ما معنى قوله تعالى: " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا " وما هي الإستطاعة وكيف تكون ؟ حفظ
السائل : ما معنى (( مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا )) ما هي الاستطاعة ؟
الشيخ : إن من لطف الله عز وجل بعباده وحكمته في تشريعه أنه يأتي بألفاظ لا يحددها لأن الحكمة تقتضي تركها بغير تحديد ذلك لاختلاف الاستطاعة من إنسان إلى آخر ، وقد قال البعض : تقييد الإستطاعة بأنه من ملك الزاد والراحلة بل زعم ذلك بعضهم حديثا مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وذلك مما لا يصح رفعه إليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، لذلك فالإستطاعة تبقى على إطلاقها فكل إنسان يعرف نفسه إن كان مستطيعا أو لا ، ونحن هنا قد يبلغ عددنا قريبا من مائة شخص كل منا واحد استطاعته ليس كاستطاعة الآخر ، فمن الذي يستطيع أن يقول أن الإستطاعة كذا وكذا، لا إنما هذا كقوله عليه الصلاة والسلام ( صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب ) فمن الذي يحكم لك أو عليك لأنك لمرض ألمّ بك لا تستطيع أن تصلي قائما أو تستطيع أن تصلي قائما لا أحد سوى أنت بعد الله عز وجل فأنت الذي تحكم بالاستطاعة أو بنفيها ، كذلك الاستطاعة المشروعة في آية الحج (( وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا )) ، أما الحديث الذي يقول " من ملك زادا وراحلة ثم لم يحج فليمت إن شاء يهوديا أو نصرانيا أو مجوسيا " فهذا حديث لا يصح رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بل هو حديث ضعيف مرفوعا ، وإنما صح من كلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو موقوف على عمر ، ومع ذلك فلا أحد من الفقهاء يستطيع أن يطبق قول عمر هذا الصحيح عنه رواية على إطلاقه ( من ملك زادا وراحلة ) طيب هو ملك الزاد والراحلة لكن بمجرد أن يركب الراحلة يسقط عنها فهذا وجد الاستطاعة التي هي شرط من شروط وجوب الحج ، ومما يدل على هذا حديث البخاري عن الفضل بن عباس لما سألته الخثعمية قالت إن أبي شيخ كبير لا يثبت على الرحل أفأحج عنه قال ( حجي عنه )، مادام أنه لا يثبت على الرحل حجي عنه لأنه غير
مستطيع . إذن هذه الكلمة كلمة عمر لا يمكن أن تفسر هكذا كما جاءت إلا ... أخرى بها تتحقق الاستطاعة المشروطة في الآية .