ذكر الشيخ لبعض أدلة عذاب القبر التي جاءت في أحاديث فيها بيان لبعض الأحكام الشرعية . حفظ
الشيخ : أنتم تعلمون مثلاً حديث البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال مر بقبرين فقال ( أما إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان يسعى بالنميمة وأما الآخر فكان لا يستنزه وفي رواية لا يستتر من البول ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يؤتى له بغصن من نخيل فشقه شقين ووضع على رأس كل قبر منهما شقا وسألوه عن ذلك فقال لعل الله عز وجل يخفف عنهما ما دام رطبين )
هذا الحديث في صحيح البخاري وتسمعون أن النبي صلى الله عليه و سلم صرّح فيه بأن هذين مسلمين ومع ذلك فهما يعذبان فدعا الرسول صلى الله عليه و سلم لهما بأن يخفف الله عنهما العذاب بقدر ما بقي هذان الغصنان رطبين .
كذلك هناك حديث آخر يقول فيه النبي صلى الله عليه و سلم ( استنزهوا من البول ، فإن أكثر عذاب القبر من البول ) .
وهكذا فالأحاديث كثيرة وكثيرة جداً من ذلك أيضاً ولا أطيل قول النبي صلى الله عليه و سلم لما مر بقبرين لمشركين ماتا في الجاهلية قال النبي صلى الله عليه و سلم ( لولا أن تدافنوا لأسمعتكم عذاب القبر ) .
مع ورود هذه الأحاديث في عذاب القبر بالنسبة لبعض المشركين ولبعض المسلمين ومع ذلك عُطّلت هذه الأحاديث ولم يعتقد بها وبمضمونها بفلسفة أنها أحاديث آحاد ، فماذا موقفهم بالنسبة لحديث أبي هريرة ( إذا جلس أحدكم في التشهد الأخير فليستعذ بالله من أربع منها عذاب القبر ) ، إن استعاذوا بالله من عذاب القبر تنفيذا لهذا الحكم الشرعي وهو واجبهم لأنهم لا يختلفون معنا في أنه يجب الأخذ بأحاديث الآحاد في الأحكام، فهذا حكم شرعي أمرنا الرسول عليه السلام أن ندعو بهذا الدعاء في التشهد الأخير فإن هم أخذوا به كما هو قولهم وقولهم الحق لأنه معنا هنا فكيف يأخذون به وهم لا يؤمنون بعذاب القبر لا يصدّقون بعذاب القبر ،