ما هو النصاب الذي لا يعذر صاحبه عن ترك الحج، وإذا كان عنده مال وهو غير متزوج فهل الأفضل له تقديم الحج أو الزواج ؟ حفظ
السائل : السؤال الأول ما هو النصاب الذي لا يعذر شخص عن الحج ، وإذا كان عنده مال يكفي لحجته أو لزواجه أيهما يختار شرعا ؟
الشيخ : ما فيه نصاب هنا بالنسبة للذي يجب عليه الحج وإنما كما بحثنا في الدرس الماضي ربنا عز وجل ربط فرضية الحج بالإستطاعة (( وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا )) فالذي يستطيع الحج هذا هو النصاب إذا صح التعبير ، أما النصاب العلمي قليل من المال ، وهنا تختلف القضية إذا كان الإنسان اليوم مثلا الوسائل الميسّرة اليوم والتي إذا توفر وسيلة من هذه الوسائل للمكلف وجب عليه الحج إما بالسيارة وإما بالطائرة وكان قبل سنين الباخرة واليوم لا يوجد من يأتي بالباخرة فبقي لدينا السيارة والطائرة فالسيارة فيما يبدو السفر عليها أرخص قليلا من الطائرة فالذي باستطاعته أن يركب السيارة يوم أو يوم ونصف ذهابا وكذلك إيابا ويتحمّل ذلك وعنده نحو ألف ليرة سوري هذا معناه على حد تعبير السائل ملك النصاب ووجب عليه الحج وليس ضروريا أن يفكر أنه لازم يكون معه مال احتياطي حتى يتصدق به هناك على الفقراء والمساكين ، لا ابدأ بنفسك ثم بمن تعول إبدأ بنفسك وخلّصها من هذا الواجب فحج وأدِّ الفريضة ، إذا كان عندك أموال زائدة فبها لكن لا تؤخر الحج لأنه ليس عندك أموال زائدة بل اضبط حساباتك حتى تجد سيارة ذهابا وإيابا مع بعض الرسوم المعروفة وومعك زايد مائتين ورقة و كنت رجلا قنوعا وتعيش هناك حياة وسط تمشي حالك وتؤدي الفريضة وترجع إلى بلدك وكل مما كنت تأكل واشرب مما كنت تشرب من الأشياء الرخيصة.
إذن (( وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا )) وهذا يختلف من شخص لآخر إنسان يعيش حياة صعبة يستطيع أن يسافر بكل سهولة ويأكل من أبسط الأمور هناك يأكل الخبز هناك لا يجده هنا خبز قمح خالص يشتريه بأغلى الأثمان، أو يعيش حياة رفيعة فيها رفاهية وفيه كذا هذا يحتاج إلى نفقات أكثر من ذلك . إذن ليس هناك حدود كل إنسان في حدود حياته الخاصية . أما أيهما يقدم إذا كان عنده مال محدود هل يقدم الزواج أم الحج ؟ الجواب هذا أيضا يختلف اختلاف الأشخاص ، إذا كان هناك شاب عنده نزعة الشباب وعنده توقان الزواج فهذا يقال له تزوج هنا بالحلال أحسن من أن تتزوج في طريقك إلى بيت الله الحرام بالحرام . إنسان آخر ليس لديه هذه الحرارة إما طبيعة أو فكريا وإما إلى آخره وهو يعلم من نفسه أنه إذا حج يحج كما قال عليه السلام ( من حج لله فلم يرفث و لم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ) فهو يتمكن بهذا من الإلتزام بالحدود فعليه أن يبادر إلى الحج لما ذكرنا في الدرس الماضي (من أراد الحج فليعجل فإنه قد يمرض المريض و تضل الضالة ... ) .