قال المصنف رحمه الله تعالى : وقطع يد السارق ورجم الزاني شر بالنسبة للسارق و الزاني في قطع اليد و إزهاق النفس ، لكنه خير لهما من وجه آخر ، حيث يكون كفارة لهما ، فلا يجمع لهما بين عقوبتين الدنيا و الآخرة ، وهو محل آخر حيث إن فيه حماية الأموال و الأعراض و الأنساب . حفظ
الشيخ : " وقطع يد السارق ورجم الزاني شر بالنسبة للسارق والزاني ". ففي السارق تقطع يده هذا شر، أليس كذلك؟ طيب. الزاني المحصن يرجم هذا شر، لأنه يموت، ولكنه خير لهما من وجه آخر.
انتبه، المثال الأول الفساد في الأرض لما كان شرا في محله خيرا في محل آخر.
المثال الثاني هو خير وشر في نفس الوقت، في محله، لكنه خير لهما من وجه آخر حيث يكون كفارة لهما، فإن هذه الحدود تكون مكفرة للذنوب، فلا يجمع لهما بين عقوبتي الدنيا والآخرة. السارق إذا قطعت يده من غير توبة صار ذلك كفارة له عن العقوبة في الآخرة، أما إذا تاب فالأمر ظاهر ترفع عنه العقوبة في الآخرة، وكذلك يقال في الزاني.
ثم هم أيضا خير في محل آخر، قطع يد السارق ورجم الزاني خير في محل آخر، حيث إن فيه حماية الأموال والأعراض والأنساب. ما الذي فيه حماية الأموال؟ قطع يد السارق، كل إنسان يعرف أن يده ستقطع لو سرق سوف يدع السرقة. كذلك أيضا الزنا فيه حماية الأعراض وفيه حماية الأنساب، كل إنسان يعرف أنه إذا زنى وهو محصن رجم فإنه لن يزني، فنحفظ حينئذ أعراض بني آدم ونحفظ أنسابهم، إذ أنه لو أن الإنسان يزني كلما شاء لاختلطت الأنساب فلا يدرى هذا الولد من الوطء الحلال أو الوطء الحرام.
إذا قال قائل : أيما أهم الأبدان أو الأموال؟ الأبدان، لكن المصلحة العامة تربو على المصلحة الخاصة. حماية أموال الناس حماية عامة، وقطع يد السارق نعم خاصة، يعني: فساد خاص، أو ضرر خاص، فالمسائل العامة مقدمة على الخاصة، ولهذا قطعنا يد السارق من أجل أنه سرق ربع دينار، ربع دينار تقطع يده، إذا سرق ربع دينار، ربع الدينار يساوي خمس وعشرين ريال تقريبا أو أقل، تقطع يده، ولو أن جانيا قطعها ألزمناه بكم؟ نصف الدية خمسين بعير، خمسين بعيرا، كيف هذا؟ كيف يكون قيمة اليد خمسين بعيرا، وإذا سرقت فخذ بعير قطعت؟
نقول: أما الأول فحماية للأبدان والأنفس، وأما الثاني فحماية للأموال، نعم. ولهذا قال بعض أهل العلم: إن قطع يد السارق بربع دينار حماية للأموال، وإن جعل ديتها نصف دية النفس حماية للنفوس، وهذا هو الحق.
