التنبيه على مسألة القيام للداخل . حفظ
الشيخ : فأنا قلت إنه أنت يصعب عليك إنه أنا إذا دخلت عليك ما تقوم، فعاطفتك وحبّك لها الإنسان العاجز، ها العاطفي هذه بتدفعك للقيام.
السائل : نعم.
الشيخ : سألتك تصوّر إن الرسول عليه السلام دخل عليك فماذا تفعل؟ أنا ما حبيت أقول لك بتقوم له من باب أولى لكن حبّيت أرمي عصفورين بحجر واحد، ستقول ولو بلسان حالك لا بلسان قالك.
(يرد الشيخ التحية).
الشيخ : فأنا الجواب على هذا السؤال قد تقول أنت من حبك للرسول ما هو بس بتنط بتقول مثل ما قال هذاك الرجل الأخر بأقوم له على رأسي مو على رجليّ، رسول الله دخل عليّ بقوم بأقف له على رأسي لو كان ممكن مو على رجليه، لكن هذا الجواب بلغة العواطف ليس بلغة العقل المقرون بالشرع معًا.
السائل : نعم.
الشيخ : ونحن بصفتنا مسلمين متّبعين للكتاب الكريم وحديث النبي عليه الصلاة والسلام لازم يكون جوابنا إتباع كما قال تعالى (( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُم اللَّهُ )) [آل عمران: 31]، فهذه الأية نص قاطع، أن الدليل على حب المسلم لله اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه حب الرسول هو حب لله تبارك وتعالى، فحبّك للرسول ما بيكون صادق إلا حينما تتّبعه، فإذا فصّلت ها الدليل هذا عن حياتك راح تختلف مفاهيمك، راح تقول مثل ما قال هذاك المجنون لو بيطلع بيدي بأقم له إيش؟ على رأسي، يا مسلم أنت بتقرأ قول الله عز وجل (( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُم اللَّهُ )) ، لازم يكون جوابك بدل ما تقول هيك والله بافعل ما يأمرني به الرسول عليه الصلاة والسلام، إذا قال لي وقّف على رجليك بأقف له على رجلي، لو قال لي وقّف على أربعة أوقف على أربعة، لو قال لي قف على رأسك وبيطلع بيدي بأقف على رأسي، هذا هو جواب المؤمن الذي لا يتقيّد بالعاطفة الجياشة.
انظر مثلاً للحديث المعروف الصحيح طبعًا عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه جاء إلى الشام من المدينة إلى الشام ثم رجع، فأول ما وقع بصره على النبي صلى الله عليه وسلم هوى يريد السجود له، قال له ( مه يا معاذ ) ، إيش هذا؟ قال له يا رسول إني أتيت الشام فرأيت النصارى يسجدون لقسيسهم وعظمائهم، فرأيتك أنت أحق بالسجود منهم، هذا كلام عاطفي صحيح، لكن انظروا الشرع شو قال له؟ قال له ( يا معاذ لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها ) ، في هذا الحديث قال أو في غيره ( ولكن لا يصلح السجود إلا الله ) ، إذًا معاذ هوى ساجدًا حبًا في الرسول، هذه ما فيها إشكال، لكن هل رضي ذلك منه الرسول عليه السلام؟ لا، بهذا الميزان يجب أن نعالج أعمالنا وحركاتنا وسكناتنا، بعد التوطأة، نعود إلى أصل المسألة قلت لك تصوّر أن الرسول عليه السلام دخل عليك ماذا تفعل؟ ستقوم له من باب أولى لكن ماذا تفعل إذا عَلِمت أنه كرِه ذلك منك؟ أتستجيب لهواك وعاطفتك فتظل تقوم مع علمك بأنه يكره هذا القيام منك له؟ كلا، لا، طيب، إذًا نحن بينقصنا العلم بالسنّة إذًا.
السائل : نعم.
