النبي صلى الله عليه وسلم لما كلم موتى قريش في بدر هل فيه أن الميت يسمع في قبره.؟ حفظ
السائل : ... أنه أستاذي أنه لا يسمع، والرسول صلى الله عليه وسلم لما حدّث الكفرة بعد ..
الشيخ : قليب بدر يعني؟
السائل : ... قال ما أنتم بأسمع منا.
الشيخ : إيه.
السائل : لذلك خاطب الرسول صلى الله عليه وسلم يعني.
الشيخ : أهاه اداركت حالك حالك هلّا.
(ضحك الشيخ رحمه الله).
الشيخ : يا سيدي هذه القصة الحقيقة مهمة جدًا، كنت أنا طبعت كتاب في الشام حول هذا الموضوع مهم جدًا اسمه "الأيات البيّنات في عدم سماع الأموات عند الحنفية السادات" هذا ما هو تأليفي، تأليف الألوسي أخو محمود الألوسي صاحب التفسير العظيم المسمى بـ "روح المعاني" أخوه هذا اسمه الشيخ نعمان الألوسي له هذه الرسالة "الأيات البيّنات في عدم سماع الأموات عند الحنفية السادات" وهو حنفي وعالم وألقى درس هناك في بغداد وتطرّق لهذه المسألة وبيّن لهم أنه الأموات ما بيسمعوا فأقاموا القيامة عليه، الناس ما كان عندهم تفتّح، فراح واندفع وألّف ها الرسالة هذه وتمّت الرسالة في طيّ الكتمان إلى أقل من عشر سنوات حتى أنا تحصّلت عليها، على نسخة مصوّرة فجئت نسختها وحقّقتها وخرّجت أحاديثها ووضعت لها مقدمة في نحو خمسين صفحة، المقدمة فقط، وهي مطبوعة فعالجت أنا هذا الموضوع بطريقتي الخاصة، بالجملة أوردت أنا هذا الحديث، لأنه هذا الحديث ظاهره ينسف الرسالة كلها نسفًا "الأيات البيّنات في عدم سماع الأموات" والحديث بيقول صراحة ( ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ) ، لكن الحقيقة أنه هذا الحديث حينما يقف الإنسان معه بتفهم بيتبيّن له قضية ينقلب رأسًا على عقب.
الحديث حجة لموضوع الكتاب وليس عليه، ولمّا هو المؤلف ما عالج هذه القضية كان همّه هو إقناع الناس اللي شغّبوا عليه هناك بأقوال أئمة المذهب، وهذا أسلوب يُفيد مع الناس المتعصبين. وأنا كمّلت موضوعه من الناحية الحديثية، من الدليل، انظروا الأن القصة كيف حُجة على أنه الموتى لا يسمعون وإنما هي كما تنبّهت أخيرًا أنت قضية خاصة، أول ذلك لاحظوا معي أن هذا الجواب كان جواب على سؤال مين؟ عمر بن الخطاب لمّا الرسول عليه السلام بعد ثلاثة أيام من بعد أن وضعت الحرب أوزارها وقُضي على المشركين إلا من ولّى هاربًا، وكان صناديد قريش أُلقوا في قليب هناك، وقف بعد ثلاثة أيام فيُنادي ( يا فلان بن فلان إني وجدت ما وعدني ربي حقًا فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقًا؟ ) قال عمر بن الخطاب يا رسول الله إنك لتنادي أجسادًا لا أرواح فيها، في رواية قد جيّفوا طلعت ريحتهم.
ولعل نقف قليلًا قول عمر لنبيه يشعر أنه عمر مشبّع بفكرة أنه الموتى لا يسمعون وإلا كيف بيجي بها الصراحة هذه وبهذه الجرأة بيقول له إنك لتنادي أجسادًا لا أرواح فيها، أو جيّفوا.
