بيان منهج أهل السنة في باب الأسماء و الصفات مع الرد على المخالفين في هذا الباب . حفظ
الشيخ : … فهذا أخذهم بقوله تبارك وتعالى.
والرؤية … الجنة بغير إحاطة ولا كيفية، وجاء الدليل على ذلك في الكتاب والسنّة أما الكتاب فهذه الأية الصريحة (( وجوهٌ يومئذٍ )) ، يوم القيامة، يوم الجنة (( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ))[القيامة:23]، ومع صراحة هذه الأية فقد سلّط عليها المعتزلة معاول الهدم والتأويل فقالوا إن الأية لا تدل على ما ذهب إليه أهل الحديث وغيرهم من أن المؤمنين يرون الله ذاته تبارك وتعالى، وإنما مراد الأية في زعم المعتزلة ناظرة إلى نعمة ربها (( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا )) ، أي إلى نعمة ربها (( ناظرة )) .
وهذا كما ترون على النهج الذي سلكوه في كل أيات الصفات تقريبًا، فهم يقولون مثلاً (( وجاء ربك )) ، أي أيات ربك، أو ملائكة ربك أو أمر ربك إلى نحو ذلك من الألفاظ التي يقدّرونها لكي يفرّوا من دلالة هذه النصوص على خلاف ما ذهبوا إليه من إنكار الصفات كالمجيء والنزول وكذلك بالإنكار رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة فتأولوا قوله تبارك وتعالى (( إلى ربها )) ، أي إلى نعمة ربها ونعيم ربها (( ناظرة )) وهذا التأويل باطل بلا شك بما علم في بحث موضوع الصفات وأيات الصفات وأحاديث الصفات وهي أن الأصل في كل كلام عربي أن يؤخذ على حقيقته وعلى ظاهره لا على تأويله ومجازه، وإنما يُصار إلى التأويل وإلى المجاز حينما تتعذّر الحقيقة ولا يمكن الأخذ بها، ولكن المعتزلة حينما جمدت أفكارهم على تشبيه الخالق بالمخلوق ابتداءً وعلى تنزيهه انتهاءً وجدوا أن مثل هذه الأية التي تثبت رؤية المؤمنين لربهم عز وجل يوم القيامة في الجنة تفيد بزعمهم إما الإحاطة بالله عز وجل وإدراكه وإما تحديده بجهة، وهم يقررون بأن الله ليس في جهة ولذلك يذهبون إلى التعطيل المطلق فيقولون الله في كل مكان، كل هذه الانحرافات والتأويلات ما كان منهم إلا لإهمالهم تطبيق قاعدة من قواعد اللغة العربية هي أن " الأصل في كل عبارة الحقيقة "، ولا تُؤوّل إلا للضرورة، وهنا بلا شك ليس ضرورة، لأن رؤية الله ليس من الضروري أن يكون كرؤيتنا لبعضنا البعض، فرؤيتنا لربنا رؤية ليس فيها الإحاطة وليس فيها الإدراك وليس فيها حصر الله عز وجل في مكان إلى أخره هذه ... التي يجب علينا أن لا نثبتها لعدم ورودها في الكتاب ولا في السنّة، فإذ الأمر كذلك فلماذا نحن ننكر رؤية الله بعد ثبوتها وبعد تنزيهنا لربنا من كل ما يمسّ جلاله وعظمته؟
السائل : أستاذ في سؤال.
الشيخ : تفضل.
والرؤية … الجنة بغير إحاطة ولا كيفية، وجاء الدليل على ذلك في الكتاب والسنّة أما الكتاب فهذه الأية الصريحة (( وجوهٌ يومئذٍ )) ، يوم القيامة، يوم الجنة (( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ))[القيامة:23]، ومع صراحة هذه الأية فقد سلّط عليها المعتزلة معاول الهدم والتأويل فقالوا إن الأية لا تدل على ما ذهب إليه أهل الحديث وغيرهم من أن المؤمنين يرون الله ذاته تبارك وتعالى، وإنما مراد الأية في زعم المعتزلة ناظرة إلى نعمة ربها (( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا )) ، أي إلى نعمة ربها (( ناظرة )) .
وهذا كما ترون على النهج الذي سلكوه في كل أيات الصفات تقريبًا، فهم يقولون مثلاً (( وجاء ربك )) ، أي أيات ربك، أو ملائكة ربك أو أمر ربك إلى نحو ذلك من الألفاظ التي يقدّرونها لكي يفرّوا من دلالة هذه النصوص على خلاف ما ذهبوا إليه من إنكار الصفات كالمجيء والنزول وكذلك بالإنكار رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة فتأولوا قوله تبارك وتعالى (( إلى ربها )) ، أي إلى نعمة ربها ونعيم ربها (( ناظرة )) وهذا التأويل باطل بلا شك بما علم في بحث موضوع الصفات وأيات الصفات وأحاديث الصفات وهي أن الأصل في كل كلام عربي أن يؤخذ على حقيقته وعلى ظاهره لا على تأويله ومجازه، وإنما يُصار إلى التأويل وإلى المجاز حينما تتعذّر الحقيقة ولا يمكن الأخذ بها، ولكن المعتزلة حينما جمدت أفكارهم على تشبيه الخالق بالمخلوق ابتداءً وعلى تنزيهه انتهاءً وجدوا أن مثل هذه الأية التي تثبت رؤية المؤمنين لربهم عز وجل يوم القيامة في الجنة تفيد بزعمهم إما الإحاطة بالله عز وجل وإدراكه وإما تحديده بجهة، وهم يقررون بأن الله ليس في جهة ولذلك يذهبون إلى التعطيل المطلق فيقولون الله في كل مكان، كل هذه الانحرافات والتأويلات ما كان منهم إلا لإهمالهم تطبيق قاعدة من قواعد اللغة العربية هي أن " الأصل في كل عبارة الحقيقة "، ولا تُؤوّل إلا للضرورة، وهنا بلا شك ليس ضرورة، لأن رؤية الله ليس من الضروري أن يكون كرؤيتنا لبعضنا البعض، فرؤيتنا لربنا رؤية ليس فيها الإحاطة وليس فيها الإدراك وليس فيها حصر الله عز وجل في مكان إلى أخره هذه ... التي يجب علينا أن لا نثبتها لعدم ورودها في الكتاب ولا في السنّة، فإذ الأمر كذلك فلماذا نحن ننكر رؤية الله بعد ثبوتها وبعد تنزيهنا لربنا من كل ما يمسّ جلاله وعظمته؟
السائل : أستاذ في سؤال.
الشيخ : تفضل.