الشيخ : ولذلك كانت السنّة هي الملاجم يعني الخامات لانطلاق الإنسان انطلاق أعمى في كل أعماله في هذه الحياة الدنيا، السنّة هي الضابطة، فإذا سمعت قول أنس بن مالك رضي الله عنه وهو الذي خدم الرسول عشر سنين قال ما كان شخصٌ أحب إليه من رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم، وكانوا لا يقومون له لما يعلمون من كراهيته لذلك، شو بقى في كلامهم؟ أنا دخلت عليك شو أنا؟ إذا كان كان هلا هون، صار في عندنا موقفين، موقف شرعي وموقف عاطفي، الموقف الشرعي أنا وإلا أكبر مني دخل عليك ها اللي هو رسول الله صلى الله عليه وسلام، الموقف الشرعي ما بتقوم، الموقف العاطفي بتقوم على رجليك وعلى رأسك ووإلى أخره، لكن المسلم بقى راح يتبع عاطفته مع مخالفة الشرع؟ هل تتصور أن معاذ بن جبل من بعد النصيحة التي وجهها الرسول إليه يخطر في باله أنه يسجد للرسول؟ حاشى لله.
كذلك ينبغي للمسلم إذا سمع أن الرسول عليه السلام يكره القيام له وهو أفضل البشر فهلا يكره القيام منك لي ومني لك؟ من باب أولى، لذلك يجب أن نعتاد هذه الحياة التي مِلؤها التفاهم والود الذي وقر في القلب، مش النفاق الاجتماعي، يمكن أقوم وتقوم لإنسان تتمني موته مش حياته، لذلك خلي حياتنا حياة سلفية أيضًا، أدخل أخرج ما بدّنا نعمل مثل ما قال هذاك الرجل العاقل في عندنا الله يرحمه توفّي اسمه حمدي العبيد له كتيب صغير في الأحاديث الصحيحة، تبع المكتبة العربية هاي العلمية عندنا ... من سنين، الشاهد.
السائل : أيه أخونا كان.
الشيخ : أخوه موجود محمد هذا حكى لي مرة، أنا بأزوره … كنت كل.
السائل : أستاذ إذا … لبرى الصالون ... .
الشيخ : على ما تحب يلا.
( انقطع الصوت ).
(يرد الشيخ السلام والتحية).
...
الشيخ : فذكر لي مرة حمدي عبيد، يا أبو حمدي.
أبو حمدي : نعم.
الشيخ : شوف لنا الوقت أنت بقى متى ما هذا بتعطينا إشارة.
السائل : … الله يبارك فيك يعني.
الشيخ : سيدي على كل حال الناحية الشرعية لازم لازم ندخل إلى الشام قبل غروب الشمس لأنه ليلاً ما بيجوز ندخل البلد ونطرق الأهل ليلاً، نهى الرسول عليه السلام عن ذلك، فنحاول الجمع بين المصلحتين، مصلحة الاجتماع معكم ومصلحة التبكير للذهاب إلى البلد قبل غروب الشمس.
ذكر لي مرة حمدي عبيد -رحمه الله- أنه حضر حفلاً كبيرًا من الحفلات الرسمية فيها كنابايات وكراسي والطبقية الكراسي الضخمة هي للصفوف المتقدمة إلى أخره، قال فنحن أجلسونا في الصفوف الأوَل، قال لبثنا قليلاً فسرى خبر في القاعة بأنه الأن يدخل الباشا الفلاني، قال فعلاً دخل الباشا الفلاني فقمنا، هيك لحتى جلس في صدر المكان، قعدنا قال لسة ما قعدنا قلت لك، سرت الإشاعة الثانية أنه البيك الفلاني، ما أتمت الإشاعة إلا كان دخل البيه الثاني، قمنا، هيك لجلس جلسنا، الخلاصة بلا … مثل ما بيقولوا قال ما شفت حالي غير قايم قاعد ... .
السائل : رياضة رياضة الواحد ... .
الشيخ : قال بعدين تذكرتك و ... يعني، قال ما لك غير تأخذ بمذهب فلان، سرت إشاعات … هذه الشغلة ما بتنتهي، جايين نحن نقعد ونقوم ونقعد ونقوم قال ... محلي ومشيت وبقينا، الشاهد هذا كله تصنّع وتكلّف كما هو مجسّد واضح ظاهر.
السائل : أنت ما عم ... .
الشيخ : أي نعم، وما أحسن ما ورد في ترجمة أحد كبار علماء الحديث.