعني عنده علم الكلام أو ما أشبه ذلك فإنه يكلمه بما يعلم. مثلا العامي يقول له يد الله حقيقية فإنه يتبادر لذهنه أن اليد كيده العامي، يقول فأنا أجبر أن أقول له القوة مثلا.
الشيخ : اصبر بارك الله فيك، الآن ما نقول له حقيقة ولا غير حقيقة.
السائل : لا، لو سأل العامي مثلا.
الشيخ : لو سأل قلنا نعم له يد يقبض بها السماوات مطويات بيمينه، يأخذ الأرض ويهزها، نعم، يطوي بها السماء كطي السجل للكتب وهكذا.
السائل : يعني هو يقول.
الشيخ : يعني نذكر الأشياء التي يفعلها الله بيده، وحينئذ يبقى تعظيم الله في قلبه ثابتا، ما حاجة تقول له حقيقة ولا شيء، العامي لو تقول له حقيقة يمكن يضربك على وجهك، ما قائل لك حقيقة ولا مهي بحقيقة، أحد ينكر إنها حقيقة؟ ولهذا لو لو وكل الناس إلى فهمهم الطبيعي الفطري ما طرأ في بالهم هذا التحريف.
السائل : طيب في مناقشة أهل الكلام.
الشيخ : أبدا مناقشة أهل الكلام ما نتنزل له أبدا، إلا في شيء يكون فيه إلزام، فنقول: هب أن الأمر كذلك فيكون كذا وكذا، يعني مثلا من أنكر المحبة، وقال: المحبة عبارة عن الثواب، ما في محبة، نقول: وهل أحد يثيب إلا من يحب؟ فنلزمه نقول: هب أنها الثواب، وهل يمكن ثواب بدون محبة؟ هذا لا بأس، أما أن نتنازل له للانسحاب أمامه فهذا لا يمكن، بل نقول: هي يد حقيقية بها يأخذ وبها يقبض ولايهمنا.
السائل : ويقول هكذا الأشاعرة كلهم ... عقيدة أهل السنة والجماعة، لكن إذا جادلوا أهل الكلام هكذا يقولون.
الشيخ : لا، هذا كله، هذا تمويه تمويه، بل إن بعض الجهال أو المعاندين، يقولون: ما اندفع الجهمية والمعتزلة إلا بمذهب الأشاعرة. سبحان الله! مذهب الأشاعرة الباطل يبطل به الباطل؟! لكن يدفعون بالكتاب والسنة.
الطالب : انتهى.
الشيخ : نعم انتهى ؟
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال حفظه الله تعالى : " ونؤمن بأن الشر لا ينسب إلى الله تعالى لكمال رحمته وحكمته، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( والشر ليس إليك ) رواه مسلم، فنفس قضاء الله تعالى ليس فيه شر أبدا، لأنه صادر عن رحمة وحكمة، وإنما يكون الشر في مقضياته، لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في دعاء القنوت الذي علمه الحسن: ( وقني شر ما قضيت ) فأضاف الشر إلى ما قضاه، ومع هذا فإن الشر في المقضيات ليس شرا خالصا محضا، بل هو شر في محلِّه ".
الشيخ : في محلَّه.
القارئ : " في محلَّه من وجه وخير من وجه، أو شر في محله، خير في محل آخر.
فالفساد في الأرض من الجدب والمرض والفقر والخوف شر لكنه خير في محل آخر، قال الله تعالى : (( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون )). وقطع يد السارق ورجم الزاني شر بالنسبة للسارق والزاني في قطع اليد وإزهاق النفس، لكنه خير لهما من وجه آخر حيث يكون كفارة لهما، فلا يجمع لهما بين عقوبتي الدنيا والآخرة، وهو أيضا خير في محل آخر حيث إن فيه حماية الأموال والأعراض والأنساب "
.
الشيخ : أحسنت.