سافرت إلى منطقة قريبة من بلدي ونزلت عند قريب لي مع أن مدة جلوسي قد تكون أيام فهل أجمع أو أقصر ؟ حفظ
السائل : سافرت في منطقة ليست بيتي من العقبة أسكن فندق أو أي مكان ثاني أو عند رحمي شخص قريب والمدة الزمنية تختلف هل أجمع و أقصر ؟
الشيخ : تنظر إلى حالتك وقت نزولك في الفندق أو عند صاحب لك ، إن كنت لا تزال في حالة السفر لم تنو الإقامة للراحة والاستجمام ونحو ذلك فأنت كما قال تعالى (( فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ )) ، المهم أن تلاحظ وضعك فإذا كنت على سفر فأنت تقصر وإن كنت استقررت وأجمعت الإقامة في المكان الذي فيه نزلت فتصلي تماماً والأمر .
السائل : ما فيه عدد من الأيام ! بدي أقيم ثلاثة أربعة أيام فقط للراحة والاستجمام يعني ؟
الشيخ : لا يوجد تحديد للأيام وإنما الأمر كما قال صلى الله عليه وسلم ( إنما الأعمال بالنيات) ، نويت الإقامة لا تنظر إلى الأيام لأن الإنسان إنما ينوي الإقامة للراحة ، أما الذي يكون على عمل وله أعمال يتابعها فهو مسافر مهما كثرت الأيام والعكس بالعكس تماماً لأن الحقيقة أن مسألة السفر سواءً من حيث قطع المسافة من بلد إلى آخر ومن حيث الأيام التي يقيمها في البلد التي يقيمها في البلد الآخر مسألة فيها خلاف كبير جداً بين العلماء وليس هناك نصٌ يرفع هذا الخلاف إلا الرجوع للعرف الذي ربط الله تعالى به أحكاماً كثيرة ومنها الآية التي ذكرتها آنفاً وهي قوله تعالى (( فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ )) وهنا في الآية لفظان أحدهما ما نحن في صدده وهو السفر والآخر المرض ، وقد ربط الله عز وجل في كل من اللفظين حكم الصيام أو الإفطار فقال (( فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ )) فيفطر ويقضي أياماً أخر ، هذا معنى الآية ، لكن من معنى الآية فعدة من أيام أخر وجوباً لقضائها لكن لا يفطر وجوباً ، يعني إذا كان مسافراً لا يقال يجب عليه أن يفطر وإنما هذا يعود إليه كما جاء في حديث حمزة الأسلمي أنه سأل النبي الله صلى الله عليه و سلم وقال يا رسول الله أنا رجل كثير الأسفار ويدركني هذا الشهر شهر رمضان أأصوم أم أفطر فقال ( إن شئت فصم وإن شئت فأفطر ) .
فهذا المسافر إذا آثر الإفطار فعد من أيام أخر أما إذا لم يجد حرجاً في الصيام فليس عليه شيء إنما يصوم كالمقيم .
الأمر الآخر هو المرض (( فمن كان منكم مريضا ))، هل هذا المريض الذي عرض له المرض في شهر الصيام لا يجوز له أن يفطر حتى يذهب إلى الطبيب ويأخذ منه تقرير بأنه مريض ؟ الجواب لا ، كيف إذن ؟ المكلف يحكم بنفسه على نفسه فهو أدرى بنفسه من غيره هل هو عليل أم مريض وعلى ذلك يمشي .
قصدي أن هذين اللفظين في الآية الكريمة أطلقهما الله تبارك وتعالى وما قيّد لا في الكتاب ولا في السنة ، ولذلك من كان مريضا كيف نعرف أنه مريض ، ليس من الضروري أنت تعرف المهم أنه هو يعرف ، هل الإنسان يجهل نفسه ؟ الجواب لا . إذن إذا رأى نفسه مريضاّ أفطر ، ولو قال له الطبيب أنت مريض وهو لا يشعر بهذا المرض إذن لا يتبنى رأي الطبيب وإنما يحكم بنفسه على نفسه كما قال ربنا عزوجل (( بَلِ الإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ )).
إذن هذا الإطلاق يعني توكيل الأمر إلى المكلفين ، كذلك يقال بالنسبة للمسافرين ، ولا بد أن أذكر لكم مثلا طريفاً بالنسبة للمريض في رمضان :
لا بد أنكم تسمعون بمحمد بن سيرين ، هذا من كبار علماء التابعين ومن المكثرين من الرواية عن أبي هريرة رضي الله عنه بخاصة . هذا الرجل الفاضل رؤي في رمضان مفطراً فاستغرب الراؤون له مفطراً فأشار إليهم ، يعني إصبعه تؤلمه فاعتبر نفسه مريضاً فأفطر .
