تتمة كلام الشيخ على مذهب أهل التعطيل والتأويل . حفظ
الشيخ : إذن ما معنى (( الرحمن على العرش استوى )) ؟ قالوا استولى ! سبحان الله ، استولى تقتضي باللغة العربية أنه كان هناك توجد مغالبة بين الله عز وجل وبين غيره ، ومن يكون هذا الغير سوى بعض خلقه فاستولى الله على ملكه ؟ من يقول هذا الكلام ؟ لقد عرفوا وصرّح أحد كبارهم من المنحرفين عن السلف الصالح في تأويل آيات الصفات وأحاديث الصفات ، لقد صرّح بأن قولنا في تأويل الآية استوى بمعنى استولى بسحب معنى المغالبة ، أي لقد عطّل نفس المعنى الذي فسّر به الآية ، إذا سحبنا معنى المغالبة فلم يبق هناك معنى وهذا في الحقيقة تعطيل لهذا النص كما عطّلوا آيات الصفات وأحاديث الصفات .
من أجل ذلك يعجبني ما روي عن أحد أئمتنا ابن القيّم أو ابن تيمية رحمه الله أنه قال إن المجسّم يعبد صنماً والمعطّل يعبد عدماً ،يعبد شيئاً لا وجود له وهذا في الواقع صريح جداً حينما ينفون عن الله عز وجل صفة العلو الثابت ليس في آية الاستواء فقط بل في آيات كثيرة وأحاديث عديدة لسنا الآن في صددها فكتب أئمة السلف مطبوعة ومنشورة والحمد لله .