بيان منهج السلف في أسماء الله وصفاته. حفظ
الشيخ : الذي ينبغي أن نلاحظه بالنسبة لهذه المشكلة التي أثارها ذلك المحاضر هي الوقوف نصوص الكتاب والسنة على الوجه الذي فهمه السلف الصالح رضي الله عنهم أم على الوجه الذي فهمه الخلف، إن هذا المحاضر لا يقول قولًا لم يسبق إليه في ما أعتقد وأجزم به رجلٌ من علماء السلف ولا من علماء الخلف، ذلك لأن الفريقين كلاهما متفقٌ على أن آيات الله تبارك وتعالى يجب أن نفهمها سواء ما كان منها متعلقًا بالله تبارك وتعالى أسمائه وصفات أو ما كان منها متعلقًا بأحكامه وآياته أو غير ذلك من أمور الشريعة التي إجتمعت في كتاب الله وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ليس هناك من أهل العلم من يقول بأنه ينبغي ألا نفهم آيةً من آيات الله كيف وربنا عز وجل يقول (( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا )) فإن محاولة فهم القرآن وبالتالي فهم سنة الرسول صلى الله عليه وسلم أنه لا خلاف فيه بين الفريقين السلفي منهم والخلف، وإنما الخلاف هل تفهم نصوص الكتاب والسنة على ظاهرها دون تأويلٍ وتشبيه، أم تفهم على طريق التأويل مع التنزيه المجمع عليه بني الفريقين؟ هذا هو الخلاف ولذلك الرجل حينما يقول ما أشار إليه حضرة السائل إنما يكون قولًا لم يقوله من قبله رجلٌ عالمٌ مسلم، فحسبه في إعتقادي وعيدًا قول ربنا تبارك وتعالى (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا )). هذا الوعيد الشديد ينصب على كل من يسلك سبيلاً في الشرع مخالف سبيل المؤمنين ولا شك أن سبيل المؤمنين هذا هو سبيل السلف الصالح، لإجماع الأمة على أن السلف الصالح هم الذين أثنى الله تبارك وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم عليهم بالخيرية، ولذلك هؤلاء السلف حبلوا على فهم آيات الله وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كلها ومن ذلك ما يتعلق بصفات الله عز وجل وأسمائه الحسنى. أما أن السلف هم خير القرون ما أظن أن أحد بحاجة إلى يذكر بشيء من ذلك، ولكني أريد أن أذكر بأن السلف الصالح رضي الله عنهم قد فهموا الآيات والأحاديث الواردة في أسماء الله وصفاته كما يفهمها معشر السلفيين الذين ينتمون إلى هذا السلف الصالح فسروها وفهموها على ظاهرها مع التنزيه الذي يفرضه ربنا عز وجل في مثل قوله (( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ )).كل أحدٍ يعلم أن هذه السورة وفيها هذه الآيات المباركة الطيبة فيها توصيف لله عز وجل في أسمائه وصفاته،