من أين أخذ هذا العلم عمر بن الخطاب حتى يقف أمام مناداة الرسول للكفار؟ لا شك ما عنده طريق وما عنده وسيلة غير الرسول -عليه السلام-، منه هو تلقّى هذا العلم؟
هذه النقطة التي بدنا نركز عليها، بتجي النقطة الثانية هذا الذي اتكأ عليه عمر فيما قاله للنبي -عليه السلام- إما أن يكون صوابًا وإما أن يكون خطأً، فإذا كان صوابًا الرسول يُقِرُّه وإن كان خطئًا يردُّه،
فماذا كان موقف الرسول -عليه السلام- هل أقرّه أم أنكره؟ أقره بخلاف ما يظن البعض أنه أنكره، لا، بس هذه الحقيقة تحتاج إلى شيء من علم بأصول الفقه الذي فيه عام وخاص ومطلق ومقيد، وو إلى أخره.
عمر لمّا قال للرسول هذا الكلام مستند على أيات وأحاديث تلقاها من نبيه فتشبّع مخه بأنه الموتى لا يسمعون كالأية السابقة (( وما أنت بمسمع من في القبور )) (( إنك لا تُسمع الموتى ولا تُسمع الصمّ الدعاء )) فلو كان ما كان مستقرًّا في نفس عمر خطأً قال له من أين لك هذا؟ ما أجابه بهذا الجواب، إنما قال ( ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ) ما قال عن الموتى جميعًا، هؤلاء ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، فإذًا هنا أدخل على مفهوم عمر تخصيصًا تقييدًا، كأنه يقول إذًا نشرح القضية يا عمر الذي تعرفه هو صحيح لكن تعلّم شيئًا جديدًا أنه هؤلاء الأن ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولذلك جاء رواية، في "صحيح البخاري" أحد رواة الحديث قتادة قال أحياهم الله له فسمعوا صوته توبيخًا وتبكيتًا، شايف كيف؟ انقلبت القضية إلى كون الحديث دليل على أنه الموتى يسمعون إلى أن الموتى لا يسمعون لكن هؤلاء سمعوا، أحياهم الله تبارك وتعالى له -عليه السلام- ليحقّرهم يبكّتهم قبل أن يروا العذاب الأليم.
هذا كله أنا شرحته في مقدمة الكتاب المذكور أنفًا، وذكرت بالمناسبة قصة أخرى وهي تُشبه هذه تمامًا من حيث أن فيها دِلالة ناعمة جدًا لخلاف ما يتوهّم بعض الناس.
لابد أنكم سمعتم حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت دخل عليّ أبو بكر الصديق ورسول الله صلى الله عليه وسلم مسجًّى عندي وعنده جاريتان تغنّيان بغناء بُعاث تضربان عليه بدفٍ، لمّا دخل أبو بكر استعظم الأمر، فصاح أمزمار الشيطان في بيت رسول الله؟ هذا مثل قول عمر إنك لتنادي أجسادًا لا أرواح فيها، كيف يتقدّم أبو بكر الصديق بين يدي الرسول وفي بيته وبيقول مزمار الشيطان في بيت رسول الله لولا أنه كان لُقَّن هذا العلم، تلقّن هذا العلم من الرسول -عليه السلام-، وتمام الحديث يؤكّد لنا هذا الفهم، لكن فَعَل الرسول مع أبو بكر هنا مثل ما فعل مع عمر، أدخل على مفهومه السابق قيدًا، كذلك هنا أدخل الرسول على مفهوم أبي بكر السابق الصحيح قيدًا، لماذا؟ قال له بعد ما رفع رأسه قال ( يا أبا بكر دعهما فإن لكل قومٍ عيدًا وهذا عيدنا ) .
كأنه يقول له: الذي قلته صواب مزمار الشيطان، لكن هذا مستثنًى منه يوم العيد، لذلك الضرب بالدف حرام لأنه من جملة الملاهي لكن استثنيَ من الحرمة الدف في العرس والدف في يوم العيد، فكما أنه هذاك الحديث صار دليل على أنه الموتى لا يسمعون إلا هؤلاء الكفار المشركين أيضًا هذا حديث انقلب إلى أنه دليل لا يجوز ضرب الدف إلا في يوم العيد وفي الحديث الأخر إلا في إعلام النكاح.
فإذًا حديث أبو بكر دليل على أنه الدف ألة من ألالات الطرب ومزمار من مزامير الشيطان إلا في يوم العيد.
