شرح كتاب أصول التفسير . حفظ
القارئ : الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما.
أما بعد : " فإن المهم في كل فن أن يتعلم المرء من أصوله ما يكون عونا له على فهمه وتخريجه على تلك الأصول، ليكون علمه مبنياً على أسس قوية ودعائم راسخة، وقد قيل: من حرم الأصول حرم الوصول ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
هذا الدرس الذي نبتدؤه هذه الليلة ليلة السبت العاشر من شهر صفر عام 1416 هو في أصول التفسير، ونسأل الله تعالى أن ييسر إتمامه على الوجه الذي ينفع.
بدأ المؤلف كتابه بهذه الخطبة خطبة الحاجة: الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، نتوب إليه اجعلوها بين قوسين لأنها لم تأت في الحديث، لكننا قلناها تقليدا للعلماء السابقين، والحديث ( الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ).
أما الحمد فهو وصف المحمود بالكمال مع المحبة والتعظيم، وصف المحمود بالكمال مع المحبة والتعظيم. ويكون الحمد لكمال المحمود، ولإنعام المحمود أيضا، فهو فضل وإفضال. فالآكل إذا أكل يحمد الله عز وجل على كماله أو على إحسانه وإنعامه؟ الثاني لقول النبي: ( إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها ). واللام في قوله " لله " للاستحقاق والاختصاص. أما كونها للاستحقاق فإن أحق من يحمد هو الله عز وجل. وأما كونها للاختصاص فلأن الحمد مستغرقة لجميع أنواع المحامد، لأن أل في الحمد للاستغراق. ومن الذي يختص بالحمد كله؟ الله عز وجل، ولهذا نقول: اللام في " الحمد لله " للاستحقاق وايش؟ والاختصاص.
جملة " نحمده " جملة توكيد، توكيد في المعنى لقوله الحمد لله.
" نستعينه " : نطلب منه الحمد.
" نستغفره " : نطلب منه المغفرة.
أما العون فهو المساعدة، وأما المغفرة فهو ستر الذنوب مع التجاوز عنها.
" ونعوذ بالله من شرور أنفسنا "، نعوذ بالله أي نعتصم به من شرور أنفسنا، وهل للنفس شرور؟
نعم، للنفس شرور، قال الله تعالى : (( وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي )).
والأنفس أو النفوس التي جاءت في القرآن وصفت بثلاثة أوصاف:
بالنفس المطمئنة في قول الله تبارك وتعالى : (( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك ))، وبالأمارة بالسوء في قوله تعالى : (( وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء ))، وباللوامة في قوله تعالى : (( ولا أقسم بالنفس اللوامة )).
فأما المطمئنة والأمارة بالسوء فهما متباينان، لأن المطمئنة تأمر بالخير وتنهى عن الشر، والأمارة بالسوء تأمر بالشر وتنهى عن الخير.
واللوامة الصحيح أنها وصف للنفسين جميعا، فالأمارة بالسوء تلومك، والمطمئنة تلومك. الأمارة بالسوء تلومك متى؟ إذا فعلت الخير وإذا تركت السوء لامتك. المطمئنة تلومك متى؟ إذا فعلت السوء وتركت الخير. فالصواب أن اللوامة وصف يكون للنفسين جميعا، للأمارة بالسوء وللمطمئنة.
أنفسنا فيها شرور والمعصوم من عصمه الله، ولهذا نعتصم بالله من شرور أنفسنا.
" ومن سيئات أعمالنا " الأعمال كما تعلمون ثلاثة أقسام : سيء، وصالح، وبينهما لا سيء ولا صالح.
هل للسيء آثار سيئة؟
الجواب: نعم، واستمع إلى قول الله تعالى : (( فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به )) فعاقبهم الله بهذه العقوبات، لأنهم نقضوا الميثاق، فالسيئات سيئات الأعمال لها آثار سيئة، وما حصل الشر إلا بسيئات الأعمال (( ظهر الفساد في البر والبحر )) بماذا ؟ (( بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا )) وقال تعالى : (( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير )).
" من يهده الله فلا مضل له " يعني من يهده الله تقديرا أو من يهده الله تحقيقا أو الأمرين؟ الأمرين، فمن يقدر الله هدايته فلا بد أن يهتدي، ولو وجد له عوامل تقتضي ضلاله، ومن هداه الله تحقيقا واهتدى فإنه لا يستطيع أحد أن يضله، لأن الله تعالى قد هداه، والأمر بيد من؟ بيد الله عز وجل، وهذ الجملة تدل على، نعم، وهذه الجملة توجب للإنسان أن لا يطلب الهداية إلا من الله عز وجل مع فعل الأسباب، الأسباب لا بد منها، اسأل الله الهداية واعمل لأسبابها من تعلم الشريعة واستطلاعها وما أشبه ذلك.
" ومن يضلل فلا هادي له " من يضلل في الفعل يعني حقيقة أو من يضلل تقديرا؟ الأمران جميعا، فمن أراد الله ضلاله فإنه لا يمكن أن يهديه أحد، ولا أدل على ذلك من فعل الرسول عليه الصلاة والسلام مع عمه أبي طالب، عمه أبو طالب أحسن إليه أي إلى الرسول إحسانا عظيما وصبر على مقاطعة قريش من أجل أن يكون مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وآمن به بلسانه.
