الفرق بين حج التمتع وحج القران وبيان أيهما أفضل حفظ
الشيخ : هذا ما أردت أن أذكر به أن يجعل الحاج حجته تمتعاً ليست حجة إفراد وكذلك لا يجعله قرانا وإن كانت حجة القران فيها العمرة لأن القران هو الجمع بين العمرة والحج ولكن حجة القران ليس فيها هذا الفصل بين العمرة والحج الذي هو التمتع المذكور في القرآن (( فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالعُمْرَةِ إِلَى الحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْيِ )) ، القران يلتقي مع التمتع في ناحية ويختلف عنه في ناحية أخرى ، يلتقي معه من حيث الجمع بين الحج والعمرة ويلتقي معه من حيث أنه لا بد من هدي ، والقران فيه شيء من الصعوبة والمشقة ، والله عز وجل كما قال (( يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ )) قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( إني لو استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي ولجعلتها عمرة ) أي عمرة تمتع ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان حجه قران لكنه كان قد ساق الهدي وكان بعض أصحابه الكثيرين الذين حجوا معه قارنين مثله إلا أن هؤلاء القارنين كانوا على نوعين ، منهم وهم الأقل من ساق الهدي كما ساق الرسول عليه السلام من ذي الحليفة والآخرون وهم الأكثرون لم يسوقوا الهدي فأمرهم عليه الصلاة والسلام أمر القارنين فضلا عن المفردين لأنهم لم يسوقوا الهدي أن يفسخوا قرانهم وهديهم المفرد إلى عمرة ، ولما تباطؤوا عليه في أول الأمر قال ( لو استقبلت من أمري ما استدبرت لما سقت الهدي ولجعلتها عمرة ) يعني يحثهم على أن يفسخوا حجهم وقرانهم إلى عمرة والرسول ويواسيهم فيقول لولا أني سقت الهدي لفعلت مثلما آمركم به ، لذلك لا ننصح أيضا أحدا أن يحج حج قران ولو أن فيه العمرة ولو أنه حقق قوله عليه السلام دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة إلا أن فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الذين حجوا حج قران ولم يسوقوا الهدي أن يفسخوا حجهم وقرانهم إلى عمرة ، فنحن لو تصورنا الآن إنسانا يمثل النبي صلى الله عليه وسلم تماما كأبي بكر وغيره من القادة رأى رجلا قد حجّ حج قران ولم يسق الهدي ، ماذا تظنون يقول له ؟ يقول له كما قال النبي صلى الله عليه وسلم إجعلوا حجكم عمرة ولو أني استقبلت من أمري إلى آخر الحديث ، ولذلك فنحن نقتدي به عليه الصلاة والسلام ما استطعنا إلى ذلك سبيلا ولا ننصح لحاج أن يحج حجة قران إلا إذا تصورنا حالة نادرة جدا خاصة في مثل بلادنا هذه ساق الهدي معه على الأقل من ذي الحليفة يسوق الهدي يعني المواشي التي يريد أن يضحي بها لله إلى منى ، هذا شبه خيال بالنسبة لزماننا ... إن تصورنا هذه الصورة فلا نمنع من حجة القران ، لكن لما كان هذا أقرب إلى الخيال منه للواقع لم يبق أمام الحجاج إلا أن يتمتعوا ذلك خير لهم وأيسر وبهذا القدر كفاية .