فإذًا لا إشكال على قاعدة وما أنت بمسمعٍ من في القبور أبدًا، ثم الكلام بيجر كلام، لو كان أحد يسمع من الموتى شيئًا، من أفضل من رسول الله؟ لا أحد، ثم لو كان أحد يسمع شيئًا في هذه الدنيا ما هو الأولى بأن يسمعه إلا ذكر الله وما والاه، يسمع يعني الكفر والضلال؟ لا، يسمع شيء يلتذ به على الأقل، إذا كان الرسول -عليه السلام- يقول ( إن لله ملائكةً سيّاحين يُبلغوني عن أمتي السلام ) ، فلمّا الواحد منا بيقول السلام عليك يا رسول الله، وهو ميّت كما قال تعالى (( إنك ميت وإنهم ميتون )) ، فلو كان ميت في الدنيا يسمع لكان الرسول، ولو كان الرسول يسمع شيئًا ما بيسمع الكفر والضلال بيسمع الثناء عليه والصلاة عليه، فما بالكم وهو بيقول لملائكة ( إن لله ملائكة سياحين يُبلغوني عن أمتي السلام ) ، ما قال أنا أسمع السلام. فإذا كان الرسول وصلاته ما بيسمعه، من هذا الميت بقى الذي بده يسمع ما يقع في الدنيا من أي شيء من ذكر أو صلاة أو ختمة قرأن أو أو إلى أخره؟
وهذا بيذكّرني بعادة للناس بتدل على غفلتهم وجهلهم من جهة، فأنا استغللت ها الفائدة التي استفدتها من هذا الحديث من قبل نحو خمسة وعشرين سنة، كنت انتدبت لتدريس مادة الحديث في الجامعة الإسلامية التي لا تزال الأن قائمة ولم تكن بعد موجودة يومئذ.
فأنا عم ... وعملت الجواز، تأشيرة الخروج وصل الجواز عند ضابط من الضباط ويظهر فيه عنده عاطفة دينية، شاف أنه السفر إلى المدينة، قال لي راح تسافر إلى المدينة؟ قلت له إن شاء الله، قال لي بدي أكلفك شيء؟ قلت له تفضل، قال إن شاء الله توصل بالسلامة وبتبلّغ الرسول -عليه السلام- السلام، قلت له: يا أخي.
الشيخ : قليب بدر يعني؟
السائل : ... قال ما أنتم بأسمع منا.
الشيخ : إيه.
السائل : لذلك خاطب الرسول صلى الله عليه وسلم يعني.
الشيخ : أهاه اداركت حالك حالك هلّا.
(ضحك الشيخ رحمه الله).
الشيخ : يا سيدي هذه القصة الحقيقة مهمة جدًا، كنت أنا طبعت كتاب في الشام حول هذا الموضوع مهم جدًا اسمه "الأيات البيّنات في عدم سماع الأموات عند الحنفية السادات" هذا ما هو تأليفي، تأليف الألوسي أخو محمود الألوسي صاحب التفسير العظيم المسمى بـ "روح المعاني" أخوه هذا اسمه الشيخ نعمان الألوسي له هذه الرسالة "الأيات البيّنات في عدم سماع الأموات عند الحنفية السادات" وهو حنفي وعالم وألقى درس هناك في بغداد وتطرّق لهذه المسألة وبيّن لهم أنه الأموات ما بيسمعوا فأقاموا القيامة عليه، الناس ما كان عندهم تفتّح، فراح واندفع وألّف ها الرسالة هذه وتمّت الرسالة في طيّ الكتمان إلى أقل من عشر سنوات حتى أنا تحصّلت عليها، على نسخة مصوّرة فجئت نسختها وحقّقتها وخرّجت أحاديثها ووضعت لها مقدمة في نحو خمسين صفحة، المقدمة فقط، وهي مطبوعة فعالجت أنا هذا الموضوع بطريقتي الخاصة، بالجملة أوردت أنا هذا الحديث، لأنه هذا الحديث ظاهره ينسف الرسالة كلها نسفًا "الأيات البيّنات في عدم سماع الأموات" والحديث بيقول صراحة ( ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ) ، لكن الحقيقة أنه هذا الحديث حينما يقف الإنسان معه بتفهم بيتبيّن له قضية ينقلب رأسًا على عقب.