إذن الإنسان هو الذي يحكم بنفسه على نفسه .
لإتمام بعض البحث السابق قد يخرج رجلان من بلد إلى بلد آخر وهما مسافران لكن حينما يدخلان البلد الآخر أحدهما مسافراً يبقى مسافراً والآخر يعتبر مقيماً مثلك أنت ، الذي معك لا يزال مسافراً لأنه لم ينزل في بيت آخر له أما أنت نزلت في بيتك الآخر فأنت مقيم وذاك مسافر وكلاكما خرج من بلد ونزل في بلد ، بل قد يخرجان من بلد أحدهما مسافراً والآخر ليس مسافراً ، كيف ؟ هو لم ينو السفر كما نواه الآخر ،وقد ضرب لهذا النوع الثاني شيخ الإسلام ابن تيمية مثلاً رائعاً جداً :
تسمعون ببلدة حلب في سوريا بين دمشق وحلب نحو أربعمائة كيلومتر ، فتصور شيخ الإسلام ابن تيمية رجلاً خرج من دمشق ليس مسافراً ، هذا أولاً يعني هو لم ينو السفر وإنما مصطاداً ليصداد، خرج من دمشق إلى الغوطة إلى قرية قريبة من دمشق مثلاً عندنا اسمها جوبر ، ما وجد صيداً فمشى من جوبر إلى حرستة وهكذا تابع الطريق من حرستا إلى دومة إلى ... إلى ... إلى ، يقول شيخ الإسلام وصل إلى حلب .
السائل : أربعمائة كيلو مشى .
الشيخ : أربعمائة نعم يعني دمشق كما تعلمون عاصمة سوريا حلب في الشمال يعني بينها وبين حدود تركية مسافات قريبة جدا المهم هذا الرجل قطع أربعمائة كيلومتر وهو ليس مسافراً ، لماذا ؟ أولاً لم ينو عند خروجه السفر ، صحيح أنه قطع مسافة سفر ولكنه لم يقطعها وهو مسافرا وإنما وهو مصطاد ، وهكذا المسائل فيها تنوع وفيها دقة ويعود الأمر إلى قوله تعالى (( بَلِ الإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ )) .
الشيخ : تنظر إلى حالتك وقت نزولك في الفندق أو عند صاحب لك ، إن كنت لا تزال في حالة السفر لم تنو الإقامة للراحة والاستجمام ونحو ذلك فأنت كما قال تعالى (( فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ )) ، المهم أن تلاحظ وضعك فإذا كنت على سفر فأنت تقصر وإن كنت استقررت وأجمعت الإقامة في المكان الذي فيه نزلت فتصلي تماماً والأمر .
السائل : ما فيه عدد من الأيام ! بدي أقيم ثلاثة أربعة أيام فقط للراحة والاستجمام يعني ؟
الشيخ : لا يوجد تحديد للأيام وإنما الأمر كما قال صلى الله عليه وسلم ( إنما الأعمال بالنيات) ، نويت الإقامة لا تنظر إلى الأيام لأن الإنسان إنما ينوي الإقامة للراحة ، أما الذي يكون على عمل وله أعمال يتابعها فهو مسافر مهما كثرت الأيام والعكس بالعكس تماماً لأن الحقيقة أن مسألة السفر سواءً من حيث قطع المسافة من بلد إلى آخر ومن حيث الأيام التي يقيمها في البلد التي يقيمها في البلد الآخر مسألة فيها خلاف كبير جداً بين العلماء وليس هناك نصٌ يرفع هذا الخلاف إلا الرجوع للعرف الذي ربط الله تعالى به أحكاماً كثيرة ومنها الآية التي ذكرتها آنفاً وهي قوله تعالى (( فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ )) وهنا في الآية لفظان أحدهما ما نحن في صدده وهو السفر والآخر المرض ، وقد ربط الله عز وجل في كل من اللفظين حكم الصيام أو الإفطار فقال (( فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ )) فيفطر ويقضي أياماً أخر ، هذا معنى الآية ، لكن من معنى الآية فعدة من أيام أخر وجوباً لقضائها لكن لا يفطر وجوباً ، يعني إذا كان مسافراً لا يقال يجب عليه أن يفطر وإنما هذا يعود إليه كما جاء في حديث حمزة الأسلمي أنه سأل النبي الله صلى الله عليه و سلم وقال يا رسول الله أنا رجل كثير الأسفار ويدركني هذا الشهر شهر رمضان أأصوم أم أفطر فقال ( إن شئت فصم وإن شئت فأفطر ) .
