بيان الفرق بين المدرسة السلفية والمدرسة الخلفية والاستدلال على ذلك بقصة الجارية في حديث معاوية بن الحكم السلمي وبيان جرأة هؤلاء الخلف في رد هذه الأحاديث الصحاح . حفظ
الشيخ : ... وحسبكم أخيراً لتعلموا الفرق بين من يتخرّج من المدرسة السلفية وبين من يتخرّج من المدرسة الخلفية أن تنظروا المدرسة السلفية هي مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم التي تخرّج منها أصحابه صلى الله عليه وسلم فلا جرم أنه صلى الله عليه وسلم أمرنا باتباعهم كما سبق ذكر الأدلة على ذلك وإذا أردتم الدليل على من تخرّج من المدرسة السلفية أنه يكون على هدىً من ربه ولو كان من عامة الناس وأنه من تخرّج من المدرسة الخلفية فهو في ضلال مبين ولو كان من أعلم الناس كأولئك الذين تجمّعوا على ابن تيمية رحمه الله في القصة المذكورة آنفاً ، إذا أردتم أن تتبيّنوا هذه الحقيقة فاذكروا معي حديث تلك الجارية التي كان سيّدها قد ضربها وصفعها صفعة في قصة يرويها سيدها وهو معاوية بن الحكم السُّلمي في حديث رواه الإمام مسلم في صحيحه فيه طول فأختصر الآن لموضع الشاهد منه فقط : قال معاوية بن الحكم يا رسول الله إن لي جارية ترعى غنما لي في أحد فسطى عليها الذئب يوما على غنمي وأنا بشر أغضب كما يغضب البشر فصككتها صكة وعليّ عتق رقبة فقال له عليه الصلاة والسلام آيتني بها فلما جاءت قال صلى الله عليه وآله وسلم لها ( أين الله ؟ ) - اسمعوا هذا الحديث و عوهوا وافهموا واحفظوه - قال عليه الصلاة والسلام لها أين الله قالت في السماء قال لها ( من أنا ) ؟ قالت أنت رسول الله فقال عليه الصلاة والسلام ( أعتقها فإنها مؤمنة ) .
لقد شهد النبي صلى الله عليه و سلم لهذه المرأة وهي راعية غنم شهد لها بأنها مؤمنة ، لماذا ؟ لأنها عرفت ربها وأنه على العرش استوى وأنه استعلى على خلقه تبارك وتعالى ، وكيف لا وهي تعيش في مجتمع في مدرسة كما يقال اليوم في لغة العصر الحاضر هي مدرسة محمد صلى الله عليه و سلم وسيّدها من تلامذتها فهو الذي نقل إليها هذه العقيدة ولذلك لمّا سألها النبي صلى الله عليه وسلم هذا السؤال الفاحص لعقيدتها أجابت بالجواب الصحيح قالت الله في السّماء ، كيف لا وهي إن لم تكن تحفظ سورة تبارك فعلى الأقل سمعت من النبي صلى الله عليه و سلم أو على الأقل من سيّدها وهو يقرأ في سورة تبارك من كل ليلة (( أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ )) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ )) لقد سمعت هذه الآية تتلى من سيدها أو من نبيها صلى الله عليه وسلم فآمنت بهذه الآية كما يفهمها كل عربي ولذلك أجابت بالجواب الصحيح لمّا سألها صلى الله عليه و سلم أين الله قالت في السماء .
أتدرون ما موقف الخلف اليوم والذين يكتبون بعض المؤلفات وبعض الرسائل يزعمون أن الخلف علمهم أحكم وأعلم ، يقولون إن هذا السؤال الذي جاء ذكره في هذا الحديث لا يجوز توجيهه اليوم !
