تفسير الأشاعرة لصفة الاستواء بالاستيلاء، والرد عليهم. حفظ
الشيخ : وانظروا ما فعل الأشاعرة والماتريدية في صفةٍ من هذه الصفات التي أثبتها السلف ونحن معهم في ذلك طبعًا إنهم فعلوا كما فعلت المعتزلة، المعتزلة فسرت السمع والبصر بما علمتم أنه العلم، فقيل لهم ما فعلتم شيئًا لأن البشر يوصف أيضًا بأنه عليم، يقولون فيها علم الله ليس كعلم هؤلاء إذًا خليكم مع النص قولوا سمع الله ليس كسمع البشر وبصره كذلك، المتأخرون من الأشاعرة فعلوا نحو هذا ماذا قالوا كلكم يعلم أنهم فسروا آية الإستواء (( الرحمن على العرش إستوى ))، (( ثم إستوى على العرش ))بالإستلاء هذا تعرفونه لكن لعل الكثير منكم ما عرفوا الإيراد الذي ورد عليهم وبماذا تخلصوا من الإيراد. قيل لهم يا جماعة أنتم فسرتم الإستواء المذكور في الآية بالإستلاء فرارًا من التشبيه لأنكم تزعمون إذا قلنا الله على العرش إستوى فيه تشبيه لله عز وجل بالملوك فقلتم إستولى، فما خرجتم منه وقعتم فيه وفيما هون أفظع منه لأن كلمة إستولى تفيد أنه سبق على الله عز وجل ولو لحظة من الزمن أنه مغلوبًا على أمره غير مستوليٍ على ملكه ثم إستولى هذا أخطر بكثير مما تتوهمونه من تفسير آية إستوى إستواءً يليق بجلاله و كماله فماذا قالوا؟ قالوا لا، نحن قول إستوى بمعنى إستولى مع سحب معنى المغالبة، يعني المعنى الذي فسروا به النص القرآني بزعمهم فرارًا من التشبيه رجعوا عنه، لكن إذا قيل فلان إستولى على كذا معناه أنه إستولى مغالبةً فهم يقولون: لا، نحن نسحب كلمة أو معنى مغالبة، فلم يبقى لقولهم شيء، فلو أنهم بقوا على الآية كما جرى السلف وكما علمتم آنفًا من الآثرين (( الرحمن على العرش استوى ))، أي الاستواء معلوم والكيف مجهول، فلو بقوا على هذا المعنى لكان خيرًا لهم من ذلك التأويل الذي سرعان ما كفروا به ورجعوا عنه، ومع ذلك لا يزالون يجادلون حتى اليوم بالباطل ويقولون لا نحن ما نقول إستوى لأنها في الظاهر أنه فيه تشبيه طيب ماذا تقولون؟ وجد بسبب هذا التأويل الذي ظهر بطلانه وجد طائفة سموا أنفسهم أو سماهم غيرهم بالواقفة، لا هم مع السلف ولا هم مع الخلف وظني أن هذا المحاضر المشار إليه هو من هؤلاء الناس