كيف نرد على من يقول أن الله ليس في الأرض و لا في السماء ؟ حفظ
السائل : ... .
الشيخ : ... خطر في بالي وأنت تحدثنا عن ذاك الدكتور الذي زعم بأنه لا يقول بأن الله عز وجل في السماء كما أنه لا يقول أن الله عز وجل في الأرض ، قلت عنه لا يقول بأن الله في الأرض لأنه يعتقد الحلول لكن ما فهمنا منك عنه لماذا لا يقول كما قال الله عز وجل (( أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ُ)) لنفس العلة أم لعلة أخرى إما ما أسمعتنا إيّاها أو نحن ما سمعناها ؟
السائل : هو يقول إن الآيات التي ذكرت في العلو إنما هي في الصفات وليست في الذات هذا تفصيل .
الشيخ : لا تحيد أنا ححدت لك الآية لماذا لا يقول كما قال الله (( أأمنتم من في السماء )) ما هو المحظور عنده عرفنا المحظور عنده لكونه لا يقول الله في الأرض لا يقول هذا وهذا هو الحق بلا شك نقلا وعقلا لكن سؤالي لماذا لا يقول كما قال الله (( أأمنتم من في السماء )) لماذا لا يقول بما قال الله يعني شو وجهة نظرك ما هو تأويله هل عرفته عنه أو لا أنا أريد أن أعرف الجواب لإنصاف الرجل وإلا الكلمة التي في نفسي لا تتوقف على هذه المعرفة فما هو الجواب ؟
السائل : شيخنا هو ذكر في كتابه حتى ما ... .
الشيخ : أرجوك ما تحيد !
السائل : جيد يتكلم عن الآية هذه وما شابها التي تتحدث في العلو وتتحدث عن العلو !
الشيخ : هذه الآية لا تتحدث عن العلو في ظاهرها ماذا يكون معناها ؟
السائل : قال بمعنى ... يقول عنها يعني بالضبط كهذه الآية ما أعرف !
الشيخ : سامحك الله ما استفدنا شيئا الأول قلت لك وثاني مرة قلت لك عن الآية ... .
السائل : ... .
الشيخ : يا أخي أنت بدأت الحديث عن الآيات فأرجعت ... عفا الله عما سلف شوفوا يا أخواننا هذه الآية إما أن تفسّر على ظاهرها : (( في )) كما تعلمنا من علماء اللغة ظرفية ، فإما أن تبقى على ظرفيتها وإما أن تخرج عن هذا المعنى فتفسر بمعنى على ، فإذا فسرت بمعنى على حينئذ لا تكون السماء ظرفية لله كما أن الأرض ليست ظرفية لله ، فإذا كان المشكل عند ذاك الدكتور هو أنه وقف عند ظاهر الآية ، (( في )) هذه ظرفية في اللغة العربية ، فإذن لا فرق عنده بين من يقول الله في الأرض أو الله في السماء لأن الله أكبر من كل ذلك وهذه حقيقة ، إذن كيف نفسر الآية ؟ الجواب بناءً على أنها في ظرفية ، نقول إذا أبقينا في ظرفية نفسر السماء بمعنى العلو المطلق وليس بالسماء المسبوقة التي هي سبع سماوات ، حينئذ يطيح الإشكال من أصله لأن الإشكال على أساس في السماء أي هذه السماء التي هي خلق من خلق الله كالأرض ، فكما أنه ليس في الأرض فهو ليس في السماء ، فلما يزول الإشكال ينفون ويقولون لا الله ليس في السماء ،أولا أدباً مع الكلام الإلهي لا يجوز أن يقال هذا الكلام لكن الواجب هو فهم الآية القرآنية فهماً صحيحاً ، فأول تفسير لها على أساس إبقاء " في " على بابها بهذه الحالة نفسر السماء باللغة العربية أيضاً معناه العلو المطلق ، إذن إذا قلنا إن الله عزوجل في العلو المطلق معناه ليس بمخلوق ، طاح الإشكال ولا يستوي حينئذ القول بأن الله في السماء كالقول المنفي بأن الله في الأرض ، أولاً لأنه ليس عندنا في الكتاب ولا في السنة بأن الله في الأرض هذا أولا لا يستوي أن نقول الله في السماء بأن نقول الله في الأرض لأن هذا ليس منقولا ، ثانياً المعنى الذي فسرناه آنفا لا محظور منه كما يترتب المحظور على قولنا الله في الأرض ، هذا إذا فسرنا في وجعلناها على بابها يكون فسرنا السماء بمعنى العلو المطلق، حينئذ تلتقي الآيات الأخرى التي تثبت العلو لله عز وجل مع هذه الآية .
