هل الأخذ من اللحية بعد القبضة خاص بالحج والعمرة وما تعليقكم على بعض الآثار التي يفهم منها أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأخذ من لحيته ؟ حفظ
السائل : هل القبضة للاستحباب ؟
الشيخ : الجواب ما سمعت !
السائل : لأنهم الذين يستدلون بإسبال اللحية وعدم جواز قصها يقولون النبي صلى الله عليه وسلم لحيته تملأ نحره وكان صلى الله عليه وسلم عندما دخل أظن غزوة تبوك ... كانت لحيته تصل إلى رحله أو كذا فيكف نقول ؟
أبو مالك : مش تبوك ، الفتح كان يطأطأ رأسه وإن ... لتصل إلى رحله .
السائل : هل هذا ... طول لحيته ؟
سائل آخر : ... .
الشيخ : أنا بكل صراحة ما فهمت السؤال لأنه بالأول فهمت السؤال يبدو خطأ فهل تستطيع أن تعيد سؤالك ؟
السائل : يعني ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما كانا يأخذان من لحاهما دوما أم أحيانا وكان تطول لحاهم ثم تطول ثم يقبضون القبضة ويقصونها ؟
الشيخ : طيب أنا فاهم سؤال .
أبو مالك : ولعله كمان يتبع هذا السؤال بسؤال آخر ما دام هو يقول دوما لعله ... .
السائل : في بعض الأحيان عندما تطول ... .
أبو مالك : أقصد يعني وهل كانت هذه الأحيان لا تتعدى التحلل من النسك أم تتعداه ؟
السائل : مثلا كذا ؟
الشيخ : أما الجواب عن هذا السؤال نعم يتعدى النسك ، لأنه بالنسبة لأبي هريرة والسلف الآخرين الذين ثبت عنهم الأخذ من اللحية ليس فيها ذكر النسك ... أما بالنسبة لابن عمر فعنه روايتان رواية تذكر الحج والعمرة ورواية تطلق ولا تذكر الحج والعمرة ، وذكر الحج والعمرة ليس قيداً وإنما لمناسبة كما يحلق الإنسان رأسه أو يقصّر من شعره بمناسبة الحج والعمرة فذلك لا يعني أنه لا يحلق ولا يقص مطلقاً إلا إذا حج أو اعتمر .
هذا الجواب بالنسبة للأثر الذي أشار إليه ... أما بالنسبة لسؤالك فنحن نقول هل تعني تلك الآثار التي أشرت إليها عن ابن عمر أو أبي هريرة وغيرهم أنهم فعلوا ذلك مرة واحدة أم يمكن أن نفهم أكثر من مرة واحدة ؟
السائل : يمكن أن نفهم أكثر من مرة واحدة .
الشيخ : كويس وهو كذلك فإذا فهمنا أنه أكثر من مرة فماذا بقي في السؤال، لأنه إذا قلت أكثر من مرة هذه المرّات لا تحدد إلا في حدود الرجل الذي طالت لحيته ، فَرُبَّ إنسان شعره غزير ويطول بسرعة ورب شخص آخر ليس كذلك ، وأنا أضرب لك مثلا لحكم آخر و أوضح مما نحن فيه الآن :
لعلنا جميعاً نذكر قول الرسول عليه السلام ( إن اليهود و النصارى لا يصبغون شعورهم فخالفوهم ) ، أنا مثلاً أصبغ وربما تراني الآن صابغ أو ما ترى الشيب فتظنني أشقر هكذا ، لا أنا أبشّرك بأني صابغ اتباعاً لهذا الحديث لكن أحيانا لا أصبغ ، فبعض الناس يروني وخاصة لما أذكر هذا الحديث يقولون لي لا نراك مطبقا لهذا الحديث فأقول لهم أنا لا أضع دأبي بدأب لحيتي ، يعني كلما رأيتها رجعت لسجيتها ولشيبها أقوم بصبغها ، لا وإنما على اليسر ، فهمت قصدي من المثال إذن يمكن الآن تكون لحيتي أطول قليلا فأنا لا أضع دأبي بدأبها لكن لما أنتبه لها أنها طالت أكثر من اللازم أقصّها وهكذا الجواب فلعل ... .