شرح الحديث الثاني من هذا الباب وهو حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( لا ينبغي للصديق أن يكون لعانا) وهو صحيح. حفظ
الشيخ : وفي الحديث الثاني تأكيد هذه العبارة بصيغة أخرى كما قال بعد أن روى بإسناده الصحيح أيضاً عن أبى هريرة قال النبي صلى الله عليه و سلم : ( لا ينبغي للصديق أن يكون لعانا ) .
أيضاً هنا خصّ بالذكر الصدّيق وذكر أنه لا يجوز له أن يكون لعّاناً : يعني مكثراً للّعن ، فالمقصود هنا بالصدّيق أعم من أن يكون المقصود به هو أبو بكر رضي الله عنه الذي عُرف بهذا اللقب وذلك حينما أُسري برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس وإلى السموات العلى ثم حدّث الناس بذلك فكذّبه كثيرون وجاء بعضهم يريد أن يوقع بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين صاحبه في الغار فلما سمع المشركون قوله أتوا أبا بكر فقالوا : يا أبا بكر هل لك في صاحبك ؟ يخبر أنه أتى في ليلته هذه مسيرة شهر ورجع في ليلته ؟ فقال أبو بكر رضي الله عنه : إن كان قاله فقد صدق وإنا لنصدقه فيما هو أبعد من هذا لنصدقه على خبر السماء ، ومن يومها سمّي أبو بكر الصدّيق صدّيقاً رضي الله عنه ، فقول رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث ( لا ينبغي للصديق ) هو أعم من أن يكون مقصوداً به أبو بكر وإن كان أول من يدخل في ذلك أبو بكر نفسه في ... وجه الرسول عليه السلام لأبي بكر نفسه.
إذن هذا الحديث يؤكد الحديث الذي قبله من حيث أنه لا يجوز لمن كان في مقام الصديقية أن يغلب عليه استعمال لفظة اللعن لعن الناس أو الدواب أو غير ذلك ، ولا شك ولا ريب أن المقصود بهذا التنبيه للصديقين ألا يكونوا لعانين إنما ذلك إذا كانت اللعنة في غير حقها ، أما إذا لعن الرجل من يستحق اللعن لا سيما إذا كان هو في ذلك متبعاً لنص في الشرع فحينذاك لا يدخل في النهي ، المقصود من تنبيه الصديقين أن يكونوا لعانين أي بغير حق كالغيبة والنميمة ونحو ذلك ، أما إذا كان ذلك في سبيل الإصلاح أو التحذير أو ... الذين يستحقون اللعن عند الله عز وجل فكل ذلك لا يدخل في هذا الباب .
نضرب مثلاً واقعياً جاء في الحديث الصحيح ( صنفان من أهل النار لم أرهما ، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس و نساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة ألعنوهن فإنهن ملعونات لا يدخلن الجنة و لا يجدن ريحها ، و إن ريحها لتوجد من مسيرة كذا و كذا ) ، وجاء في حديث آخر صحيح وإن ريحها لتوجد من مسيرة مائة عام .
فهنا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : هذه المتبرجة الكاسية العارية إذا رأيتموهن فالعنوهنّ فإنهن ملعونات ، فمن فعل ذلك لا يكون قد خالف هذا الحديث لأن المقصود من الحديث هو إكثار اللعن بغير حق .
أيضاً هنا خصّ بالذكر الصدّيق وذكر أنه لا يجوز له أن يكون لعّاناً : يعني مكثراً للّعن ، فالمقصود هنا بالصدّيق أعم من أن يكون المقصود به هو أبو بكر رضي الله عنه الذي عُرف بهذا اللقب وذلك حينما أُسري برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس وإلى السموات العلى ثم حدّث الناس بذلك فكذّبه كثيرون وجاء بعضهم يريد أن يوقع بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين صاحبه في الغار فلما سمع المشركون قوله أتوا أبا بكر فقالوا : يا أبا بكر هل لك في صاحبك ؟ يخبر أنه أتى في ليلته هذه مسيرة شهر ورجع في ليلته ؟ فقال أبو بكر رضي الله عنه : إن كان قاله فقد صدق وإنا لنصدقه فيما هو أبعد من هذا لنصدقه على خبر السماء ، ومن يومها سمّي أبو بكر الصدّيق صدّيقاً رضي الله عنه ، فقول رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث ( لا ينبغي للصديق ) هو أعم من أن يكون مقصوداً به أبو بكر وإن كان أول من يدخل في ذلك أبو بكر نفسه في ... وجه الرسول عليه السلام لأبي بكر نفسه.
إذن هذا الحديث يؤكد الحديث الذي قبله من حيث أنه لا يجوز لمن كان في مقام الصديقية أن يغلب عليه استعمال لفظة اللعن لعن الناس أو الدواب أو غير ذلك ، ولا شك ولا ريب أن المقصود بهذا التنبيه للصديقين ألا يكونوا لعانين إنما ذلك إذا كانت اللعنة في غير حقها ، أما إذا لعن الرجل من يستحق اللعن لا سيما إذا كان هو في ذلك متبعاً لنص في الشرع فحينذاك لا يدخل في النهي ، المقصود من تنبيه الصديقين أن يكونوا لعانين أي بغير حق كالغيبة والنميمة ونحو ذلك ، أما إذا كان ذلك في سبيل الإصلاح أو التحذير أو ... الذين يستحقون اللعن عند الله عز وجل فكل ذلك لا يدخل في هذا الباب .
نضرب مثلاً واقعياً جاء في الحديث الصحيح ( صنفان من أهل النار لم أرهما ، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس و نساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة ألعنوهن فإنهن ملعونات لا يدخلن الجنة و لا يجدن ريحها ، و إن ريحها لتوجد من مسيرة كذا و كذا ) ، وجاء في حديث آخر صحيح وإن ريحها لتوجد من مسيرة مائة عام .
فهنا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : هذه المتبرجة الكاسية العارية إذا رأيتموهن فالعنوهنّ فإنهن ملعونات ، فمن فعل ذلك لا يكون قد خالف هذا الحديث لأن المقصود من الحديث هو إكثار اللعن بغير حق .