مشروعية الإنتساب للسلفية. حفظ
الشيخ : فنحن إذا قلنا نحن السلفيون. هذه ليست عبادة وإنما هذا تعريف، كما إذا قال: فلان سوري، فلان أردني، فلان كذا ... إلى آخره. هذه مش بدعة، هذه تعبير عن واقع هذا الإنسان من حيث ولادته، ومن حيث النسبة أنصاري، مهاجري..إلى آخره. فإذا انتسب المسلم إلى جماعة، فالنسبة هذه قد تكون منكرة، وقد تكون معترفًا بها، معروفة. تكون منكرة: إذا كانت توحي بمعنى يخالف الشرع. وهذا هو الذي وقع فيه جماهير الناس، وهذا من العجب بمكان. الذي ينتسب لمذهب معين سواءً في الأحكام فهو يقول: أنا حنفي. فهذا انتسب إلى إمام، وذاك يقول: مالكي. انتسب إلى إمام آخر، وهناك شافعي، وحنبلي. هذه النسب كلها ماشية بنحو تقريبًا عشرة قرون ولا نكير لها، حينما وجد منذ قرون من أذاع مذهب السلف الصالح وبيّن للناس بأدلة الكتاب والسنة -ذكرت أنا لكن طرفًا يسيرًا منها- بأن الأمر كما يقول أهل العلم من المحققين: "وكل خيرٍ في اتباع من سلف *** وكل شرٍ في ابتداع من خلف". لمّا وجد هذا الاسم لربط الناس بهؤلاء القوم ألا وهم المشهود لهم بالخيرية في الحديث الصحيح قالوا: هذا الاسم بدعة، والانتساب إلى السلف بدعة. طيب ماذا نفعل؟ يزعمون أنه لازم نقول: مسلمون. طيب المسلمون اليوم يشمل العلوي ويشمل الدرزي، ويشمل القدياني. هذا حزب وطائفة جديدة من المسلمين..إلى آخره. أأنت حينما تقول عن نفسك أنا مسلم، ما عرّفت بنفسك صاحبك الذي سألك أنت إيش مذهبك وإيش دينك؟ مسلم. مسلم بنص الرسول انقسموا إلى ثلاثة وسبعين فرقة، والواقع يشهد بأنهم مثل ذلك أو أكثر من ذلك، فإذًا ما يكفي أن تقول: أنت مسلم، لازم تُعبّر عن اتجاهك، ممكن تكون مسلم صوفي، ممكن تكون مسلم سلفي، ممكن تكون مسلم حنفي، ممكن تكون خلفي... إلى آخره. هذه الأسماء مادام أنها قائمة وموجودة وتعبر عن انتسابات لا يرضاها المنتسبون أنفسهم إليها، الأئمة أنفسهم يتبرؤون من التعصب لهم، ولذلك أمروا أتباعهم بأن يأخذوا الأحكام الشرعية من حيث هم أخذوا أي من الكتاب والسنة. فإذًا الانتساب إلى السلف الصالح ليس كانتساب لأي شخصٍ أو لأي جماعة في الدنيا قاطبة، في الدنيا الإسلامية، يعني مثلًا، ولا مؤخذة، إذا قلنا : جماعة حزب التحرير ينتسبون إلى شخص، الإخوان المسلمين ينتسبون إلى شخص، شباب محمد ينتسبون إلى شخص، جماعة التبليغ ينتسبون إلى شخص في الهند ... إلى آخره، لكن هؤلاء مهما سموا وعلوا علمًا وعملًا وخلقًا ... إلى آخره لكنهم أفراد غير معصومين. سبحان الله هذا كله ماشي بدون نكير. أما أنا سلفي أي أنتسب إلى السلف الصالح، وأنا أريد أن أفهم الكتاب والسنة على ما كانوا عليه، ليس على ما عليه الخلف، فهذا أمرٌ منكر. هذا في الواقع من المصائب التي جاءت في الآثار تُنبه أن السنة تصبح بدعة والبدعة سنة، والمعروف منكرًا والمنكر معروفًا. لهذا نحن نقول: ينبغي على كل مسلم أولًا: أن لا يتعصب لإمام من أئمة المسلمين، وأن يستفيد منهم جميعًا، لأن العلم ليس محصورًا في فردٍ منهم. هذا أولًا. وثانيًا: عليه أن يتلقى العلم بأدلة الكتاب والسنة وعلى ما كان عليه سلفنا الصالح رضي الله عنهم أجمعين. لعل في هذا بيانًا وجوابًا شافيًا إن شاء الله للسؤال الموجّه آنفًا. نصلي وبعدين نسمع إذا كان هناك أسئلة.في مجال للصلاة ولا ما في مجال ؟