وإما أن نقول هنا في بمعنى على وكما يقولون أيضا كما تعلمنا من أهل العلم أن حروف الجر يقوم بعضها مقام بعض خاصة في مثل هذا المكان فيقال الله في السماء بمعنى على ، فهنا في بمحل على ، وهذا له شواهد كثيرة في الكتاب والسنة ، فآية ((وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ ))، (( سِيرُوا فِي الأَرْضِ )) ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ). فمن في الأرض لا يعني جوف الأرض وإنما على الأرض ، يرحمكم من في السماء لا يعني من هو في جوف السّماء المخلوقة وإنما على السّماء ، ولهذا السبب تجد المعطلة في العصر الحاضر وعلى رأسهم هذا السّخّاف بحق من سماه سخافا ينكر صحة هذا الحديث لأنه بالنسبة إليه قاصمة ظهره لأن ارحموا من في الأرض لا يقدر أن يفسرها في بمعنى الديدان والحشرات التي في الأرض وإنما هذه الأنعام التي ذلّلها الله لنا وخلقها من أجلنا فارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ، فكما أن : ( من في ) هنا تعني على كذلك ( يرحمكم من في السماء ) تعني على ، لذلك صبّ جهده لتضعيف هذا الحديث علماً بأنه صححه حتى الذين هم سبقوه إلى مثل هذا التعطيل ، لأنه حديثياً ما وجدوا سبيلاً إلى تضعيفه ... حتى الغماريين الذي هو ذنب لهم هم يصححون هذا الحديث .
السائل : شيخنا الكوثري ينكر صحة نسبة هذا الحديث يقول النسحخ الصحيحة لمسلم لا يوجد فيها هذا الحديث .
الشيخ : ذهب ... إلى غير حديثي أنت ذهب بالك إلى حديث الجارية ! أنا ما طرقت حديث الجارية المهم هذا الحديث صححه جمع وهذا أنكر صحته لأنه أقوى في الدلالة من حديث الجارية الآن الأستاذ له فضل ذكرني بحديث الجارية ، هذا أصرح في الدلالة على المعنى الصحيح للآية لأن حديث الجارية قال لها ( أين الله ) قالت في السماء ، فهي أجابت بالجواب القرآني ، لكن هي عربية هي تفهم ما معنى في ليس معناها الديدان في جحورها و و إلى آخره ، لا ، المهم هذا الحديث : ( ارحموا من في الأرض أي من على الأرض يرحمكم من في السماء ) أي من على السماء إلى هنا انتهى ما أردت أن أقوله تعليقا على ما قد تسمعنا من تأويل من ذلك الدكتور على هذه الآية لكن الذي أريد أن أقوله أن هذا الدكتور وأمثاله خطأهم يأتي من التفسير الأول ل " في " أي على بابها ثم غفلتهم عن المعنى الأصلي لكلمة السماء وهو العلو ، فلمّا يقعون في هذه الغفلة ينظرون فيقولون نحن لا نستطيع أن نقول إن الله في جوف السماء أي السماء المخلوقة تحيط به، نحن معهم في هذا لكن هم يضلون عن الحق بفهمهم الباطل وإعراضهم عنه ثم لا يجدون لهم مأوىً في معرفة الرأي أو الفهم الصحيح ، لماذا ؟ لأنهم يفهمون أيضاً أننا حينما نفسر على السماء فالمشكلة قائمة بالنسبة إليهم وإلى أذهانهم لأنهم يتوهمون أن فوق السماء هو العرش وفوق العرش إذا قلنا الله على العرش استوى كما قال الله وفسرناها بمعنى على كما هو التفسير السلفي إذن أيضاً حشتره في مكان وهنا يبدأ ضلالهم ، فالذي أريد التذكير به الآن هو ألا نتورط بفهم خطأ فتصور بأن آية (( أأمنتم من في السماء )) تعني أن الله بذاته في جوف السماء ، لا ، وإنما الله بذاته فوق العلو المطلق والعلو المطلق فوق العرش ، فوق العرش لا مكان ، من هنا هم ضلوا فيتوهمون أن فوق العرش مكان فإذن جعلناه في مكان ولا فرق حينذاك بين مكان فوق العرش بين مكان فوق السموات السبع بين مكان فوق السماء الدنيا أو في السماء الدنيا أو على الأرض أو في الأرض فكله لا يليق بالله عز وجل نقول كله لا يليق إلا فوقية العرش لأن فوق العرش لا مكان ، ونحن نعلم كما هم يعلمون ولكنهم يغفلون أو يتغافلون : ( كان الله ولا شيء معه ) ، فحينما كان الله ولا شيء معه نحن وإيّاهم متفقون أو هم معنا متفقون أن الله حينما كان ولم يخلق شيئاً لم يكن في مكان ، وإذ سمّى أحدٌ ذلك الجو - أسميه مكان أنا لأن يكون إعادة ألفاظا - إذ سمّى أحدٌ ذلك الجو الذي كان الله فيه مكاناً فهذا اصطلاح لأن المكان مشتق من الكون (( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )) فالله كان ولا شيء معه ثم خلق الخلق ، بوجود الخلق وبخلق الخلق وجد المكان لكن الله ما وجد في هذا المكان لأن الله كان قبل المكان وكان قبل الزمان ، فإذن إذا قلنا الرحمن على العرش استوى وأوردنا كل الآيات والأحاديث التي تثبت صفة العلو فذلك لا يعني أننا نجعل لله مكانا ولا يعني أننا جعلناه مظروفاً لشيء مخلوق بالتالي لا يعني ما ينسبه إلينا هذا السّخّاف وأمثاله بأننا جسّمناه ، سبحان الله هل جسّمتموه أنتم حينما قلتم معنا أنه كان الله ولا شيء معه هل كان جسماً ؟ (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ )) فمن هذه الحيثية الآن كما كان من حيثية أنه لا جسم وأنه ليس كمثله شيء ، هو الآن أي بعد خلق الكون كما كان قبل خلق الكون ، كل ما في الأمر أننا نحن نختلف عن هؤلاء الضالين لأننا نثبت وجود رب العالمين فوق المخلوقات فوق العرش استوى ، أما هم فيكفي ما قال ذلك الأمير العاقل حينما سمع المشايخ المعادين لدعوة الحق دعوة السّلف دعوة ابن تيمية رحمه الله التي أحياها بجهاده ، ابن تيمية هذه خلاصة آراءه أما أولئك فقالوا لا الله منزّه عن المكان الله لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا يسار ولا أمام ولا خلف لا داخل العالم ولا خارجه ، قال ذلك الأمير هؤلاء قوم أضاعوا ربهم ، فعلاً أنا أقول لو قيل لأفصح من نطق بالضاد صف لنا المعدوم لا يستطيع أن يصفه إلا بما يصف هؤلاء المهابيل ربهم ...، أمام هذه الحقائق أي لا يستطيع أن يقول كما تقول المعتزلة وكما تقول الأشاعرة وكما تقول الماتريدية أن الله في كل مكان ، هذا أسخف ما يمكن أن يقال بالنسبة لرب العالمين المنزّه .
