قال المصنف رحمه الله تعالى : ومن ثمرات الإيمان بالقدر :أولا : الإعتماد على الله تعالى عند فعل الأسباب ، لأن السبب والمسبب كلاهما بقضاء الله وقدره . حفظ
الشيخ : وأما ثمرات الإيمان بالقدر، فيقول :
" أولا : الاعتماد على الله تعالى عند فعل الأسباب، لأن السبب والمسبب كلاهما بقضاء الله وقدره ". نعم.
وهذا من أهم الإيمان بالقدر، أن الإنسان يعتمد على الله عز وجل عند فعل أسباب، ولا يعتمد على السبب، لأنه إذا اعتمد على السبب خذل، وكان من دعاء النبي عليه الصلاة والسلام : ( اللهم إن تكلني إلى نفسي تكلني إلى ضعف وعجز وعورة فلا تكلني إلى نفسي ولا إلى أحد غيرك طرفة عين ).
وانظر إلى الرجل الذي أتاه الله تعالى ما آتاه من الدنيا حيث قال : (( إنما أوتيته على علم عندي ))، فافتخر بنفسه مع أن الله هو الذي قدر له ذلك.
فإذا آمنت بالقدر اعتمدت على الله عند فعل الأسباب، وانظر إلى قول المؤلف " عند فعل الأسباب " لترى أنه لا بد من الاعتماد على الله على فعل السبب، لا بد نعم من الاعتماد على الله من فعل السبب، لا بد أن تفعل السبب. والإنسان الذي يتكل ويقول إنه متكل ولا يفعل السبب هو قادح في حكمة الله عز وجل، إلا إذا أعيتك الأمور، فيحنئذ اعتمد على مجرد القضاء والقدر، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( احرص على ماينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت لكان كذا وكذا ولكن قل ) ايش؟ ( قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان ).
فأنت افعل الأسباب، ولكن اعتمد على الأسباب على أنها سبب محض، وأن الله تعالى لو شاء ايش؟ لأبطل هذا السبب، لو شاء الله تعالى لأبطل هذا السبب بقوله : (( كن فيكون )) انظر إلى النار، النار محرقة، وقد أضرم قوم إبراهيم عليه الصلاة والسلام نارا عظيمة وألقوه فيها، فقال الله للنار : (( كوني بردا وسلاما على إبراهيم )) فكانت بردا وسلاما عليه، مع أنها حارة مهلكة، فقيل لها : (( كوني بردا )) ضد الحرارة، وسلاما ضد الإهلاك بالإحراق، فصارت النار بردا وسلاما عليه، وخرج سليما.
والعجب أن بعض العلماء قال إن جميع نيران الدنيا في تلك الساعة كانت باردة، حتى الذين أوقدوا النار على طعامهم أصبحت النار باردة، كأنها ضوء القمر، والطعام ايش؟ لم ينضج، أكلوه نيّا، هكذا قال بعض العلماء، وهو قول سخيف، لا يتلفت إليه، لأن الله قال : (( يا نارُ )) فبناها على الضم، والنكرة إذا بنيت على الضم صارت مقصودة كالمعرفة تماما، فكما أن المعرفة تعين المعرف، كذلك النكرة المقصودة هي كالمعرفة تماما، ولهذا تبنى على الضم في النداء، والقرآن الكريم قال الله فيه : (( يا نارُ )) ولم يقل يا نارا، ثم قال : (( كوني بردا وسلاما )) على من؟
الطالب : إبراهيم.
الشيخ : وإبراهيم في جميع النيران أو في نار واحدة؟ في نار واحدة.
وهذا مما يدلك على أن بعض العلماء يأخذون أقوالهم من الإسرائليين دون أن يمحصوها، وإلا فكل إنسان يقرأ هذه الآية يعرف أن هذا القول ليس بشيء. نعم.
طيب. يقول: " الاعتماد على الله تعالى عند فعل الأسباب، لأن السبب والمسبب كلاهما بقضاء الله وقدره ".