الكلام على التكبير وبيان بدعية ما يسبقه من التلفظ بالنية عند كثير من الناس . حفظ
الشيخ : ولا يخفى علينا جميعًا أن أول ما يستفتح المؤمن الصلاة هو تكبير الله عز وجل وتعظيمه بقوله الله أكبر ولكن هذا التكبير مع الأسف الشديد قد تقدّم بين يديه كثير من الناس ببدعة لا أصل لها في كتاب الله ولا في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ألا وهي التلفظ بالنية وكثيرٌ من الناس قبل أن يُكبّروا تكبيرة الإحرام يقولون نويت أن أصلي لله تعالى أربع ركعات فرض العصر مثلًا مقتديًا لهذا الإمام أو منفردًا أو إمامًا إلى غير ذلك من الترجمة التي نسمعها في كثيرٍ من البلاد وفي كثير من الأقصار فهذا التلفظ بالنية لا أصل له في السنة وأقول التلفظ بالنية حتى لا يذهب وهم أحدكم أو حتى لا يرد سؤالٌ بعد الفراغ من هذه الكلمة أن النية أمرٌ واجب لكل عبادة. فنقول نعم النية لابد منها لكل عبادة حتى الوضوء والطهارة ولكن البحث ليس في نفسها وإنما هو التلفظ بها ففرقٌ بين التلفظ بالنية وبين النية نفسها فالنية للصلاة لابد منها وهي محلها القلب كما تعلمون جميعًا، وأما التلفظ بها على نحو ما سمعتم هذا ليس له أصل في السنة، فواجب المسلم إذًا أن يفتتح صلاته بقوله الله أكبر ليس إلا ومن الطريف ما يذكره بعض علماء الحنابلة وهو أبو الفرج بن الجوزي رحمه الله يذكر في بعض كتبه أن مَثَل من يتلفظ بالنية كمثل بيتٍ أتى رجلًا في داره فقام هذا الرجل ليستقبله فقال وهو ينهض إليه وإلى إستقباله نويت أن أقوم إليك لاستقبالك والقيام بواجبك وفيما يلزم لك قال إبن الجوزي فكل أحد يعلم حينما يساعد صاحب الدار.قام لاستقبال ذلك الضيف لماذا قام ورب العالمين تبارك وتعالى أعلم منهم بلا شك فكذلك حينما يقوم الإنسان يقف بين يدي الله عز وجل يصلي فربه يعلم ماذا يصلي فرضًا أم نفلًا ظهرًا أم عصرًا