حديث الجارية وشيء من فوائده. حفظ
الشيخ : قال يا رسول الله - وهنا الشاهد - إن لي جارية ترعى لي غنمًا في أحد - جبل أحد معروف - فسطا الذئب يومًا على غنمي -فتك فيها فتكًا ذريعًا- وأنا بشرٌ أغضب كما يغضب البشر فصككتها صكة وعليّ عتق رقبة. رجل مؤمن والمؤمن خطّاء، لكنه تواب، فهو عرف إنه شو ذنب الجارية إذا سطا عليها الذئب، هي لا تستطيع أن تقاوم الذئب. إذًا أنا ضربي إياها وصفعي إيّاها في خدها ظلمٌ مني لها، فيا رسول الله عليّ عتق رقبة فهل يُجزي أنه أعتق هذه الجارية التي صفعتها تلك الصفعة. قال ( هاتها ). فجاءت. فانتبهوا الآن.
قال عليه السلام لها ( أين الله؟ ) قالت في السماء. قال لها ( من أنا؟ ) قالت أنت رسول الله. التفت إلى سيدها وقال لها: ( اعتقها فإنها مؤمنة ). الشاهد من هذا الحديث كما قلت في مطلع الكلام: لقد سنّ لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا السؤال أين الله؟ وسنّ لنا بطريق إقراره للجارية على جوابها أولًا. انتبهوا لأن هذه المسألة بيصير فيها تضليل وتدليس كثير جدًا من بعض الشيوخ هنا، وغير هنا من البلاد الإسلامية. لقد سنّ لنا الرسول عليه السلام في هذا الحديث أن نسأل: أين الله؟ وأن نجيب على مثل هذا السؤال بجواب الجارية. كيف سنّ لنا ذلك؟ أما أنه قال : ( أين الله؟ ) فهذا سن بفعله، أما كيف سنّ لنا أن يكون جوابنا الله في السماء؟ من ناحيتين الناحية الأولى أن النبي صلى الله عليه وسلم أقرّ الجارية على قولها في السماء. ولو كان أمرًا نكرًا لبادر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإنكار عليها، وعلى الأقل إلى تعليمها كما فعل مع سيدها في قصة الصلاة وخطؤه فيها، لكنه أقرها فكان إقراره عليه الصلاة والسلام إيّاها دليل أن جوابها صحيحٌ شرعًا. الشيء الثاني وهو أهم أن الرسول عليه السلام ليس فقط أقرها على هذا الجواب بل اعتبر جوابها دليلًا على إيمانها، وأن الرجل سيدها إذا أعتقها فقد وفى بنذره لأنه كان نذر أن يعتق جارية مؤمنة فلمّا شهد الرسول عليه السلام لها بناءًا على جوابها إن الله عز وجل في السماء بأنها مؤمنة أعتقها لوجه الله تبارك وتعالى.
ما موقف العلماء قديمًا فضلًا عن موقفهم اليوم حديثًا؟ من السؤال والجواب معًا تجد جماهير الفرق الإسلامية وفيهم بعض الفرق الإسلامية كالأشاعرة والماتوريدية فضلًا عن المعتزلة. هؤلاء كلهم ينكرون أن يكون جواب الجارية إن الله في السماء. خطأ، ويا سبحان الله إنهم لا يقتصرون على هذا الخطأ بل يزيدون خطأً على خطأ حين يقال لهم كيف يكون اعتقاد أن الله عز وجل في السماء خطأ ورسول الله صلى الله عليه وسلم أقر الجارية على قولها إن الله في السماء. يجيبون أقرها لأنها أعجمية، يعني جاهلة، ويتمسكون ببعض الروايات أنها كانت سوداء، جارية سوداء يعني أعجمية. تُرى هل يليق بواحد من أمثالنا نحن طلبة العلم أنه إذا سمع جارية أجنبية تُجيب بجواب خطأ لكنها مسلمة أن يقرها أم يصحح لها جوابها؟ بلا شك يُصحح، فكيف نجيز ونجوّز على النبي صلى الله عليه وسلم المعصوم ما لا نجيزه لأحدٍ منا نحن، ونحن غير معصومين. ثم فاتهم شيءٌ آخر ذكرته آنفًا: أن الرسول عليه السلام شهد لها بالإيمان بناءًا على قولها: إن الله عز وجل في السماء. فهذه الفرق من المعتزلة والماتوريدية والأشاعرة لا يؤمنون ليس فقط بقول الجارية بل لا يؤمنون بما جاء في الكتاب والسنة بصورة متواترة، لأن قول الجارية إن الله في السماء. أنا أقول لهؤلاء الناس الذين انحرفوا عن الشرع باسم الشرع، وهذا من أخطر الأمور أقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم لمّا أقر هذه الجارية على قولها: ليس لأنها جاهلة بل لأنها متعلمة ومثقّفة ومتخرجة من مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم كما يعبّرون اليوم في لغة العصر الحاضر. انظروا الفرق الآن بين ذاك المجتمع وبين هذا المجتمع، ذاك المجتمع الجارية راعية الغنم تعرف عقيدتها أحسن من كبار علماء وهيئة كما يقولون اليوم هيئة كبار العلماء في كثير من البلاد الإسلامية لأنهم لا يؤمنون بأن الله في السماء بحجة أن الرسول أقرها لأنها جارية أعجمية سوداء لا تفقه شيئًا، لكنها في الحقيقة هي إما أنها قرأت القرآن أو على الأقل سمعت بالقرآن من سيدها، من نبيها عليه الصلاة والسلام. ولهذا أجابت بالجواب المطابق للقرآن حيث قال تبارك وتعالى في سورة تبارك: (( أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ * أَمْ أَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ )). إذًا الجارية قالت بما صرّح الله عز وجل به في القرآن .
