ذكر حديث الجارية التي قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أين الله قالت في السماء. حفظ
الشيخ : ولكننا إذا رجعنا إلى السلف الصالح لوجدنا جارية قد تكون أعجمية وقد تكون سوداء وأقول قد تكون أعجمية وقد تكون سوداء لأن بعض الروايات التي جاء فيها أنها كانت أعجمية وكانت سوداء لا تصح لكن ممكن تكون كذلك لكنها إمرأةٌ رقيقة وراعية غنم تجدها في هذه العقيدة أفقه من كبار العلماء هؤلاء المتأولين أمثال الماتريدية والأشاعرة، فلعلكم تذكرون معي قصة هذه الجارة التي كان سيدها معاوية بن الحكم السلمي هو يروي قصته لنفسه وفيها عبر منها ما نحن بصدده قال معاوية صليت يومًا وراء النبي صلى الله عليه وسلم فعطس رجلٌ بجاني في الصلاة فقلت له يرحمك الله فنظروا إليَّ قال فرفعت صوتي قائلاً وا ثقل أمياه ما لكم تنظرون إليَّ؟ واضح جدًا أن الرجل حديث عهد بالإسلام وما تعلم ما يجوز له من الكلام في الصلاة وما لا يجوز فقال فأخذوا ضربًا على أفخاذهم تسكيتًا له قال فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة أقبل إليَّ تصور ما وضع هذا الإنسان بعد أن تبين له أنه أخطأ خطئًا فاحشًا في الصلاة إنه سيؤنبه إن كان ما سبه أو ما ظلمه هكذا يتصور مثل هذا الرجل وهكذا يقع اليوم مع الأسف، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم الذي وصفه الله عز وجل بحق لقوله (( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ )) لم يحقق ما قد جاريًا في بال هذا الإنسان قال فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة أقبل إليَّ ووالله ما قهرني ولا كهرني ولا ضربني ولا شتمني وإنما قال لي ( إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيءٌ من كلام الناس إنما هي تسبيحٌ وتكبيرٌ وتحميد ) هذا كل ما وعظه به الرسول صلى الله عليه وسلم تلقاء تلك الخطيئة التي وقعت منه في الصلاة. ولا شك أن الإنسان العاقل حينما يهتدى بمعلم مرشد ذو خلق عظيم يطمع في أن يتعلم من جديد بعدما عرف أنه في جهلٍ عميق فإعتبرها فرصة فأخذ يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم السؤال تلو السؤال فسأله قالًا يا رسول الله إن منا أقوامًا يأتون الكهان، قال ( فلا تأتوهم )، قال إن منا أقوامًا يتطيرون قال ( فلا يصدنكم )، قال إن منا أقوام يخطون بالرمل، قال عليه الصلاة و السلام ( قد كان نبي من الأنبياء يخط فمن رافق خطُه خطَه فذاك )، فقال يا رسول الله وهنا الشاهد إني لي جارية ترعي لي غنمًا في أحد، فسطى الذئب يومًا على غنمي وأنا بشرٌ أغضب كما يغضب البشر، فصككتها صكة وعلي عتق رقبة، كأنه يقول و إعترف بخطئه هل يجزئني أن أعتقها قال ( ائت بها ) فلما جاءت قال لها صلى الله عليه وسلم( أين الله؟ ) أجاب ما احتارت كما يحتار المؤولة قالت في السماء، قال لها ( من أنا؟ ) قالت أنت رسول الله قال لسيدها ( إعتقها فإنها مؤمنة ). أنا أقول هذه امرأة جارية ترعى الغنم والمطلوب في راعية الغنم أن تكون جاهلة لكني أعتقد أن هذه المرأة عاشت في جو مسلم خالص لما لا وعليه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلو عليهم صباح ومساء ما ينزل الله عز وجل عليهم من آيات الله. فبإختصار هذه المرأة عاشت في جو مسلم عقيدةً وعملاً وهذا أمر طبيعي وينبغي أن يكون العالم الإسلامي يعيش في مثل هذا الجو تمامًا، لكن أنه له ذلك وقد تصرفوا طرائق شتى ومذاهب قددًا وإفترقوا إلى فرق ثلاثة وسبعين فرقة من أين لهم أن يوجد لهم هذا الجو الذي أتيح لتلك المرأة الجارية فتفقه نسائنا مثل رجالنا العقيدة التي يجب أن يعتقدها كل مسلم من أين لهم ذلك ونحن نجد من يمسك القلم ويكتب في بعض المجلات ما هب ودب من الأقوال وهي تحارب عقيدة السلف بدعوى أن السلف ما كانوا يعتقدون هذه العقيدة، هذا أخطر ما يسمعه الإنسان في هذا العصر الحاضر أن يأتي إلى عقيدة التوحيد فيميع منظورها وإن يكفي أن تقول.