الاستشهاد بقصة الإمام مالك رحمه الله مع الذي سأله عن الاستواء مع تفسير عبارة الإمام مالك . حفظ
الشيخ : ... وأنتم تعلمون أن من الأئمة الأربعة إمام دار الهجرة مالك بن أنس رضي الله عنه وقد أصبح معلوماً لدى الخاصة والعامة ما ثبت عنه بالسند الصحيح أن رجلاً جاء إليه يسأله قال يا مالك : الرحمن على العرش استوى ، كيف استوى ؟
قال : الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة ، أخرجوا الرجل فإنه مبتدع .
لقد أجاب هنا الإمام مالك رحمه الله بجوابٍ شافٍ وافٍ حيث بيّن أن الاستواء في اللغة العربية معلوم وهو العلو أي إن قوله تعالى (( الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى )) يعني استعلى ، ولذلك يقول كل مسلم يعبد الله ساجداً : سبحان ربي الأعلى . فأجاب الإمام مالك بأن الاستواء المذكور في الآية معلوم لغة لكن أنت تسأل عن الكيف كيف استوى ؟ الكيف مجهول لأن الحق أن صفات الله عز وجل يقال فيها ما يقال في ذاته عز وجل ، فكما أن كل مسلم يثبت وجود الله تبارك وتعالى وذاته كذلك يثبت صفاته عز وجل ، وكما أنه عاجز عن أن يكيف ذات الله عز وجل فكذلك هو عاجز أن يكيف شيئاً من صفات الله عز وجل ولذلك قال والكيف مجهول والسؤال عنه أي عن الكيف بدعة فأنت مبتدع لذلك أمر بطرد الرجل من ذلك المجلس الذي كان فيه مالك رحمه الله .
فإذن مذهب السلف الإيمان بآيات الصفات وأحاديث الصفات على المعنى اللغوي دون تأويل لأنه تعطيل ودون تشبيه لأنه ينافي التنزيه المصرّح به في قوله تعالى (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ )) .