الحديث حجة لموضوع الكتاب وليس عليه، ولمّا هو المؤلف ما عالج هذه القضية كان همّه هو إقناع الناس اللي شغّبوا عليه هناك بأقوال أئمة المذهب، وهذا أسلوب يُفيد مع الناس المتعصبين. وأنا كمّلت موضوعه من الناحية الحديثية، من الدليل، انظروا الأن القصة كيف حُجة على أنه الموتى لا يسمعون وإنما هي كما تنبّهت أخيرًا أنت قضية خاصة، أول ذلك لاحظوا معي أن هذا الجواب كان جواب على سؤال مين؟ عمر بن الخطاب لمّا الرسول عليه السلام بعد ثلاثة أيام من بعد أن وضعت الحرب أوزارها وقُضي على المشركين إلا من ولّى هاربًا، وكان صناديد قريش أُلقوا في قليب هناك، وقف بعد ثلاثة أيام فيُنادي ( يا فلان بن فلان إني وجدت ما وعدني ربي حقًا فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقًا؟ ) قال عمر بن الخطاب يا رسول الله إنك لتنادي أجسادًا لا أرواح فيها، في رواية قد جيّفوا طلعت ريحتهم.
ولعل نقف قليلًا قول عمر لنبيه يشعر أنه عمر مشبّع بفكرة أنه الموتى لا يسمعون وإلا كيف بيجي بها الصراحة هذه وبهذه الجرأة بيقول له إنك لتنادي أجسادًا لا أرواح فيها، أو جيّفوا.
من أين أخذ هذا العلم عمر بن الخطاب حتى يقف أمام مناداة الرسول للكفار؟ لا شك ما عنده طريق وما عنده وسيلة غير الرسول -عليه السلام-، منه هو تلقّى هذا العلم؟
هذه النقطة التي بدنا نركز عليها، بتجي النقطة الثانية هذا الذي اتكأ عليه عمر فيما قاله للنبي -عليه السلام- إما أن يكون صوابًا وإما أن يكون خطأً، فإذا كان صوابًا الرسول يُقِرُّه وإن كان خطئًا يردُّه،
فماذا كان موقف الرسول -عليه السلام- هل أقرّه أم أنكره؟ أقره بخلاف ما يظن البعض أنه أنكره، لا، بس هذه الحقيقة تحتاج إلى شيء من علم بأصول الفقه الذي فيه عام وخاص ومطلق ومقيد، وو إلى أخره.
عمر لمّا قال للرسول هذا الكلام مستند على أيات وأحاديث تلقاها من نبيه فتشبّع مخه بأنه الموتى لا يسمعون كالأية السابقة (( وما أنت بمسمع من في القبور )) (( إنك لا تُسمع الموتى ولا تُسمع الصمّ الدعاء )) فلو كان ما كان مستقرًّا في نفس عمر خطأً قال له من أين لك هذا؟ ما أجابه بهذا الجواب، إنما قال ( ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ) ما قال عن الموتى جميعًا، هؤلاء ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، فإذًا هنا أدخل على مفهوم عمر تخصيصًا تقييدًا، كأنه يقول إذًا نشرح القضية يا عمر الذي تعرفه هو صحيح لكن تعلّم شيئًا جديدًا أنه هؤلاء الأن ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولذلك جاء رواية، في "صحيح البخاري" أحد رواة الحديث قتادة قال أحياهم الله له فسمعوا صوته توبيخًا وتبكيتًا، شايف كيف؟ انقلبت القضية إلى كون الحديث دليل على أنه الموتى يسمعون إلى أن الموتى لا يسمعون لكن هؤلاء سمعوا، أحياهم الله تبارك وتعالى له -عليه السلام- ليحقّرهم يبكّتهم قبل أن يروا العذاب الأليم.
هذا كله أنا شرحته في مقدمة الكتاب المذكور أنفًا، وذكرت بالمناسبة قصة أخرى وهي تُشبه هذه تمامًا من حيث أن فيها دِلالة ناعمة جدًا لخلاف ما يتوهّم بعض الناس.