هذا السّخّاف وبعض شيوخه وجد أن هذا الكلام غير مقبول فماذا يقول ؟ يقول هو موجود في غير مكان ؟ تدليس خبيث ، هو موجود بغير مكان ، لكن سله أين هو؟ لا جواب ولذلك يضعّفون حديث الجارية لأنه فيه سؤال أين الله ؟ الجواب في السماء ، فهم يقولون إن الله عز وجل موجود لكن بغير مكان ، حقيقة هذا الجواب هو المصير إلى ما ذكرناه من أقوال أولئك المهابيل لا فوق لا تحت لا يمين لا يسار إلى آخر الكليشة ، ولذلك هذا السّخّاف إذا ابتليتم به أو ببعض أذنابه فاعرفوا كيف تأكلون الكتف ، فلمّا يقول لكم موجود ليس في مكان ، طيب أين هو ؟ يقول لك هذا السؤال لا يصح ، لماذا لا يصح وقد صح في الحديث الصحيح ؟ يقول هذا حديث ضعيف ، من الذي ضعّفه ؟ دجّال آخر الزمان وهو السّخّاف ، لكن هو حقيقة هو مسبوق بالكوثري ، وأنا رددت على الكوثري في مقدمة شرح الطحاوية لأن هذا المعروف بأبي غدّة والذي ينتسب إلى الكوثري من شدة عماه به وتقليده إيّاه ينتمي إلى مذهبه فيقول الكوثري فكان أخذ عليّ بعض المآخذ الشكلية أنه أنا أقول صحيح أخرجه البخاري ومسلم صحيح أخرجه البخاري هذا معناه أن الحديث لا يكون صحيحاً حتى يصححه الألباني .
إذن معنى هذا أن هناك أحاديث كثيرة يضعّفها الألباني مما رواه البخاري ومسلم ، فأنا صفعته تلك الصفعة أنظر شيخك الكوثري يصرّح الحديث الفلاني والحديث الفلاني والحديث الفلاني بالرغم من رواية الشيخين أو أحدهما هو حديث ضعيف
... فالشاهد الكوثري يضعّف هذا الحديث حديث الجارية والغماري هذا المسمى بعبد الله أيضا يضعّف هذا الحديث ، ومن أسوأ ما قرأت أخيراً في تفسير البحر المحيط لأبي حيان أنه فسر الآية السابقة (( أأمنتم من في السماء )) أأمنتم أيها المشركون من في السماء بزعمكم ، يعني الإنسان يحتار كيف أنه علماء كبار يقعون في مثل هذا التأويل بل التعطيل .
السائل : شيخنا أفضتم في إشكال في الظرفية وعيب ما وقع فيه الرازي ، الرازي وقع إشكال عظيم وصفحات طويلة في تفسير الآية وقال في ظرفية وبدأ ينفي أو يكون المراد هو الله عز وجل وقال هو أمر الله أو ملائكة الله ... .
الشيخ : ... خطر في بالي وأنت تحدثنا عن ذاك الدكتور الذي زعم بأنه لا يقول بأن الله عز وجل في السماء كما أنه لا يقول أن الله عز وجل في الأرض ، قلت عنه لا يقول بأن الله في الأرض لأنه يعتقد الحلول لكن ما فهمنا منك عنه لماذا لا يقول كما قال الله عز وجل (( أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ُ)) لنفس العلة أم لعلة أخرى إما ما أسمعتنا إيّاها أو نحن ما سمعناها ؟
السائل : هو يقول إن الآيات التي ذكرت في العلو إنما هي في الصفات وليست في الذات هذا تفصيل .
الشيخ : لا تحيد أنا ححدت لك الآية لماذا لا يقول كما قال الله (( أأمنتم من في السماء )) ما هو المحظور عنده عرفنا المحظور عنده لكونه لا يقول الله في الأرض لا يقول هذا وهذا هو الحق بلا شك نقلا وعقلا لكن سؤالي لماذا لا يقول كما قال الله (( أأمنتم من في السماء )) لماذا لا يقول بما قال الله يعني شو وجهة نظرك ما هو تأويله هل عرفته عنه أو لا أنا أريد أن أعرف الجواب لإنصاف الرجل وإلا الكلمة التي في نفسي لا تتوقف على هذه المعرفة فما هو الجواب ؟
السائل : شيخنا هو ذكر في كتابه حتى ما ... .
الشيخ : أرجوك ما تحيد !
السائل : جيد يتكلم عن الآية هذه وما شابها التي تتحدث في العلو وتتحدث عن العلو !
الشيخ : هذه الآية لا تتحدث عن العلو في ظاهرها ماذا يكون معناها ؟
السائل : قال بمعنى ... يقول عنها يعني بالضبط كهذه الآية ما أعرف !
الشيخ : سامحك الله ما استفدنا شيئا الأول قلت لك وثاني مرة قلت لك عن الآية ... .
السائل : ... .
