شرح قول الطحاوية "......مميت بلا مخافة باعث بلا مشقة......". حفظ
الشيخ : " مميت بلا مخافة باعثٌ بلا مشقة "، الفقرة الثانية تلتحق بالبيان السابق، "باعثٌ بلا مشقة" أي كما قال تعالى في الأية المشار إليها سابقا (( وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ )) [الروم:27]، اللي خلق ابتداءً فأهون عليه الإعادة.
السائل : ... .
الشيخ : نعم، أما قوله مميتٌ بلا مخاضة فكأنه يُشير إلى أن الله عز وجل حينما يميت الخلق لا يميتهم للخلاص من شرهم، كما يفعل الخصم عادة من البشر مع خصمه والعدو مع عدوه، فإنما يميته ليتخلّص من شره، فالله عز وجل أكبر من أن يُميت الخلق ويعدمهم بعد أن أوجدهم مخافةً من شرهم، وإنما لحكمةٍ بالغة من ذلك أن يعيدهم إلى الحياة الأخرى ليعطي كلّا منهم أجر ما عملت يداه.
العيد عباسي : يقول الدكتور ... .
الشيخ : أي نعم.
العيد عباسي : هذا ماذا ... .
الشيخ : لأنه جايب الأية والأية صريحة (( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ )) ، وهذا في الواقع من الأمور الغيبيّة التي يجب الإيمان بها، الفلاسفة يقولون الموت فيه عدم، لأنهم يفهمون أن الموت هو ضد الحياة، والحياة إذا ذهبت فني الموت فلما جاء الموت لم يكن هناك شيئًا وجودي لكن إذا قال الله عز وجل (( خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ )) ، فشمل كلا منهما صفة الخلقية، والخلق إنما يتناول الأشياء الوجودية وليس يتناول الأشياء العدمية هذا من جهة، ومن جهة أخرى تعلمون جميعًا حديث الإتيان للموت يوم القيامة في صورة كبشٍ يوقف به بين الجنة والنار ثم يُنادى يا أهل الجنة خلودٌ فلا موت ويا أهل النار خلودٌ فلا موت.
إذًا هذا الموت له وجود حقيقي والله عز وجل بقدرته يمثّله في صورة كبشٍ، كما أن القرأن الكريم مثلاً هو كلام الله تبارك وتعالى ويتمثّل يوم القيامة في صورة ما وقد جاء على ذلك بعض الأحاديث الصحيحة كما أن العمل الذي يعمله الإنسان في الحياة الدنيا يتمثّل له في قبره إن كان صالحًا بصورة شخص جميل الوجه جميل الصورة، والعكس بالعكس فهذه حقائق موجودة وخلقها الله عز وجل ومن تمام خلقه إياها أنه يمثّلها في صور مادية مجسّمة تُرى رأي العين، فالموت حقيقة من حقائق خلق الله عز وجل لا يمكننا نحن أن ندرك لأنه من ما وراء العقل لكن مادام جاء النص في إثباته فلا علينا بعد ذلك أن جهل الفلاسفة هذه النصوص وأنكروها لأنهم إنما يؤمنون بما يحيط به عقلهم وفكرهم وعلمهم والله عز وجل يقول (( وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ )) ، ويقول (( وَمَا أُوتِيتُمْ مِن الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا )) [الإسراء:85]، ومع أن المقصود بهذه الأية (( وَمَا أُوتِيتُمْ مِن الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا )) ، العلمين المقصود به العلمان العلم الديني والشرعي والعلم الكسبي والتجربي، ففي كل من العلمين يقول الله عز وجل مخاطبًا البشر (( وَمَا أوتِيتُمْ مِن الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا )) ، ولا شك أن الإنسان إذا جمع بين العلمين يكون أكثر إحاطة بما أراد الله لعباده من العلم، مما لا يتفرّد بعلم بأحدهما، فالشرعيين إذا ضمّوا إلى علمهم علم التجربة والنظري لا شك يكونون أكثر إحاطة بالعلم من العكس أي البشر الذين يحيطون بالعلم التجربي والعلم الكسبي ولا يرفعون رأسًا إلى العلم الشرعي، مع ذلك الأشخاص الذين يجمعون بين العلمين هم الذين يخاطَبون أيضًا بقوله تعالى (( وَمَا أُوتِيتُمْ مِن الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا )) ، فهؤلاء أن يخاطب بهذا النص نوعا من البشر تفرّد بعلم من العلمين أولى وأولى أن يخاطب بهذا النص الفلاسفة الذين إنما يعتمدون في العقائد على مجرّد العقل والنظر، فهؤلاء لا يُلفت إليهم إذا أنكروا حقيقة من الحقائق العلمية الشرعية كمثل قولهم أن الموت صفة عدمية وليست صفة وجودية، بعد أن الله عز وجل يُخبر خلاف ما ذهبوا إليه فيقول (( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا )) [الملك:2]، يبلوكم بالحياة وبالموت.
السائل : ممكن نقول أنه الموت مخلوق قبل الحياة؟
الشيخ : ممكن إيش؟
السائل : نقول أنه الموت مخلوق قبل الحياة.
الشيخ : ليش ممكن نقول هيك؟
السائل : لوروده في الأية أولا ثانيا لم تخلق الحياة إلا بعد ... .
الشيخ : لأن الترتيب في المثل واو العطف لا يُفيد التقدم بالمرتبة.
