ما مدى صحة هذين الحديثين " بارك الله في المرأة الملساء " " إنكم في زمان من ترك عشرا من دينه هلكن ويأتي زمان من أقام عشرا من دينه أحيا " ؟ حفظ
السائل : هناك حديث لا نعلم صحته يقول ( بارك الله في المرأة الملساء ) فما رأيكم ؟ وهناك أيضا حديث أنكم في زمان ( من ترك عشراً لدينه هلكن وسيأتي زمان من أقام عشراً لدينه فقد حيا ) ، ما مصدره هل هو صحيح أم لا ؟
الشيخ : أما الحديث الأول ( بارك الله في المرأة الملساء ) فهذا حديث لا أصل له في الشرع ولا يمكن أن يوجد في الشرع مثل هذا التبريك ذلك لأن كون المرأة ملساء أو كونها مشعرانية هذا أمر لا ملك ولا طوق ولا اختيار لأهله في أن يكون أملس أو ملساء أو مشعرانيا أو مشعرانية، هذا خلق الله كما قلنا آنفا، وهذا يقابل لبعض الأحاديث الموضوعة التي فيها ذم نوع من البشر كالزنج مثلا ( إياكم والزنج ) ويصفهم بصفات لا يتميز بها الزنج عن البيض مثلا ، ممكن يكون في البيض من هذه الصفات السيئة كما يمكن أن يكون مثل ذلك في الزنوج ، ولذلك فكون الإنسان أملس أو مشعراني ، كونه أبيض الخلقة أو أسود الخلقة هو تماما ككونه طويلا أو قصيرا لا يمدح ولا يذم بشيء من ذلك لا سيما والقضية نسبية كما ذكرت في بعض المجالس أنه نحن ننظر للزنوج نظرة ازدراء لسواد أبدانهن ، وإذا بالعكس الزنوج ينظرون إلى البيض نفس النظرة وهناك عبارة معروفة عندهم يسموهم البرص يعني أبرص ، فهذه قضايا نسبية يستحيل بالنسبة للإسلام الكامل أن يربط مدحا أو قدحا في شيء لا يملكه الإنسان وإنما المدح والقدح والثواب والعقاب فيما يصدر من هذا الإنسان المكلف سواء كان أبيضا أم أسودا أملس أو أشعر .
أما حديث ( أنتم في زمان من ترك فيه عشر ما أُمر به هلك ... ) لى آخر الحديث فهذا حديث رواه الترمذي بإسناد ضعيف وقد رواه بعضهم بلفظ آخر لا يحضرني الآن ولعله مخرج في سلسلة الأحاديث الصحيحة .