انتهى الكلام على الأصول الستة، وهي: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وهذه هي أصول الإيمان التي بنى أهل السنة والجماعة إيمانهم عليها، فما هي الثمرات لهذه العقيدة؟
هذه العقيدة في الحقيقة تثمر ثمرات جليلة لمن ألقى السمع وهو شهيد، لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
كثير من الناس نسأل الله أن لا يجعلنا منهم يقرؤون هذه الأركان ويجيدونها تماما، لكن على أنها أمور نظرية لا تثمر سلوكا طيبا ومنهجا سليما، نظريا الإيمان بالله يتضمن كذا، الإيمان بالملائكة يتضمن كذا، الإيمان بالكتب يتضمن كذا، الإيمان بالرسل يتضمن كذا، الإيمان باليوم الآخر يتضمن كذا، الإيمان بالقدر يتضمن كذا، مفهوم معلوم، لكن كثير من الناس لا يثمر له هذا الإيمان السلوك الصواب، لا يثمر، وإذا شئت أن ترى انظر هذا العالم الجياش الذي يدخل المدارس والمعاهد والجامعات، أمم، لو أن هذه الأمم تطبق حقيقة ما قرأت لأصبح الشعب شعب الخلفاء الراشدين، لكن الواقع أن كل دراساتنا إنما هي دراسات نظرية. الدليل على هذا أن الطالب يقرأ أن بر الوالدين واجب، هل يبر والديه؟ أبدا، أنا لست أقول كل الناس، الحمد لله، في ناس خير، لكن العامة. يقرأ أن صلة الرحم واجبة هل كل إنسان يصل رحمه؟ أكثر من نعلم لا يصلون أرحامهم. يزور صديقه مساء وصباحا، لكنه لا يزور قريبه إلا في السنة مرة، وعند المناسبات، أين التطبيق؟ الكذب كل طالب يعرف أن الكذب حرام، ومع ذلك يكذب، يكذب في يومه، يتأخر مثلا عن الدرس، يقول المدرس ليش تأخرت؟ قال : والله أبوي أشغلني، وأبوه ما شافه ولا شيء، كذب هذا، نعم، يقرأ أن الغش حرام، ثم يأتي ويقول هل الغش في الامتحان حرام؟ يسأل عن شيء يعرف حكمه، الغش حرام، ثم يجي ويقول هل الغش حرام؟ هل الغش في الامتحان حرام؟ نعم، يأتي يقول هل الغش في الانجليزي والفيزياء والكيمياء حرام؟ مهو مادة من المواد؟
المهم على كل حال يا إخواني، الإيمان أو أصول الإيمان الستة التي بينها الرسول عليه الصلاة والسلام لا تنفع الإنسان إلا إذا تأثر بها، قبلها وتأثر بها وانتفع بها، أما مجرد النظر فأنا ضامن أنه يوجد في الكفار من يدرس هذه الأشياء دراسة وافية، ويكون عنده من الاستنباطات واستخراجات الفوائد أكثر مما عند كثير من الناس، أليس كذلك؟ شوف الآن كفار يؤلفون في اللغة العربية ويحللونها فقها وتعبيرا، ومع ذلك هم كفار.
فلهذا نسأل الله أن يعيننا وإياكم على الانتفاع بما علمنا. نستمر؟ ها؟ هي لها فصلين، نعم؟ ساعتين. لا هي لها ساعتين ولا لا؟
ساعتين ولا ثلاث؟ ها؟ مضى لها ساعتين؟
الطالب : ... .
الشيخ : أي أجل نأخذ، باقي لها ساعة، باقي.
انتبه، المثال الأول الفساد في الأرض لما كان شرا في محله خيرا في محل آخر.
المثال الثاني هو خير وشر في نفس الوقت، في محله، لكنه خير لهما من وجه آخر حيث يكون كفارة لهما، فإن هذه الحدود تكون مكفرة للذنوب، فلا يجمع لهما بين عقوبتي الدنيا والآخرة. السارق إذا قطعت يده من غير توبة صار ذلك كفارة له عن العقوبة في الآخرة، أما إذا تاب فالأمر ظاهر ترفع عنه العقوبة في الآخرة، وكذلك يقال في الزاني.
ثم هم أيضا خير في محل آخر، قطع يد السارق ورجم الزاني خير في محل آخر، حيث إن فيه حماية الأموال والأعراض والأنساب. ما الذي فيه حماية الأموال؟ قطع يد السارق، كل إنسان يعرف أن يده ستقطع لو سرق سوف يدع السرقة. كذلك أيضا الزنا فيه حماية الأعراض وفيه حماية الأنساب، كل إنسان يعرف أنه إذا زنى وهو محصن رجم فإنه لن يزني، فنحفظ حينئذ أعراض بني آدم ونحفظ أنسابهم، إذ أنه لو أن الإنسان يزني كلما شاء لاختلطت الأنساب فلا يدرى هذا الولد من الوطء الحلال أو الوطء الحرام.