العيد عباسي : في الحديث ... بعض طرق الحديث ما يُفيد أنه هذا يكون قبل الحساب أو بعد الحساب؟
الشيخ : يعني ... قبل.
السائل : ... .
الشيخ : نعم، أما قوله مميتٌ بلا مخاضة فكأنه يُشير إلى أن الله عز وجل حينما يميت الخلق لا يميتهم للخلاص من شرهم، كما يفعل الخصم عادة من البشر مع خصمه والعدو مع عدوه، فإنما يميته ليتخلّص من شره، فالله عز وجل أكبر من أن يُميت الخلق ويعدمهم بعد أن أوجدهم مخافةً من شرهم، وإنما لحكمةٍ بالغة من ذلك أن يعيدهم إلى الحياة الأخرى ليعطي كلّا منهم أجر ما عملت يداه.
العيد عباسي : يقول الدكتور ... .
الشيخ : أي نعم.
العيد عباسي : هذا ماذا ... .
الشيخ : لأنه جايب الأية والأية صريحة (( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ )) ، وهذا في الواقع من الأمور الغيبيّة التي يجب الإيمان بها، الفلاسفة يقولون الموت فيه عدم، لأنهم يفهمون أن الموت هو ضد الحياة، والحياة إذا ذهبت فني الموت فلما جاء الموت لم يكن هناك شيئًا وجودي لكن إذا قال الله عز وجل (( خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ )) ، فشمل كلا منهما صفة الخلقية، والخلق إنما يتناول الأشياء الوجودية وليس يتناول الأشياء العدمية هذا من جهة، ومن جهة أخرى تعلمون جميعًا حديث الإتيان للموت يوم القيامة في صورة كبشٍ يوقف به بين الجنة والنار ثم يُنادى يا أهل الجنة خلودٌ فلا موت ويا أهل النار خلودٌ فلا موت.
إذًا هذا الموت له وجود حقيقي والله عز وجل بقدرته يمثّله في صورة كبشٍ، كما أن القرأن الكريم مثلاً هو كلام الله تبارك وتعالى ويتمثّل يوم القيامة في صورة ما وقد جاء على ذلك بعض الأحاديث الصحيحة كما أن العمل الذي يعمله الإنسان في الحياة الدنيا يتمثّل له في قبره إن كان صالحًا بصورة شخص جميل الوجه جميل الصورة، والعكس بالعكس فهذه حقائق موجودة وخلقها الله عز وجل ومن تمام خلقه إياها أنه يمثّلها في صور مادية مجسّمة تُرى رأي العين، فالموت حقيقة من حقائق خلق الله عز وجل لا يمكننا نحن أن ندرك لأنه من ما وراء العقل لكن مادام جاء النص في إثباته فلا علينا بعد ذلك أن جهل الفلاسفة هذه النصوص وأنكروها لأنهم إنما يؤمنون بما يحيط به عقلهم وفكرهم وعلمهم والله عز وجل يقول (( وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ )) ، ويقول (( وَمَا أُوتِيتُمْ مِن الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا )) [الإسراء:85]، ومع أن المقصود بهذه الأية (( وَمَا أُوتِيتُمْ مِن الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا )) ، العلمين المقصود به العلمان العلم الديني والشرعي والعلم الكسبي والتجربي، ففي كل من العلمين يقول الله عز وجل مخاطبًا البشر (( وَمَا أوتِيتُمْ مِن الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا )) ، ولا شك أن الإنسان إذا جمع بين العلمين يكون أكثر إحاطة بما أراد الله لعباده من العلم، مما لا يتفرّد بعلم بأحدهما، فالشرعيين إذا ضمّوا إلى علمهم علم التجربة والنظري لا شك يكونون أكثر إحاطة بالعلم من العكس أي البشر الذين يحيطون بالعلم التجربي والعلم الكسبي ولا يرفعون رأسًا إلى العلم الشرعي، مع ذلك الأشخاص الذين يجمعون بين العلمين هم الذين يخاطَبون أيضًا بقوله تعالى (( وَمَا أُوتِيتُمْ مِن الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا )) ، فهؤلاء أن يخاطب بهذا النص نوعا من البشر تفرّد بعلم من العلمين أولى وأولى أن يخاطب بهذا النص الفلاسفة الذين إنما يعتمدون في العقائد على مجرّد العقل والنظر، فهؤلاء لا يُلفت إليهم إذا أنكروا حقيقة من الحقائق العلمية الشرعية كمثل قولهم أن الموت صفة عدمية وليست صفة وجودية، بعد أن الله عز وجل يُخبر خلاف ما ذهبوا إليه فيقول (( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا )) [الملك:2]، يبلوكم بالحياة وبالموت.
السائل : ممكن نقول أنه الموت مخلوق قبل الحياة؟
الشيخ : ممكن إيش؟
السائل : نقول أنه الموت مخلوق قبل الحياة.
الشيخ : ليش ممكن نقول هيك؟
السائل : لوروده في الأية أولا ثانيا لم تخلق الحياة إلا بعد ... .
الشيخ : لأن الترتيب في المثل واو العطف لا يُفيد التقدم بالمرتبة.
العيد عباسي : في الحديث ... بعض طرق الحديث ما يُفيد أنه هذا يكون قبل الحساب أو بعد الحساب؟
الشيخ : يعني ... قبل.