إخواننا الآن في الضفة الغربية وفي قطاع غزة قاموا بهذه الإنتفاضة وبعضهم من الجاماعات الإسلامية وبعضهم من العلمانيين لو قتل هذا الشاب المسلم هل تنطبق عليه أحكام الشهادة.؟ حفظ
السائل : يقول الأن إخواننا في الضفة الغربية وفي قطاع غزة قاموا بهذه الانتفاضة، وبعضهم من المسلمين، من الجماعات الإسلامية والبعض الأخر جماعات علمانية، هذه متروكة ما لنا علاقة فيها، الجماعات الإسلامية القائمة الأن وخاصة الملثمين منهم اللي بيضربوا الحجر على العدو من أجل الجهاد مثلًا وهذه إمكانية إعدادهم، ما عندهم أكثر من هذا .
لو قُتل هذا الشاب المسلم هل يكون شهيدًا وينطبق عليه أحكام الشهادة وإلّا ما رأيكم في هذا؟
الشيخ : الشهادة لا يكون بمجرد الموت في الجهاد، رب قتيلٍ بين الصفين الله أعلم بنيّته.
السائل : نعم.
الشيخ : كما جاء في "صحيح البخاري" أن رجلًا قال يا رسول الله الرجل منا يُقاتل عصبية هل هو في سبيل الله؟ قال ( لا )، قال الرجل منا يقاتل شجاعة هل هو في سبيل الله؟ قال ( لا )، قال الثالث، قال الرابع وهو يقول عليه السلام ( لا ) ( لا ) ، قالوا فمن في سبيل الله؟ قال ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ) فلو كان هناك جهاد إسلامي معلن مش عبارة عن ثورة وعن انتفاضة كما يقال الأن والله أعلم بباعثها، فإنما الأعمال بالنيات.
ولذلك جاء هذا الحديث الذي افتتح به الإمام البخاري صحيحه ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئٍ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ) يذكر شرّاح الحديث في بيان سبب هذا الحديث، قصة الله أعلم بصحتها، الحديث صحيح في البخاري لا إشكال فيه، أما السبب الذي يذكرونه فالله أعلم بصحته.
يقولون أن رجلًا خرج مجاهدًا مع الرسول عليه السلام وفي نيّته -وعليكم السلام- وفي نيته أن يحظى بامرأة كان يحبها وتعرف بأم قيس فخرج مجاهدًا مع الرسول لعله يحظى بها في السبي، فقيل في هذا الرجل مهاجر أم قيس، فنزل الوحي على الرسول عليه السلام ونطق بهذا الحديث ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئٍ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا ) يعني مغانم ( يصيبها أو امرأة ) كأم قيس يتزوجها أو يتسرى بها ( فهجرته إلى ما هاجر إليه ) ، فلذلك هذه قاعدة " إنما الأعمال بالنيات " .
وقد جاء في "صحيح البخاري" حديث رهيب جدًا جدًا جدًا في غزوة من الغزوات رؤي أحد الأصحاب يُقاتل قتالًا شديدًا لا يبالي بالموت حتى عجب أصحاب الرسول وكلهم شجعان ليس فيهم جبان، عجبوا من شدة قتاله عجبًا دفعهم إلى أن يذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فكان جواب الرسول رهيب جدًا لا يكاد يُصدّق إلا من المؤمن حقًا قال عليه السلام ( هو في النار ) ، هذا الذي ترونه يقاتل أشدّ القتال مع رسول الله، يقاتل أعداؤه ( هو في النار ) .
السائل : قُزمان هذا؟
الشيخ : أي نعم، يقولون رواية هذه، بس ليست في "صحيح البخاري"، مرة ثانية، معركة ثانية كذلك جاؤوا إلى الرسول قال ( هو في النار ) ، وهكذا الثلاث مرات، وفي المرة الثالثة حصل في بال أحد الصحابة إلا كما يقال باللغة العامية " يحط دأبه بدأبه " ، يتّبعه وين ما راح يروح معه ليشوف مصير هذا الإنسان الذي عم يشهد أصدق إنسان عم يقول ( هو في النار ) ، أه وكيف هذا في النار وعم يجاهد في سبيل الله وإذا به يراه، لأنه في مثل عامي بيقول -ما باعرف هذا معروف عندكم- عندنا في سوريا هذا اللي بده يلاعب القط … خرابيشه " بتقولوا … ؟ أه إيه هذا مش بده يلاعب القطط بده يقاتل الشجعان من الكفار المشركين فلابد من يصيبوا جراحات فبطبيعة الحال اشتدت عليه الجراحات فما كان منه وذلك يراقبه إلا أن وضع ذؤابه سيفه، رأس السيف في بطنه واتكأ عليه فخرج من ظهره ومات، ركض الرجل إلى الرسول عليه السلام .
السائل : انتحر.
الشيخ قال له يا رسول الله فلان الذي قلت فيه كذا وكذا فعل كذا وكذا وقتل نفسه.