قال عليه السلام لها ( أين الله؟ ) قالت في السماء. قال لها ( من أنا؟ ) قالت أنت رسول الله. التفت إلى سيدها وقال لها: ( اعتقها فإنها مؤمنة ). الشاهد من هذا الحديث كما قلت في مطلع الكلام: لقد سنّ لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا السؤال أين الله؟ وسنّ لنا بطريق إقراره للجارية على جوابها أولًا. انتبهوا لأن هذه المسألة بيصير فيها تضليل وتدليس كثير جدًا من بعض الشيوخ هنا، وغير هنا من البلاد الإسلامية. لقد سنّ لنا الرسول عليه السلام في هذا الحديث أن نسأل: أين الله؟ وأن نجيب على مثل هذا السؤال بجواب الجارية. كيف سنّ لنا ذلك؟ أما أنه قال : ( أين الله؟ ) فهذا سن بفعله، أما كيف سنّ لنا أن يكون جوابنا الله في السماء؟ من ناحيتين الناحية الأولى أن النبي صلى الله عليه وسلم أقرّ الجارية على قولها في السماء. ولو كان أمرًا نكرًا لبادر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإنكار عليها، وعلى الأقل إلى تعليمها كما فعل مع سيدها في قصة الصلاة وخطؤه فيها، لكنه أقرها فكان إقراره عليه الصلاة والسلام إيّاها دليل أن جوابها صحيحٌ شرعًا. الشيء الثاني وهو أهم أن الرسول عليه السلام ليس فقط أقرها على هذا الجواب بل اعتبر جوابها دليلًا على إيمانها، وأن الرجل سيدها إذا أعتقها فقد وفى بنذره لأنه كان نذر أن يعتق جارية مؤمنة فلمّا شهد الرسول عليه السلام لها بناءًا على جوابها إن الله عز وجل في السماء بأنها مؤمنة أعتقها لوجه الله تبارك وتعالى.
ما موقف العلماء قديمًا فضلًا عن موقفهم اليوم حديثًا؟ من السؤال والجواب معًا تجد جماهير الفرق الإسلامية وفيهم بعض الفرق الإسلامية كالأشاعرة والماتوريدية فضلًا عن المعتزلة. هؤلاء كلهم ينكرون أن يكون جواب الجارية إن الله في السماء. خطأ، ويا سبحان الله إنهم لا يقتصرون على هذا الخطأ بل يزيدون خطأً على خطأ حين يقال لهم كيف يكون اعتقاد أن الله عز وجل في السماء خطأ ورسول الله صلى الله عليه وسلم أقر الجارية على قولها إن الله في السماء. يجيبون أقرها لأنها أعجمية، يعني جاهلة، ويتمسكون ببعض الروايات أنها كانت سوداء، جارية سوداء يعني أعجمية. تُرى هل يليق بواحد من أمثالنا نحن طلبة العلم أنه إذا سمع جارية أجنبية تُجيب بجواب خطأ لكنها مسلمة أن يقرها أم يصحح لها جوابها؟ بلا شك يُصحح، فكيف نجيز ونجوّز على النبي صلى الله عليه وسلم المعصوم ما لا نجيزه لأحدٍ منا نحن، ونحن غير معصومين. ثم فاتهم شيءٌ آخر ذكرته آنفًا: أن الرسول عليه السلام شهد لها بالإيمان بناءًا على قولها: إن الله عز وجل في السماء. فهذه الفرق من المعتزلة والماتوريدية والأشاعرة لا يؤمنون ليس فقط بقول الجارية بل لا يؤمنون بما جاء في الكتاب والسنة بصورة متواترة، لأن قول الجارية إن الله في السماء. أنا أقول لهؤلاء الناس الذين انحرفوا عن الشرع باسم الشرع، وهذا من أخطر الأمور أقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم لمّا أقر هذه الجارية على قولها: ليس لأنها جاهلة بل لأنها متعلمة ومثقّفة ومتخرجة من مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم كما يعبّرون اليوم في لغة العصر الحاضر. انظروا الفرق الآن بين ذاك المجتمع وبين هذا المجتمع، ذاك المجتمع الجارية راعية الغنم تعرف عقيدتها أحسن من كبار علماء وهيئة كما يقولون اليوم هيئة كبار العلماء في كثير من البلاد الإسلامية لأنهم لا يؤمنون بأن الله في السماء بحجة أن الرسول أقرها لأنها جارية أعجمية سوداء لا تفقه شيئًا، لكنها في الحقيقة هي إما أنها قرأت القرآن أو على الأقل سمعت بالقرآن من سيدها، من نبيها عليه الصلاة والسلام. ولهذا أجابت بالجواب المطابق للقرآن حيث قال تبارك وتعالى في سورة تبارك: (( أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ * أَمْ أَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ )). إذًا الجارية قالت بما صرّح الله عز وجل به في القرآن .