إذا قال قائل : أيما أهم الأبدان أو الأموال؟ الأبدان، لكن المصلحة العامة تربو على المصلحة الخاصة. حماية أموال الناس حماية عامة، وقطع يد السارق نعم خاصة، يعني: فساد خاص، أو ضرر خاص، فالمسائل العامة مقدمة على الخاصة، ولهذا قطعنا يد السارق من أجل أنه سرق ربع دينار، ربع دينار تقطع يده، إذا سرق ربع دينار، ربع الدينار يساوي خمس وعشرين ريال تقريبا أو أقل، تقطع يده، ولو أن جانيا قطعها ألزمناه بكم؟ نصف الدية خمسين بعير، خمسين بعيرا، كيف هذا؟ كيف يكون قيمة اليد خمسين بعيرا، وإذا سرقت فخذ بعير قطعت؟
نقول: أما الأول فحماية للأبدان والأنفس، وأما الثاني فحماية للأموال، نعم. ولهذا قال بعض أهل العلم: إن قطع يد السارق بربع دينار حماية للأموال، وإن جعل ديتها نصف دية النفس حماية للنفوس، وهذا هو الحق.
انتهى الكلام على الأصول الستة، وهي: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وهذه هي أصول الإيمان التي بنى أهل السنة والجماعة إيمانهم عليها، فما هي الثمرات لهذه العقيدة؟
هذه العقيدة في الحقيقة تثمر ثمرات جليلة لمن ألقى السمع وهو شهيد، لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
كثير من الناس نسأل الله أن لا يجعلنا منهم يقرؤون هذه الأركان ويجيدونها تماما، لكن على أنها أمور نظرية لا تثمر سلوكا طيبا ومنهجا سليما، نظريا الإيمان بالله يتضمن كذا، الإيمان بالملائكة يتضمن كذا، الإيمان بالكتب يتضمن كذا، الإيمان بالرسل يتضمن كذا، الإيمان باليوم الآخر يتضمن كذا، الإيمان بالقدر يتضمن كذا، مفهوم معلوم، لكن كثير من الناس لا يثمر له هذا الإيمان السلوك الصواب، لا يثمر، وإذا شئت أن ترى انظر هذا العالم الجياش الذي يدخل المدارس والمعاهد والجامعات، أمم، لو أن هذه الأمم تطبق حقيقة ما قرأت لأصبح الشعب شعب الخلفاء الراشدين، لكن الواقع أن كل دراساتنا إنما هي دراسات نظرية. الدليل على هذا أن الطالب يقرأ أن بر الوالدين واجب، هل يبر والديه؟ أبدا، أنا لست أقول كل الناس، الحمد لله، في ناس خير، لكن العامة. يقرأ أن صلة الرحم واجبة هل كل إنسان يصل رحمه؟ أكثر من نعلم لا يصلون أرحامهم. يزور صديقه مساء وصباحا، لكنه لا يزور قريبه إلا في السنة مرة، وعند المناسبات، أين التطبيق؟ الكذب كل طالب يعرف أن الكذب حرام، ومع ذلك يكذب، يكذب في يومه، يتأخر مثلا عن الدرس، يقول المدرس ليش تأخرت؟ قال : والله أبوي أشغلني، وأبوه ما شافه ولا شيء، كذب هذا، نعم، يقرأ أن الغش حرام، ثم يأتي ويقول هل الغش في الامتحان حرام؟ يسأل عن شيء يعرف حكمه، الغش حرام، ثم يجي ويقول هل الغش حرام؟ هل الغش في الامتحان حرام؟ نعم، يأتي يقول هل الغش في الانجليزي والفيزياء والكيمياء حرام؟ مهو مادة من المواد؟
المهم على كل حال يا إخواني، الإيمان أو أصول الإيمان الستة التي بينها الرسول عليه الصلاة والسلام لا تنفع الإنسان إلا إذا تأثر بها، قبلها وتأثر بها وانتفع بها، أما مجرد النظر فأنا ضامن أنه يوجد في الكفار من يدرس هذه الأشياء دراسة وافية، ويكون عنده من الاستنباطات واستخراجات الفوائد أكثر مما عند كثير من الناس، أليس كذلك؟ شوف الآن كفار يؤلفون في اللغة العربية ويحللونها فقها وتعبيرا، ومع ذلك هم كفار.
فلهذا نسأل الله أن يعيننا وإياكم على الانتفاع بما علمنا. نستمر؟ ها؟ هي لها فصلين، نعم؟ ساعتين. لا هي لها ساعتين ولا لا؟
ساعتين ولا ثلاث؟ ها؟ مضى لها ساعتين؟
الطالب : ... .
الشيخ : أي أجل نأخذ، باقي لها ساعة، باقي.