قال المصنف رحمه الله تعالى : ثانيا : ظهور حكمة الله تعالى حيث شرع في هذه الكتب لكل أمة ما يناسبها ، وكان خاتم هذه الكتب القرآن العظيم مناسبا لجميع الخلق في كل عصر و مكان إلى يوم القيامة . حفظ
الشيخ : " ثانيا : ظهور حكمة الله حيث شرع في هذه الكتب لكل أمة ما يناسبها " الخ.
الشرائع كلها التي جاءت بها الكتب تدور على أصلين :
الأول : ما يتعلق بعبادة الله.
والثاني: ما يتعلق بمعاملة عباد الله.
أما الأول، فإن الشرائع لا تختلف في أصولها، الأول الذي هو يتعلق بعبادة الله، الشرائع لا تختلف في أصولها.
أما الثاني فتختلف اختلافا عظيما (( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا )) يشرع للعباد ما يصلحهم في دينهم ودنياهم. ولذلك حين قدم النبي عليه الصلاة والسلام المدينة وجدهم يلقحون النخل، يلقحون النخل، تعرف التلقيح؟ أتعرف التلقيح ؟ أنت؟ لا لا. أي نعم. تعرفه؟ ما هو؟
الطالب : ... .
الشيخ : أي.
الطالب : ... .
الشيخ : أي نعم. التلقيح هو التأبير، يؤخذ من طلع الفحل ويوضع في طلع الأنثى من النخل، ثم يكون الثمر طيبا، وإذا لم يفعل ذلك صار الثمر رديئا لا يأكل.
قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ووجدهم يفعلون ذلك، فيصعدون إلى الفحل وينزلون، ويصعدون إلى الأنثى وينزلون، تكرار وإضاعة وقت، وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف النخل، يعني: لا يعرف أنه يعمل فيه هذا الشيء، وإلا هو يعرف النخل في القرآن، في القرآن المكي، لكن قال: ما أرى ذلك يجدي شيئا أو كلمة نحوها، لما قال الرسول عليه الصلاة والسلام هذا الكلام ظن الصحابة أنه وحي، فقالوا الحمد لله الذي أراحنا، إذن لا نصعد الفحال ولا نصعد الإناث، تركوا التأبير في تلك السنة فظهر الثمر هاه؟ رديئا شيصا لا يأكل. فأتوا إلى النبي عليه الصلاة والسلام، فقال _أظن _: ( اصنعوا ماشئتم، أنتم أعلم بأمور دنياكم، أنتم أعلم بأمور دنياكم ). والمراد أعلم بالصنائع التي يكون فيها مصلحتكم، ليس أعلم بالأحكام، أحكام الشرع شاملة لأمور الدين والدنيا، لكن كيف نصنع كيف نصلح؟ هو أعلم، ولهذا كل واحد منكم لو سألناه أيك أعلم أم أهلك في صناعة العشاء؟ نعم، الأهل، العزوبية ما أدري عنهم يمكن يصيرون جيدين. لكن على كل حال، كل إنسان أعلم بما يمارس، قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( أنتم أعلم بأمور دنياكم )، فانظر إلى الشريعة كيف شرع الله عز وجل لكل أناس ما يناسب حالهم وزمانهم (( لكل جعلنا منكم شرعا ومنهاجا )).
يقول : " ظهور حكمة الله تعالى حيث شرع في هذه الكتب لكل أمة ما يناسبها، وكان خاتم هذه الكتب القرآنَ العظيم " لا " وكان خاتم هذه الكتب القرآنُ العظيم مناسبا لجميع الخلق في كل عصر ومكان إلى يوم القيامة ".
القرآن الكريم لا بد أن يكون مناسبا للخلق إلى يوم القيامة لماذا؟ لأنه كتاب الخلق إلى يوم القيامة، الكتب السابقة كتب مؤقتة صالحة في زمانها، وفي غير زمانها غير صالحة، لكن هذا القرآن ايش؟ صالح لكل زمان ومكان وأمة، لأنه لا كتاب بعده وحيث إنه لا كتاب بعده لابد أن يكون صالحا لكل زمان ومكان، لأن الناس سوف يحتاجون تتغير حوائجهم.
ولهذا ينبغي لطالب العلم بالنسبة لمعالجة المعاملات الطارئة الحادثة في زماننا هذا، يجب أن يعمل كل ما يمكن في تنزيل هذه المعاملات على ايش؟ على النصوص الشرعية، وأن لا يحرّم على الناس مما ابتلوا به إلا ما دل الدليل على تحريمه تحريما يتمكن الإنسان منه أن يمنع عباد الله مما يعملون، بمعنى أن لا يتسرع، فالنبي عليه الصلاة والسلام كان يراعي الأحوال حتى في الربا، حتى في الربا يراعي الأحوال، توافقون على هذا؟ جزاكم الله خيرا قولوا لا، أنا أحب أن تقولوا لا، علشان نعرف، لا على طول.
طيب. بيع الرطب بالتمر حرام فإن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن بيع الرطب بالتمر فقال : ( أينقص إذا جف؟ قالوا نعم، قال: فلا إذن ). ما يجوز، لكن رخص في العرايا، رخص في العرايا مراعاة لأحوال الناس.
ايش العرايا؟ العرايا أن يكون رجل فقير، رجل فقير عنده تمر من العام الماضي، تمر، لما صار الناس يجنون هذا الرطب الجني الطيب اللذيذ هو ما عنده إلا تمر، ما عنده فلوس يشتري بها.