ذكر الشيخ للموقف الصحيح من مجالس الذكر . حفظ
الشيخ : فأنا أريد أن ألفت نظر السائل وغيره أيضاً لأن هذه مشكلة قائمة اليوم .
إن مجالس الذكر كأي عبادة من العبادات لا يصح أن تنكر مطلقاً ولا أن تُقرّ مطلقاً وإنما الصواب أن يُقَرّ من مجالس الذكر ومجالس العبادات والطاعات والصلوات ما وافق الشرع منها فليس كل صلاة عبادة كذلك ليس كل ذكر عبادة ، هذه الضابطة يجب على المسلم أن يحفظها في كل العبادات الشرعية وإلا اختلط عليه المشروع بغير المشروع فما أنكره ابن مسعود من تلك المجالس لعلي شرحت ذلك في الجلسة الماضية أو فيما قبلها من جلسات حينما ذكرت قصة ابن مسعود هو لا لأنه مجرد ذكر وإنما لأنه احتف بهذا وأحاط به ما ليس من السنة في شيء ، هل يتبادر إلى ذهن إنسان أن ابن مسعود لا يعرف فضل الذكر ومجالس الذكر ؟ الأمر مستحيل .
إذن كان على السائل أن يتساءل ما هو السر ما هو السبب في إنكار ابن مسعود تلك المجالس وتلك الحلقات إذا أنا لم أبيّن ذلك في بعض المناسبات .
فأنا أقول الآن كلمة مختصرة : هناك مجلس لذكر الله عز وجل أو مجلس للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وينقصنا بدعة أخرى أنا أبتدعها قولاً وتحذيراً لا أبتدعها فعلاً وعلماً ، هناك بدعة ثالثة وهي مجلس الصلاة لله تعالى فيه مجلس ذكر الله وفيه مجلس الصلاة على رسول الله وفيه مجلس للاجتماع على الصلاة لله تعالى نجتمع في وقت من الأوقات بين المغرب والعشاء مثلاً نصلي فيه ركعتين لله تعالى جماعة ، سمعتم بهذا الذكر شيئا ما سمعتم ! يا ترى ما موقف علماء المسلمين وطلاب العلم منهم فيما إذا إنسان خطر في باله هذه البدعة ، ما الذي يجعل هذه البدعة بدعة ضلالة صلاة ركعتين لله عز وجل والأمر كما قال عليه السلام بحق ( الصلاة خير موضوع فمن شاء فليستقل أو يستكثر ) وبعدين قال عليه الصلاة والسلام ( يد الله على الجماعة ) ، إذن بين المغرب والعشاء نصلي ركعتين لله عز وجل جماعة في وقت جائز غير مكروه بين المغرب والعشاء نختار الوقت المناسب نصلي ركعتين لله جماعة هل منكم من منكر ؟ أما الذين يعرفون هدي الرسول وسنته يقولون هذا منكر ، لماذا منكر لأنه صلاة لله عز وجل ؟ لا ، لأنه أحيط بهذه الصلاة ما لم يشرعه الله على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، هذا المثال وحده يكفيني الآن من إطالة الكلام على أي مجلس ذكر وعلى أي مجلس صلاة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم لأنه مجلس صلاة لله جماعة في الظاهر إذا ما كان أفضل من تلك المجالس فهو لا يقل عنها في الفضيلة ، فما الذي منع من هذا وشرع ذاك ؟ الجواب عند العلماء والفقهاء والسلام عليكم .