الشيخ : يا أخي أنت بدأت الحديث عن الآيات فأرجعت ... عفا الله عما سلف شوفوا يا أخواننا هذه الآية إما أن تفسّر على ظاهرها : (( في )) كما تعلمنا من علماء اللغة ظرفية ، فإما أن تبقى على ظرفيتها وإما أن تخرج عن هذا المعنى فتفسر بمعنى على ، فإذا فسرت بمعنى على حينئذ لا تكون السماء ظرفية لله كما أن الأرض ليست ظرفية لله ، فإذا كان المشكل عند ذاك الدكتور هو أنه وقف عند ظاهر الآية ، (( في )) هذه ظرفية في اللغة العربية ، فإذن لا فرق عنده بين من يقول الله في الأرض أو الله في السماء لأن الله أكبر من كل ذلك وهذه حقيقة ، إذن كيف نفسر الآية ؟ الجواب بناءً على أنها في ظرفية ، نقول إذا أبقينا في ظرفية نفسر السماء بمعنى العلو المطلق وليس بالسماء المسبوقة التي هي سبع سماوات ، حينئذ يطيح الإشكال من أصله لأن الإشكال على أساس في السماء أي هذه السماء التي هي خلق من خلق الله كالأرض ، فكما أنه ليس في الأرض فهو ليس في السماء ، فلما يزول الإشكال ينفون ويقولون لا الله ليس في السماء ،أولا أدباً مع الكلام الإلهي لا يجوز أن يقال هذا الكلام لكن الواجب هو فهم الآية القرآنية فهماً صحيحاً ، فأول تفسير لها على أساس إبقاء " في " على بابها بهذه الحالة نفسر السماء باللغة العربية أيضاً معناه العلو المطلق ، إذن إذا قلنا إن الله عزوجل في العلو المطلق معناه ليس بمخلوق ، طاح الإشكال ولا يستوي حينئذ القول بأن الله في السماء كالقول المنفي بأن الله في الأرض ، أولاً لأنه ليس عندنا في الكتاب ولا في السنة بأن الله في الأرض هذا أولا لا يستوي أن نقول الله في السماء بأن نقول الله في الأرض لأن هذا ليس منقولا ، ثانياً المعنى الذي فسرناه آنفا لا محظور منه كما يترتب المحظور على قولنا الله في الأرض ، هذا إذا فسرنا في وجعلناها على بابها يكون فسرنا السماء بمعنى العلو المطلق، حينئذ تلتقي الآيات الأخرى التي تثبت العلو لله عز وجل مع هذه الآية .
وإما أن نقول هنا في بمعنى على وكما يقولون أيضا كما تعلمنا من أهل العلم أن حروف الجر يقوم بعضها مقام بعض خاصة في مثل هذا المكان فيقال الله في السماء بمعنى على ، فهنا في بمحل على ، وهذا له شواهد كثيرة في الكتاب والسنة ، فآية ((وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ ))، (( سِيرُوا فِي الأَرْضِ )) ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ). فمن في الأرض لا يعني جوف الأرض وإنما على الأرض ، يرحمكم من في السماء لا يعني من هو في جوف السّماء المخلوقة وإنما على السّماء ، ولهذا السبب تجد المعطلة في العصر الحاضر وعلى رأسهم هذا السّخّاف بحق من سماه سخافا ينكر صحة هذا الحديث لأنه بالنسبة إليه قاصمة ظهره لأن ارحموا من في الأرض لا يقدر أن يفسرها في بمعنى الديدان والحشرات التي في الأرض وإنما هذه الأنعام التي ذلّلها الله لنا وخلقها من أجلنا فارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ، فكما أن : ( من في ) هنا تعني على كذلك ( يرحمكم من في السماء ) تعني على ، لذلك صبّ جهده لتضعيف هذا الحديث علماً بأنه صححه حتى الذين هم سبقوه إلى مثل هذا التعطيل ، لأنه حديثياً ما وجدوا سبيلاً إلى تضعيفه ... حتى الغماريين الذي هو ذنب لهم هم يصححون هذا الحديث .
السائل : شيخنا الكوثري ينكر صحة نسبة هذا الحديث يقول النسحخ الصحيحة لمسلم لا يوجد فيها هذا الحديث .
