السلف الصالح كانوا أعلم الناس بمعاني القرآن الكريم، وبيان خطأ هذه الجملة: مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أعلم وأحكم؟. حفظ
الشيخ : فمن ذا الذي يجرأ أن يقول إن السلف الصالح لم يفهموا معنا الله أحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد؟ بطبيعة الحال سيكون الجواب لا، ما أحد يدعي هذه الدعوى، لكني أتخذ هذه الكلمة مقدمةً لأقول، من الذي يجرأ أن يقول بأن السلف لم يبحثوا هذه السورة مثلكم ومروا عليها هكذا مر الكرام ولم يقفوا عندها ولم يبنوا عليها عقيدةً صادقةً صحيحة وهي أن الله عز وجل أحدٌ لا شريك له وهو أحدٌ في ذاته وأحدٌ في أسمائه وأحدٌ في صفاته وفي عبادته تبارك وتعالى. هذه السورة جاء القرآن الكريم في بيان مفردات لهذه الآيات جملةً جملة، القول بأن السلف الصالح ما وقفوا عند هذه الآيات إن كان المقصود بها ما وقفوا عنده هذه لظهور معناها ولوضوح المقصود منها فهذا أمرٌ لا شك فيه ولا ريب، وكذلك نقول في كل الآيات التي قام الخلاف في تفسيرها بين الذين ينتمون إلى السلف الصالح أمثالنا وبين الآخرين الذين ينتمون على الخلف والذين يقولون مع الأسف الشديد بكل صراحة إن مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أحكم وأعلم. لكن هناك طائفة أخرى ليسوا من هؤلاء ولا من هؤلاء وقد كثرت أتباع هذه الطائفة في الزمن الحاضر فرارًا من قيام الحجة عليهم هذه الطائفة سماها أتباع السلف بالواقفة وهم الذين يقفون عند آيات الصفات وأحاديث الصفات ويصنفون بأنهم مع السلف في تفسيرها تفسيرا واضحًا دون تأويل مع التنزيه ولا يصرحون بأنهم مع الخلف على طريقتهم في التأويل، أما عدم وقفوهم مع السلف الصالح فذلك لغلبة التحزب عليهم ولاستكبارهم عن إتباع الحق بعد وضوحه مع الذين يدعون المسلمين إلى إتباع السلف الصالح في كل شيءٍ وبخاصةٍ منها ما كان متعلقًا بأسماء الله وصفاته تبارك وتعالى. ولا يذهبون إلى ما ذهب إليه الخلف لأنهم قد إتضح لهم أن هذه الكلمة أن مذهب الخلف أعلم وأحكم كلامٌ باطل و زور لا يقولوه ذو عقلٍ ولب، لأننا نعلم جميعًا سلفًا وخلفًا أن على رأس قائمة السلف الصالح هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكيف يمكن لمسلم يدري ما يخرج من فمه أن يقول إن طريقة السلف وعلى رأسها محمد صلى الله عليه أسلم، لكن طريقة الخلف أعلم وأحكم؟! في ذلك تصريح بتفضيل ما عليه الخلف على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتباعهم من السلف الصالح أعني القرون الثلاثة المشهود لهم بالخيرية.