تنبيه الشيخ على كثير ممن ينتسب إلى العلم من الدعاة اليوم في تحاشيهم الانتساب إلى مذهب السلف ووقوعهم في التفويض . حفظ
الشيخ : ... وهنا يجب أن تنتبهوا إن كثيراً من الدعاة الإسلاميين اليوم ممن لم يؤتوا حظاً من العلم بالكتاب والسنة يتحاشون الخوض في اتباع السلف في ما نحن بصدده في هذا المثال الثاني وهو اتباعهم في إيمانهم لآيات الصفات وأحاديث الصفات على المفهوم العربي مع التنزيه إنهم لا يريدون أن يكونوا سلفيين ولا يريدون أن يكونوا من المعتزلة فيقولون نحن نفوّض هذه المعاني التي جاءت في آيات الصفات وفي أحاديث الصفات فسمّوا بالمفوّضة ، ومعنى التفويض هنا هو الجهل بعشرات الآيات والأحاديث التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم والتي كما قلنا آنفاً تعرّف الله بها إلى عباده عرّفهم ببعض الصفات غيب الغيوب إن صح التعبير وهو الله تبارك وتعالى فجهلوا هذه المعاني كلها وقالوا الله أعلم بمراده ، ليت هؤلاء الذي تأوّلوا الاستواء بقولهم استولى ، ليتهم صمتوا وليتهم سكتوا وفوّضوا ذلك لأن الذي فرّوا منه ، ما الذي فرّوا منه ؟ إذا قال الإمام مالك الاستواء معلوم وهو الاستعلاء ، قالوا الاستعلاء معناه أن الله عز وجل في جهة أي في جهة العلو فقالوا إذن نحن لا نقول بالجهة فلا نقول بالعلو لله عز وجل . إذن ما معنى (( الرحمن على العرش استوى )) قالوا استولى ؟؟ سبحان الله ،استولى تقتضي باللغة العربية ... .