أما بعد : " فإن المهم في كل فن أن يتعلم المرء من أصوله ما يكون عونا له على فهمه وتخريجه على تلك الأصول، ليكون علمه مبنياً على أسس قوية ودعائم راسخة، وقد قيل: من حرم الأصول حرم الوصول ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
هذا الدرس الذي نبتدؤه هذه الليلة ليلة السبت العاشر من شهر صفر عام 1416 هو في أصول التفسير، ونسأل الله تعالى أن ييسر إتمامه على الوجه الذي ينفع.
بدأ المؤلف كتابه بهذه الخطبة خطبة الحاجة: الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، نتوب إليه اجعلوها بين قوسين لأنها لم تأت في الحديث، لكننا قلناها تقليدا للعلماء السابقين، والحديث ( الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ).
أما الحمد فهو وصف المحمود بالكمال مع المحبة والتعظيم، وصف المحمود بالكمال مع المحبة والتعظيم. ويكون الحمد لكمال المحمود، ولإنعام المحمود أيضا، فهو فضل وإفضال. فالآكل إذا أكل يحمد الله عز وجل على كماله أو على إحسانه وإنعامه؟ الثاني لقول النبي: ( إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها ). واللام في قوله " لله " للاستحقاق والاختصاص. أما كونها للاستحقاق فإن أحق من يحمد هو الله عز وجل. وأما كونها للاختصاص فلأن الحمد مستغرقة لجميع أنواع المحامد، لأن أل في الحمد للاستغراق. ومن الذي يختص بالحمد كله؟ الله عز وجل، ولهذا نقول: اللام في " الحمد لله " للاستحقاق وايش؟ والاختصاص.
جملة " نحمده " جملة توكيد، توكيد في المعنى لقوله الحمد لله.
" نستعينه " : نطلب منه الحمد.
" نستغفره " : نطلب منه المغفرة.
أما العون فهو المساعدة، وأما المغفرة فهو ستر الذنوب مع التجاوز عنها.
" ونعوذ بالله من شرور أنفسنا "، نعوذ بالله أي نعتصم به من شرور أنفسنا، وهل للنفس شرور؟
نعم، للنفس شرور، قال الله تعالى : (( وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي )).
والأنفس أو النفوس التي جاءت في القرآن وصفت بثلاثة أوصاف:
بالنفس المطمئنة في قول الله تبارك وتعالى : (( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك ))، وبالأمارة بالسوء في قوله تعالى : (( وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء ))، وباللوامة في قوله تعالى : (( ولا أقسم بالنفس اللوامة )).
فأما المطمئنة والأمارة بالسوء فهما متباينان، لأن المطمئنة تأمر بالخير وتنهى عن الشر، والأمارة بالسوء تأمر بالشر وتنهى عن الخير.
واللوامة الصحيح أنها وصف للنفسين جميعا، فالأمارة بالسوء تلومك، والمطمئنة تلومك. الأمارة بالسوء تلومك متى؟ إذا فعلت الخير وإذا تركت السوء لامتك. المطمئنة تلومك متى؟ إذا فعلت السوء وتركت الخير. فالصواب أن اللوامة وصف يكون للنفسين جميعا، للأمارة بالسوء وللمطمئنة.
أنفسنا فيها شرور والمعصوم من عصمه الله، ولهذا نعتصم بالله من شرور أنفسنا.
" ومن سيئات أعمالنا " الأعمال كما تعلمون ثلاثة أقسام : سيء، وصالح، وبينهما لا سيء ولا صالح.
هل للسيء آثار سيئة؟
الجواب: نعم، واستمع إلى قول الله تعالى : (( فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به )) فعاقبهم الله بهذه العقوبات، لأنهم نقضوا الميثاق، فالسيئات سيئات الأعمال لها آثار سيئة، وما حصل الشر إلا بسيئات الأعمال (( ظهر الفساد في البر والبحر )) بماذا ؟ (( بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا )) وقال تعالى : (( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير )).
" من يهده الله فلا مضل له " يعني من يهده الله تقديرا أو من يهده الله تحقيقا أو الأمرين؟ الأمرين، فمن يقدر الله هدايته فلا بد أن يهتدي، ولو وجد له عوامل تقتضي ضلاله، ومن هداه الله تحقيقا واهتدى فإنه لا يستطيع أحد أن يضله، لأن الله تعالى قد هداه، والأمر بيد من؟ بيد الله عز وجل، وهذ الجملة تدل على، نعم، وهذه الجملة توجب للإنسان أن لا يطلب الهداية إلا من الله عز وجل مع فعل الأسباب، الأسباب لا بد منها، اسأل الله الهداية واعمل لأسبابها من تعلم الشريعة واستطلاعها وما أشبه ذلك.
" ومن يضلل فلا هادي له " من يضلل في الفعل يعني حقيقة أو من يضلل تقديرا؟ الأمران جميعا، فمن أراد الله ضلاله فإنه لا يمكن أن يهديه أحد، ولا أدل على ذلك من فعل الرسول عليه الصلاة والسلام مع عمه أبي طالب، عمه أبو طالب أحسن إليه أي إلى الرسول إحسانا عظيما وصبر على مقاطعة قريش من أجل أن يكون مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وآمن به بلسانه.