هل المصائب عقاب أم تكفير للذنوب ؟ حفظ
السائل : أحسن الله إليك، قلنا بأن البلايا والمصائب في مبحث القدر، البلايا والمصائب إذا ابتلي بها الإنسان وصبر عليها كانت تكفيرا له للخطايا ورفعا للأجر. أشكل علي هذا مع قول بعض أهل العلم استدلالا بقوله تعالى : وما أصابك من سيئة فبما كسبت أيديكم.
الشيخ : لا (( وما أصابكم من مصيبة )).
السائل : (( من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير )).
الشيخ : نعم.
السائل : قالوا أن سبب إصابة العبد بالبلايا والمصائب ذنوبه، فكيف نجمع؟
الشيخ : ايش قالوا؟
السائل : أن سبب ما يصيب العبد من مصائب
الشيخ : نعم.
السائل : ما يكون عليه من ذنوب وتقصير. فكيف نجمع بين هذا الأمر؟
الشيخ : نقول المصائب إذا أصابت الإنسان فهي تكفير تكفير وليس فيها ثواب، فيها حط من الخطايا إذا صبر، فإذا احتسب الأجر صار فيها تكفير وأجر، يعني: الأجر لا يكون إلا لمن احتسب الأجر عند الله، أما التكفير فهو بمجرد ما تصيبه المصيبة يكفر بها عن نفسه.
السائل : وإصابته بالمصيبة يعني.
الشيخ : من الله عز وجل.
السائل : نعم، لكن هل يصاب غير المذنب؟
الشيخ : نعم، ربما يصاب غير المذنب رفعة لدرجاته، ما في شك، الرسول عليه الصلاة والسلام كان يوعك كما يوعك الرجلان منا، فيكون في ذلك رفعة لدرجاته، ولأجل أن تتم درجة الصابرين في حقه، ولهذا أصبر الناس على أقدار الله وعلى المصائب وعلى شرع الله هو الرسول عليه الصلاة والسلام. نعم.
السائل : شيخ الله عز وجل يقول في كتابه : (( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض )) والنبي عليه الصلاة والسلام يقول في حديث أبي هريرة : ( لا تفضلوا بين أنبياء الله ولا أقولن إن أحدا أفضل من يونس بن متى ).
الشيخ : يقول؟
السائل : ( لا تفضلوا بين أنبياء الله ).
الشيخ : نعم.
السائل : ( ولا أقولن إن أحدا أفضل من يونس بن متى ).