كلام الشيخ على حسن أداء الصلاة وما حصل فيها من الاختلاف . حفظ
الشيخ : كلكم يعلم أن الله تبارك وتعالى أمر في غير ما آية من القرآن بإحسان الصلاة في مثله قوله عز وجل (( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين )) كذلك كلكم يعلم أن إقامة الصلاة المأمور بها في هذا الآية ليس المقصود بها أدائها إلا ما أتفق ذلك لصاحب أن يصلي كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلي ومن عجائب ما وقع في هذه الأمة من إختلاف كما يقول ذلك الصنعاني في سبل السلام إختلاف المسلمين في هذه الصلاة في كيفيتها مع أن النبي صلى الله عليه وسلم إستمر في أدائها علنًا على رسول الأشهاد وإمامة للجماعة قرابة عشرين عامًا ومع ذلك تجدهم لا يزالون يختلفون في كيفية صلاتها فهذا يكون مثلًا بأنه يجهر بالبسملة وهذا يقول بأنه يُسر بها، وثالث يقول لا يقرؤها مطلقًا وهذا يكون بأنه يستفتح بدعائه سبحانك اللهم إلى آخر ذلك وآخرون يقولون برفع اليدين عند الركوع و رفع منه وأنه سنة ويخالفهم جماعة فيقولون فذلك من السنة والرسول عليه السلام الصلاة التي كان يصليها واحدة وكان يصليها بين يدي جماعة واحد ومع ذلك فقد إختلفوا ونحن لا ننكر أسباب الاختلاف بالنسبة للقرون الأولى ولكننا نعجب ونستنكر أشد الإستنكار أن يستمر المسلمون يختلفون في مثل هذه العبادة والشعيرة الإسلامية العظيمة، نستنكر أن يظلوا مختلفين في أدائها وفي كيفيتها بعد أن زالت تلك الأسباب التي أدت بمن قبلنا من العلماء إلى أن يختلفوا ذلك الاختلاف المشار إليه ولسنا الآن في صدد بيان أسباب الاختلاف، فإنها مشروعةفى بطون مهات الكتب التي سبق.