لابد أنكم سمعتم حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت دخل عليّ أبو بكر الصديق ورسول الله صلى الله عليه وسلم مسجًّى عندي وعنده جاريتان تغنّيان بغناء بُعاث تضربان عليه بدفٍ، لمّا دخل أبو بكر استعظم الأمر، فصاح أمزمار الشيطان في بيت رسول الله؟ هذا مثل قول عمر إنك لتنادي أجسادًا لا أرواح فيها، كيف يتقدّم أبو بكر الصديق بين يدي الرسول وفي بيته وبيقول مزمار الشيطان في بيت رسول الله لولا أنه كان لُقَّن هذا العلم، تلقّن هذا العلم من الرسول -عليه السلام-، وتمام الحديث يؤكّد لنا هذا الفهم، لكن فَعَل الرسول مع أبو بكر هنا مثل ما فعل مع عمر، أدخل على مفهومه السابق قيدًا، كذلك هنا أدخل الرسول على مفهوم أبي بكر السابق الصحيح قيدًا، لماذا؟ قال له بعد ما رفع رأسه قال ( يا أبا بكر دعهما فإن لكل قومٍ عيدًا وهذا عيدنا ) .
كأنه يقول له: الذي قلته صواب مزمار الشيطان، لكن هذا مستثنًى منه يوم العيد، لذلك الضرب بالدف حرام لأنه من جملة الملاهي لكن استثنيَ من الحرمة الدف في العرس والدف في يوم العيد، فكما أنه هذاك الحديث صار دليل على أنه الموتى لا يسمعون إلا هؤلاء الكفار المشركين أيضًا هذا حديث انقلب إلى أنه دليل لا يجوز ضرب الدف إلا في يوم العيد وفي الحديث الأخر إلا في إعلام النكاح.
فإذًا حديث أبو بكر دليل على أنه الدف ألة من ألالات الطرب ومزمار من مزامير الشيطان إلا في يوم العيد.
فإذًا لا إشكال على قاعدة وما أنت بمسمعٍ من في القبور أبدًا، ثم الكلام بيجر كلام، لو كان أحد يسمع من الموتى شيئًا، من أفضل من رسول الله؟ لا أحد، ثم لو كان أحد يسمع شيئًا في هذه الدنيا ما هو الأولى بأن يسمعه إلا ذكر الله وما والاه، يسمع يعني الكفر والضلال؟ لا، يسمع شيء يلتذ به على الأقل، إذا كان الرسول -عليه السلام- يقول ( إن لله ملائكةً سيّاحين يُبلغوني عن أمتي السلام ) ، فلمّا الواحد منا بيقول السلام عليك يا رسول الله، وهو ميّت كما قال تعالى (( إنك ميت وإنهم ميتون )) ، فلو كان ميت في الدنيا يسمع لكان الرسول، ولو كان الرسول يسمع شيئًا ما بيسمع الكفر والضلال بيسمع الثناء عليه والصلاة عليه، فما بالكم وهو بيقول لملائكة ( إن لله ملائكة سياحين يُبلغوني عن أمتي السلام ) ، ما قال أنا أسمع السلام. فإذا كان الرسول وصلاته ما بيسمعه، من هذا الميت بقى الذي بده يسمع ما يقع في الدنيا من أي شيء من ذكر أو صلاة أو ختمة قرأن أو أو إلى أخره؟
وهذا بيذكّرني بعادة للناس بتدل على غفلتهم وجهلهم من جهة، فأنا استغللت ها الفائدة التي استفدتها من هذا الحديث من قبل نحو خمسة وعشرين سنة، كنت انتدبت لتدريس مادة الحديث في الجامعة الإسلامية التي لا تزال الأن قائمة ولم تكن بعد موجودة يومئذ.
فأنا عم ... وعملت الجواز، تأشيرة الخروج وصل الجواز عند ضابط من الضباط ويظهر فيه عنده عاطفة دينية، شاف أنه السفر إلى المدينة، قال لي راح تسافر إلى المدينة؟ قلت له إن شاء الله، قال لي بدي أكلفك شيء؟ قلت له تفضل، قال إن شاء الله توصل بالسلامة وبتبلّغ الرسول -عليه السلام- السلام، قلت له: يا أخي.