فهذا المسافر إذا آثر الإفطار فعد من أيام أخر أما إذا لم يجد حرجاً في الصيام فليس عليه شيء إنما يصوم كالمقيم .
الأمر الآخر هو المرض (( فمن كان منكم مريضا ))، هل هذا المريض الذي عرض له المرض في شهر الصيام لا يجوز له أن يفطر حتى يذهب إلى الطبيب ويأخذ منه تقرير بأنه مريض ؟ الجواب لا ، كيف إذن ؟ المكلف يحكم بنفسه على نفسه فهو أدرى بنفسه من غيره هل هو عليل أم مريض وعلى ذلك يمشي .
قصدي أن هذين اللفظين في الآية الكريمة أطلقهما الله تبارك وتعالى وما قيّد لا في الكتاب ولا في السنة ، ولذلك من كان مريضا كيف نعرف أنه مريض ، ليس من الضروري أنت تعرف المهم أنه هو يعرف ، هل الإنسان يجهل نفسه ؟ الجواب لا . إذن إذا رأى نفسه مريضاّ أفطر ، ولو قال له الطبيب أنت مريض وهو لا يشعر بهذا المرض إذن لا يتبنى رأي الطبيب وإنما يحكم بنفسه على نفسه كما قال ربنا عزوجل (( بَلِ الإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ )).
إذن هذا الإطلاق يعني توكيل الأمر إلى المكلفين ، كذلك يقال بالنسبة للمسافرين ، ولا بد أن أذكر لكم مثلا طريفاً بالنسبة للمريض في رمضان :
لا بد أنكم تسمعون بمحمد بن سيرين ، هذا من كبار علماء التابعين ومن المكثرين من الرواية عن أبي هريرة رضي الله عنه بخاصة . هذا الرجل الفاضل رؤي في رمضان مفطراً فاستغرب الراؤون له مفطراً فأشار إليهم ، يعني إصبعه تؤلمه فاعتبر نفسه مريضاً فأفطر .
إذن الإنسان هو الذي يحكم بنفسه على نفسه .
لإتمام بعض البحث السابق قد يخرج رجلان من بلد إلى بلد آخر وهما مسافران لكن حينما يدخلان البلد الآخر أحدهما مسافراً يبقى مسافراً والآخر يعتبر مقيماً مثلك أنت ، الذي معك لا يزال مسافراً لأنه لم ينزل في بيت آخر له أما أنت نزلت في بيتك الآخر فأنت مقيم وذاك مسافر وكلاكما خرج من بلد ونزل في بلد ، بل قد يخرجان من بلد أحدهما مسافراً والآخر ليس مسافراً ، كيف ؟ هو لم ينو السفر كما نواه الآخر ،وقد ضرب لهذا النوع الثاني شيخ الإسلام ابن تيمية مثلاً رائعاً جداً :
تسمعون ببلدة حلب في سوريا بين دمشق وحلب نحو أربعمائة كيلومتر ، فتصور شيخ الإسلام ابن تيمية رجلاً خرج من دمشق ليس مسافراً ، هذا أولاً يعني هو لم ينو السفر وإنما مصطاداً ليصداد، خرج من دمشق إلى الغوطة إلى قرية قريبة من دمشق مثلاً عندنا اسمها جوبر ، ما وجد صيداً فمشى من جوبر إلى حرستة وهكذا تابع الطريق من حرستا إلى دومة إلى ... إلى ... إلى ، يقول شيخ الإسلام وصل إلى حلب .
السائل : أربعمائة كيلو مشى .
الشيخ : أربعمائة نعم يعني دمشق كما تعلمون عاصمة سوريا حلب في الشمال يعني بينها وبين حدود تركية مسافات قريبة جدا المهم هذا الرجل قطع أربعمائة كيلومتر وهو ليس مسافراً ، لماذا ؟ أولاً لم ينو عند خروجه السفر ، صحيح أنه قطع مسافة سفر ولكنه لم يقطعها وهو مسافرا وإنما وهو مصطاد ، وهكذا المسائل فيها تنوع وفيها دقة ويعود الأمر إلى قوله تعالى (( بَلِ الإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ )) .