الشيخ : ذهب ... إلى غير حديثي أنت ذهب بالك إلى حديث الجارية ! أنا ما طرقت حديث الجارية المهم هذا الحديث صححه جمع وهذا أنكر صحته لأنه أقوى في الدلالة من حديث الجارية الآن الأستاذ له فضل ذكرني بحديث الجارية ، هذا أصرح في الدلالة على المعنى الصحيح للآية لأن حديث الجارية قال لها ( أين الله ) قالت في السماء ، فهي أجابت بالجواب القرآني ، لكن هي عربية هي تفهم ما معنى في ليس معناها الديدان في جحورها و و إلى آخره ، لا ، المهم هذا الحديث : ( ارحموا من في الأرض أي من على الأرض يرحمكم من في السماء ) أي من على السماء إلى هنا انتهى ما أردت أن أقوله تعليقا على ما قد تسمعنا من تأويل من ذلك الدكتور على هذه الآية لكن الذي أريد أن أقوله أن هذا الدكتور وأمثاله خطأهم يأتي من التفسير الأول ل " في " أي على بابها ثم غفلتهم عن المعنى الأصلي لكلمة السماء وهو العلو ، فلمّا يقعون في هذه الغفلة ينظرون فيقولون نحن لا نستطيع أن نقول إن الله في جوف السماء أي السماء المخلوقة تحيط به، نحن معهم في هذا لكن هم يضلون عن الحق بفهمهم الباطل وإعراضهم عنه ثم لا يجدون لهم مأوىً في معرفة الرأي أو الفهم الصحيح ، لماذا ؟ لأنهم يفهمون أيضاً أننا حينما نفسر على السماء فالمشكلة قائمة بالنسبة إليهم وإلى أذهانهم لأنهم يتوهمون أن فوق السماء هو العرش وفوق العرش إذا قلنا الله على العرش استوى كما قال الله وفسرناها بمعنى على كما هو التفسير السلفي إذن أيضاً حشتره في مكان وهنا يبدأ ضلالهم ، فالذي أريد التذكير به الآن هو ألا نتورط بفهم خطأ فتصور بأن آية (( أأمنتم من في السماء )) تعني أن الله بذاته في جوف السماء ، لا ، وإنما الله بذاته فوق العلو المطلق والعلو المطلق فوق العرش ، فوق العرش لا مكان ، من هنا هم ضلوا فيتوهمون أن فوق العرش مكان فإذن جعلناه في مكان ولا فرق حينذاك بين مكان فوق العرش بين مكان فوق السموات السبع بين مكان فوق السماء الدنيا أو في السماء الدنيا أو على الأرض أو في الأرض فكله لا يليق بالله عز وجل نقول كله لا يليق إلا فوقية العرش لأن فوق العرش لا مكان ، ونحن نعلم كما هم يعلمون ولكنهم يغفلون أو يتغافلون : ( كان الله ولا شيء معه ) ، فحينما كان الله ولا شيء معه نحن وإيّاهم متفقون أو هم معنا متفقون أن الله حينما كان ولم يخلق شيئاً لم يكن في مكان ، وإذ سمّى أحدٌ ذلك الجو - أسميه مكان أنا لأن يكون إعادة ألفاظا - إذ سمّى أحدٌ ذلك الجو الذي كان الله فيه مكاناً فهذا اصطلاح لأن المكان مشتق من الكون (( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )) فالله كان ولا شيء معه ثم خلق الخلق ، بوجود الخلق وبخلق الخلق وجد المكان لكن الله ما وجد في هذا المكان لأن الله كان قبل المكان وكان قبل الزمان ، فإذن إذا قلنا الرحمن على العرش استوى وأوردنا كل الآيات والأحاديث التي تثبت صفة العلو فذلك لا يعني أننا نجعل لله مكانا ولا يعني أننا جعلناه مظروفاً لشيء مخلوق بالتالي لا يعني ما ينسبه إلينا هذا السّخّاف وأمثاله بأننا جسّمناه ، سبحان الله هل جسّمتموه أنتم حينما قلتم معنا أنه كان الله ولا شيء معه هل كان جسماً ؟ (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ )) فمن هذه الحيثية الآن كما كان من حيثية أنه لا جسم وأنه ليس كمثله شيء ، هو الآن أي بعد خلق الكون كما كان قبل خلق الكون ، كل ما في الأمر أننا نحن نختلف عن هؤلاء الضالين لأننا نثبت وجود رب العالمين فوق المخلوقات فوق العرش استوى ، أما هم فيكفي ما قال ذلك الأمير العاقل حينما سمع المشايخ المعادين لدعوة الحق دعوة السّلف دعوة ابن تيمية رحمه الله التي أحياها بجهاده ، ابن تيمية هذه خلاصة آراءه أما أولئك فقالوا لا الله منزّه عن المكان الله لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا يسار ولا أمام ولا خلف لا داخل العالم ولا خارجه ، قال ذلك الأمير هؤلاء قوم أضاعوا ربهم ، فعلاً أنا أقول لو قيل لأفصح من نطق بالضاد صف لنا المعدوم لا يستطيع أن يصفه إلا بما يصف هؤلاء المهابيل ربهم ...، أمام هذه الحقائق أي لا يستطيع أن يقول كما تقول المعتزلة وكما تقول الأشاعرة وكما تقول الماتريدية أن الله في كل مكان ، هذا أسخف ما يمكن أن يقال بالنسبة لرب العالمين المنزّه .
هذا السّخّاف وبعض شيوخه وجد أن هذا الكلام غير مقبول فماذا يقول ؟ يقول هو موجود في غير مكان ؟ تدليس خبيث ، هو موجود بغير مكان ، لكن سله أين هو؟ لا جواب ولذلك يضعّفون حديث الجارية لأنه فيه سؤال أين الله ؟ الجواب في السماء ، فهم يقولون إن الله عز وجل موجود لكن بغير مكان ، حقيقة هذا الجواب هو المصير إلى ما ذكرناه من أقوال أولئك المهابيل لا فوق لا تحت لا يمين لا يسار إلى آخر الكليشة ، ولذلك هذا السّخّاف إذا ابتليتم به أو ببعض أذنابه فاعرفوا كيف تأكلون الكتف ، فلمّا يقول لكم موجود ليس في مكان ، طيب أين هو ؟ يقول لك هذا السؤال لا يصح ، لماذا لا يصح وقد صح في الحديث الصحيح ؟ يقول هذا حديث ضعيف ، من الذي ضعّفه ؟ دجّال آخر الزمان وهو السّخّاف ، لكن هو حقيقة هو مسبوق بالكوثري ، وأنا رددت على الكوثري في مقدمة شرح الطحاوية لأن هذا المعروف بأبي غدّة والذي ينتسب إلى الكوثري من شدة عماه به وتقليده إيّاه ينتمي إلى مذهبه فيقول الكوثري فكان أخذ عليّ بعض المآخذ الشكلية أنه أنا أقول صحيح أخرجه البخاري ومسلم صحيح أخرجه البخاري هذا معناه أن الحديث لا يكون صحيحاً حتى يصححه الألباني .
إذن معنى هذا أن هناك أحاديث كثيرة يضعّفها الألباني مما رواه البخاري ومسلم ، فأنا صفعته تلك الصفعة أنظر شيخك الكوثري يصرّح الحديث الفلاني والحديث الفلاني والحديث الفلاني بالرغم من رواية الشيخين أو أحدهما هو حديث ضعيف
... فالشاهد الكوثري يضعّف هذا الحديث حديث الجارية والغماري هذا المسمى بعبد الله أيضا يضعّف هذا الحديث ، ومن أسوأ ما قرأت أخيراً في تفسير البحر المحيط لأبي حيان أنه فسر الآية السابقة (( أأمنتم من في السماء )) أأمنتم أيها المشركون من في السماء بزعمكم ، يعني الإنسان يحتار كيف أنه علماء كبار يقعون في مثل هذا التأويل بل التعطيل .
السائل : شيخنا أفضتم في إشكال في الظرفية وعيب ما وقع فيه الرازي ، الرازي وقع إشكال عظيم وصفحات طويلة في تفسير الآية وقال في ظرفية وبدأ ينفي أو يكون المراد هو الله عز وجل وقال هو أمر الله أو ملائكة الله ... .