نفي المعطلة لصفة العلو لله، وبيان أن المعطل يعبد عدما والمجسم يعبد صنما. حفظ
الشيخ : فيقولون الله عز وجل لا يوصف بأنه فوق وبالتالي لا يوصف بأنه تحت وقد صرحوا بالنفي المطلق فقالوا الله لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا يسار ولا أمام ولا خلف لا داخل العالم ولا خارجه، وزاد بعضهم كما بعضهم كما يقال ... لا متصلاً به ولا منفصلاً عنه. أبالله عليكم ولا يسأل بالله إلا الأمر العظيم، قولوا لي لو قيل لإنسان من أفصح العرب بيانًا صف لنا المعزول الذي لا وجود له هل هي يستطيع أن يصفه بأكثر مما يصف هؤلاء معبودهم، حيث يقولون الله لا فوق ولا تحت، لا يمين ولا يسار لا أمام ولا خلف لا داخل العالم ولا خارجه ما الذي يبقى؟ لم يبقى إلا العدم. وزاد بعضهم كما سمعتم لا متصلاً ولا منفصلاً عنده، ولذلك إنتبه إلى خطورة هذا النفي أحد الأمراء الأذكياء حينما شهد مناقشةً بين أحد كبار علماء السلف وبين كثير من مشايخ الخلف فتناقشوا بين يديه هذا السلفي يثبت لله عز وجل صفة الفوقية بآيات كثيرة لستم بحاجة إلى أن نتلوها عليكم كمثل (( يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ )) فلما سمع إثبات هذه الشيخ السلفي ونفي أولئك بمثل ما سمعتم قال كلمةً تدل على كياسته وعقله، قال هؤلاء قومٌ أضاعوا ربهم، الذي يقول على ربه لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا يسار لا داخل العالم ولا خارجه لا شك أنهم جهلوا معبودهم وهنا يظهر لكم كيف يمكن للمسلم أن يؤمن بالله وهو ينزهه بزعمه أن يكون داخل العالم أو خارجه؟ ليس هناك إلا شيء مخلوق أو غير مخلوق، وحينئذٍ هذا الخالق إما أن يكون داخل العالم أو يكون خارج العالم، فإذا قيل هو لا داخل العلم ولا خارجه فقد حكموا عليه بالإعدام ولذلك قال ذلك الأمير الكيس هؤلاء قومٌ أضاعوا ربهم، وهذه حقيقة نحن نعرفها ونسمعها هنا في بلاد الشام على المنابر، هذه الكلمة المنكرة لوجود الله عز وجل سمعتها على المنبر مرارًا يلقنون عامة المسلمين هذه الصفة لله عز وجل وهي السلب والجحد المطلق وصدق من قال المجسم يعبد صنمًا والمعطل يعبد عدمًا، من المعطل؟ هو الذي ينكر الصفات الإلهية، فهذا الذي يقول فرارًا في زعمه من التشبيه ومن التجسيم يقول الله لا فوق ولا تحت إلى آخر الضلالات الكبرى الذي سمعتموها هذا خيرٌ منه ذلك المجسم وكلاهما في ضلال، أقول خيرًا منه لأنه أثبت شيئًا يعبده، أما هذا المعطل فقد أنكر وجود الله تبارك وتعالى ووصفه بصفةٍ لا يمكن لإنسان يؤمن بوجود الخالق حقيقةً إلا أن يعتقد أنه أحد شيئين إما أن يكون داخل العالم وإما أن يكون خارجه، والنصوص من الكتاب والسنة كلها جاءت متضافرة تثبت أن الله عز وجل له صفة العلو، ونحن نعلم بأن المسلمين جميعًا متفقون على حقيقة وإن كان يختلف في تفاصيلها كما نحن الآن، إن الله عز وجل كل صفات الكمال وهو منزه عن كل صفات النقص، فتعالوا لنفكر الآن فيما يعتقده السلف من أن الله عز وجل كما قال (( على العرش إستوى ))، ووصف عباده المؤمنين بأنه يخافون ربهم من فوقهم، فله صفة الفوقية