فهذا ليس فقط يخالفون منهج السلف فقط بل يخالفون أيضاً الأحاديث الصحيحة وهذا يلتقي بالمثال الأول المثال الأول الذي قلنا إنهم يردّون الأحاديث الصحيحة لمجرد أنها تتعلق بالعقيدة ولو كانت أحاديث صحيحة وأجمع علماء المسلمين على صحتها ومنها هذا الحديث وقد رواه الإمام مسلم في صحيحه ورواه الإمام مالك في موطّأه ورواه الإمام أحمد في مسنده ورواه كل من له رواية في السنة إلا ما ندر وساقوه مساق الأحاديث الصحيحة المسلّمة فجاء هؤلاء الخلف وردّوا هذا الحديث وقالوا لا يجوز لك أن تسأل هذا السؤال أين الله ، فإذا قيل لهم قد سأل الرسول صلى الله عليه وسلم هذا السؤال أجابوك بأن هذا حديث آحاد أولاً ثم يزدادون جدلاً فيقولون وعلى فرض أن النبي صلى الله عليه و سلم صحّ عنه هذا السؤال فهو إنما أقرّ الجارية على قولها إن الله عز وجل في السماء لأنها كانت أعجمية ولأنها لا تعلم العقيدة الصحيحة فهنا يقعون في مشكلة أخرى كما قلنا في تأويلهم الرحمن على العرش استوى حيث فسّروا استوى باستولى فورد عليهم أنه هناك من كان يغالب الله على عرشه فغلبهم واستولى على عرشه ، ذلك هو الضلال البعيد .كذلك هنا نسبوا للرسول عليه الصلاة والسلام إلى أنه سكت عن الجارية لأن جوابها غير صحيح عندهم مع أن الله عز وجل قد سمعتم آنفا قوله (( أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ... )) إلى آخره .
لقد شهد النبي صلى الله عليه و سلم لهذه المرأة وهي راعية غنم شهد لها بأنها مؤمنة ، لماذا ؟ لأنها عرفت ربها وأنه على العرش استوى وأنه استعلى على خلقه تبارك وتعالى ، وكيف لا وهي تعيش في مجتمع في مدرسة كما يقال اليوم في لغة العصر الحاضر هي مدرسة محمد صلى الله عليه و سلم وسيّدها من تلامذتها فهو الذي نقل إليها هذه العقيدة ولذلك لمّا سألها النبي صلى الله عليه وسلم هذا السؤال الفاحص لعقيدتها أجابت بالجواب الصحيح قالت الله في السّماء ، كيف لا وهي إن لم تكن تحفظ سورة تبارك فعلى الأقل سمعت من النبي صلى الله عليه و سلم أو على الأقل من سيّدها وهو يقرأ في سورة تبارك من كل ليلة (( أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ )) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ )) لقد سمعت هذه الآية تتلى من سيدها أو من نبيها صلى الله عليه وسلم فآمنت بهذه الآية كما يفهمها كل عربي ولذلك أجابت بالجواب الصحيح لمّا سألها صلى الله عليه و سلم أين الله قالت في السماء .
أتدرون ما موقف الخلف اليوم والذين يكتبون بعض المؤلفات وبعض الرسائل يزعمون أن الخلف علمهم أحكم وأعلم ، يقولون إن هذا السؤال الذي جاء ذكره في هذا الحديث لا يجوز توجيهه اليوم !
فهذا ليس فقط يخالفون منهج السلف فقط بل يخالفون أيضاً الأحاديث الصحيحة وهذا يلتقي بالمثال الأول المثال الأول الذي قلنا إنهم يردّون الأحاديث الصحيحة لمجرد أنها تتعلق بالعقيدة ولو كانت أحاديث صحيحة وأجمع علماء المسلمين على صحتها ومنها هذا الحديث وقد رواه الإمام مسلم في صحيحه ورواه الإمام مالك في موطّأه ورواه الإمام أحمد في مسنده ورواه كل من له رواية في السنة إلا ما ندر وساقوه مساق الأحاديث الصحيحة المسلّمة فجاء هؤلاء الخلف وردّوا هذا الحديث وقالوا لا يجوز لك أن تسأل هذا السؤال أين الله ، فإذا قيل لهم قد سأل الرسول صلى الله عليه وسلم هذا السؤال أجابوك بأن هذا حديث آحاد أولاً ثم يزدادون جدلاً فيقولون وعلى فرض أن النبي صلى الله عليه و سلم صحّ عنه هذا السؤال فهو إنما أقرّ الجارية على قولها إن الله عز وجل في السماء لأنها كانت أعجمية ولأنها لا تعلم العقيدة الصحيحة فهنا يقعون في مشكلة أخرى كما قلنا في تأويلهم الرحمن على العرش استوى حيث فسّروا استوى باستولى فورد عليهم أنه هناك من كان يغالب الله على عرشه فغلبهم واستولى على عرشه ، ذلك هو الضلال البعيد .كذلك هنا نسبوا للرسول عليه الصلاة والسلام إلى أنه سكت عن الجارية لأن جوابها غير صحيح عندهم مع أن الله عز وجل قد سمعتم آنفا قوله (( أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ... )) إلى آخره .